الحراك المصري لم يرقَ الى مبادرة..افكار مستقاة من اتفاق غزة

تكشفت زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الى بيروت بعد ساعات على وصول الموفدة الأميركية مورغن اورتاغوس الى لبنان عن مساع مصرية – أميركية لاخراج وطن الأرز من ازمته في ظل تمادي إسرائيل في خروقاتها واعتداءاتها وعدم التزامها بوقف النار وفاقا للقرار 1701 .

اورتاغوس وصلت الى بيروت قادمة من تل ابيب التي كان زارها اللواء رشاد . هو لا يحمل أفكارا جاهزة وان مهمته تلخصت في استكشاف الموقف اللبناني لتقدير ما اذا كانت الأبواب مفتوحة امام قيام القيادة المصرية بوساطة على غرار ما جرى في غزة .

بحسب المعلومات جاء الحراك المصري بعد ادراك القاهرة ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يضع الملف اللبناني ضمن أولوياته . اذ علم ان محاولة امير قطر ورئيس وزرائه فَتحَ النقاش مع الرئيس ترامب حيال الوضع اللبناني، على هامش توقفه للتزود بالوقود في الدوحة، باءت بالفشل واكتفى وفريق عمله بتكرار المقاربة الأميركية التي تتحدث عن موعد رأس السنة لتؤكد الدولة اللبنانية التزامها بنزع سلاح حزب الله، وهو ما ابلغه المسؤولون القطريون للبنان وما سبق وتبلغته القاهرة من ترامب اثناء حضوره قمة شرم الشيخ . لذلك يأتي الحراك المصري لايجاد ثغرة في الجدار ومحاولة وضع الملف اللبناني على طاولة التفاوض في ظل إصرار الإسرائيليين على فرض الاملاءات بالنار .

رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يؤكد ان الحراك المصري لم يرق الى حد المبادرة او الطرح المتكامل ، انما مجرد أفكار مستقاة من اتفاق غزة عماده او مرتكزه تعهد حزب الله بعدم استعمال سلاحه في مواجهة إسرائيل . الغريب ان واشنطن والرياض رفضتاه أيضا كما فعل الحزب . كل من منظاره ورؤيته لمسار الامور كون العملية في رأيي أيضا عملية تضييع وقت . مصر اليوم غير مصر عبد الناصر، كلمتها للأسف غير مسموعة ."مش طالع بايدها "، وهي التي الزمتنا باتفاق القاهرة الذي شرع العمل الفلسطيني المسلح على ارضنا وتسبب بالحرب الاهلية . كل ما استحصلت عليه الدولة راهنا نتيجة قرارها بحصرية السلاح ونزعه، تسليم المخيمات ثلاث شاحنات صغيرة محمّلة قطعا من الحديد الصدِئ. في حين حزب الله ماض في تحديه للسلطة مؤكدا كل يوم تمسكه بسلاحه . الحكومة اتخذت قرارها لكن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لم يلاقها الى التنفيذ . يفضل اعتماد الحوار مع الجهات المسلحة لحضها على التجاوب . لا تسليم للسلاح بالحسنى والحوار . يقال انهم يخافون على الجيش من الانقسام وزجه في حرب أهلية . لماذا اذا الجيش ويكلفنا اكثر من نصف الخزينة اذا كان توظيفه في هذا المجال من المحرمات . على كل، "يدبرو" رأسهم، يقول شمعون . اميركا امهلت لبنان حتى اخر السنة للانتهاء من نزع كل الأسلحة غير الشرعية والا لن تبقى رادعة إسرائيل عن توسعة عملياتها العسكرية المدمرة للجنوب ولبنان .

المركزية - يوسف فارس