عربي ودولي

“الذكرى الأولى” لسقوط نظام الأسد… تحوّلات متواصلة وتباين في المواقف داخل سوريا وخارجها!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد عام على الحدث الذي غيّر ملامح المشهد السوري والإقليمي، تعود ذكرى سقوط نظام بشار الأسد لتفرض نفسها على الساحة السياسية والشعبية، داخل سوريا وخارجها.

وبين من يرى في هذا اليوم انتصارًا لإرادة السوريين بعد سنوات طويلة من الصراع، ومن يتعامل معه بكثير من القلق والحذر، تتجدد النقاشات حول مستقبل البلاد ومسار المرحلة الانتقالية. ومع اقتراب الذكرى الأولى، تتعدد المواقف وتبرز تفاعلات لافتة في المدن السورية واللبنانية، تعكس حجم التحوّلات التي أنتجها سقوط النظام وتداعياته المستمرة حتى اليوم.

وفي التفاصيل، يُحيي السوريون في الثامن من كانون الأول الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، الحدث الذي شكّل نقطة انعطاف مفصلية في مسار الثورة التي اندلعت عام 2011 احتجاجًا على القمع السياسي وتدهور الأوضاع المعيشية.

وبعد أعوام من الصراع، تمكّنت فصائل المعارضة من دخول دمشق وبسط سيطرتها على المؤسسات الحيوية، منهية بذلك أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد، الذي بدأ باستيلاء حافظ الأسد على السلطة عام 1971 وتثبيت نظام وراثي قائم على الأجهزة الأمنية والتحالفات الإقليمية.

فرار بشار الأسد إلى روسيا، حيث نال اللجوء والتحق بعائلته، مثّل اللحظة التي كرّست إعلان المعارضة انتصارها. وقد أكدت وزارة الخارجية الروسية حينها استقالته رسميًا ومغادرته البلاد، في اعتراف ضمني بانهيار النظام الذي دعمته موسكو سياسيًا وعسكريًا لسنوات.

هذا التحوّل لم يكن مجرد تغيير سياسي داخلي، بل هزّة إقليمية واسعة. إذ شكّل سقوط الأسد ضربة موجعة للمحور الإيراني، الذي اعتمد على سوريا لسنوات طويلة كحلقة مركزية في شبكة إمداد حزب الله بالسلاح وتعزيز النفوذ في المشرق.

ومع تغيّر موازين القوى، برزت تساؤلات عن مستقبل التحالفات في المنطقة، ودور الفاعلين الإقليميين في مرحلة ما بعد الأسد.

وفي ظل الاستعدادات لإحياء الذكرى الأولى، ظهرت مواقف متباينة داخل المجتمع السوري. فقد دعا رجل الدين العلوي، غزال غزال، أبناء طائفته إلى مقاطعة الاحتفالات، معتبرًا أن ما جرى “لم يرفع الظلم عن العلويين، بل غيّر شكله فقط”، وفق تعبيره. وأعلن غزال عن إضراب شامل لمدة خمسة أيام، من الثامن وحتى الثاني عشر من ديسمبر، في خطوة عكست مخاوف قطاع من الطائفة من المرحلة الانتقالية وتداعياتها.

أما في مناطق شمال وشرق سوريا، فاختارت الإدارة الذاتية الكردية نهجًا مختلفًا، إذ منعت أي فعاليات جماهيرية مرتبطة بذكرى سقوط الأسد، مبررة ذلك بوجود تهديدات أمنية متزايدة ونشاط لخلايا مسلحة. هذا القرار أثار جدلاً واسعًا بين السكان الذين رأوا فيه تقييدًا لحرية التعبير، فيما عدّه مؤيدو الإدارة إجراءً احترازياً لتجنب أي توترات.

وبين الاحتفال والانقسام والحذر، تبدو ذكرى سقوط النظام حدثًا ما زال يحمل أصداءه في كل جزء من سوريا، ويذكّر السوريين بأن طريق إعادة البناء سياسياً ومجتمعياً لا يزال طويلًا ومحفوفًا بالتحديات.

مظاهرات احتفالية في طرابلس.. وهتافات تؤكد وحدة الموقف بين السوريين واللبنانيين

خرجت في مدينة طرابلس – لبنان اليوم، مظاهرات احتفالية بمناسبة الذكرى السنوية لسقوط نظام بشار الأسد، حيث تجمع العشرات في الساحات الرئيسية رافعين الأعلام السورية ومرددين هتافات تعبّر عن دعمهم للتغيير الذي شهدته سوريا. وشهدت الفعالية مشاركة ناشطين سوريين ولبنانيين وسط حضور أمني لتنظيم حركة الشوارع وضمان سلامة التجمعات.

بدوره، كتب النائب إيهاب مطر عبر منصة X: “حين سقطت “سوريا الأسد” واستعاد السوريون وطنهم وحريتهم ومستقبلهم من براثن النظام البعثي الدموي، شكك كثيرون في قدرة الثوار على إدارة شؤون بلدهم”.

وأضاف: “وبعد سنة وبرغم الإرث الثقيل أثبت الرئيس أحمد الشرع، باحتضان سعودي تحديداً، قدرة استثنائية على فتح أبواب المستقبل الواعد أمام السوريين، لتعود دمشق منبراً عربياً للأخوة والتعاون”.

وتابع: “ومرت سنة على سقوط نظام مجرم، وقدم السوريون للعالم درساً يشهد عليه التاريخ… فمهما طال الزمن يبقى الشعب صاحب الكلمة الأولى والأخيرة. نبارك للشعب السوري والقيادة السورية بحلول هذه الذكرى، ونحن كلبنانيين وكطرابلسيين نرى أننا شركاء جراء ما تعرضنا له من هذا النظام، وأيضاً شركاء في الفرحة… وكما أسقط السوريون النظام المجرم فإنهم قادرون على إعادة سوريا العربية القوية بمستقبل واعد لكل المكونات”.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا