تعميم صورة المفقودتَين أمينة حكمت محمود وإبنتها أنجيلينا شمعون حملايا
الحزب يُبلغ هوكشتاين: نريد الغاز لا الحرب
حضر حزب الله في اللقاء الرئاسي في بعبدا مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، حيث كان الرئيس نبيه بري ممثلا للثنائي: يطرح أفكار فريقه السياسي ويناقش مع هوكشتاين ما بدأه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
فضَّل الرئيس بري في الجلسة مناقشة النصف الملآن من الكوب لـ "قطف العنب لا قتل الناطور" وهذا الامر تم التوافق عليه مع قيادة الحزب التي ترغب بإنهاء الملف مع الاسرائيليين للحصول على حصة لبنان من الغاز لأن الوضع الاقتصادي الضاغط بات خطيرا على الشارع الشيعي كما السني والمسيحي.
استقبال حزب الله لهوكشتاين بفيديو "الكاميرات الحرارية" في البر والتحذير من قصف منصات "كاريش" عبر الصواريخ والمسيرات التي يمتلكها، لا يعني على الاطلاق التوجه نحو حرب مفتوحة مع اسرائيل بل هو ورقة ضغط على الاطراف التي تريد الحل تسعى الى تسريع المفاوضات لا تفجيرها من الداخل، وحزب الله يعلم أن الحرب هذه المرة لن تكون نزهة بل كارثية عليه لاسيما وأن الظروف الداخلية تبدلت والنقمة الكبيرة عليه زادت بعد أن نجح خصومه بتسويقها في الداخل، وعليه التريث والتفكير ملياً، اذ أن من استقبل المهجر من الجنوب عام 2006 لن يكرر السيناريو نفسه في الحرب المقبلة، ومشهد التجمعات الكبيرة للمهجرين قسرا من قراهم على الشريط الحدودي في بيروت وجبل لبنان والشمال هو ابعد اليوم عن الواقع في ظل ما نشهده من احتقان داخلي يؤثر على البيئة الحاضنة للمقاومة.
صحيح أن حزب الله لديه القدرات العسكرية والقتالية التي يكشف عن بعضها في الاعلام ويخرج مناصروه يهددون بها العدو الاسرائيلي، ولكن في المقابل لا يعرف هؤلاء حجم الرد الاسرائيلي ومدى جهوزيته للحرب وبأي سلاح ومعدات قتالية سيهاجمنا، فالازمة التي يرزح تحت وطأتها لبنان أكبر من مئة صاروخ يمكن أن توجهها "المقاومة" على تل أبيب أو المستوطنات على الحدود جنوبا، وفي ظل خاصرة داخلية ضعيفة يمكن ان تُنهك الحزب الذي يراهن أيضا على حلفاء من "كرتون" غير قادرين على مواجهة أي طرف داخلي يريد الانتقام من خيارات حزب الله.
بعيدا عن الشعبوية والخطابات الرنانة، ثمة معطيات على الأرض ومفاوضات تجري خلف الحدود تؤكد ان الاتفاق على تسوية كبيرة للبنان بات قاب قوسين من الانجاز ليُصار بعدها الى دعوة المعنيين من الاطراف كافة لترجمته على الأرض، وعودة هوكشتاين وحركته المكوكية بين لبنان والاراضي المحتلة ولقاءاته السرية بالمسؤولين الاسرائيليين تؤكد أن الامور تتجه نحو الحل وأن المفاوضات الجارية اليوم تركز على عملية الاخراج لكي لا يظهر أي طرف منتصرا على الطرف الآخر على الرغم من ان بنود الاتفاق ستُظهر الطرف الذي غرف أكثر من غاز البحر المتوسط. ولبنان الذي يمتلك صواريخ حرارية ومسيرات هجومية، هو نفسه الذي يعاني من سعر صرف دولار تخطى الثلاثين ألفا حيث لا خبز ولا كهرباء واسعار المحروقات والسلع الغذائية تساوي أضعاف ما كانت عليه في العام 2006، كما ان الخلاف السياسي والمذهبي الكبير بين الاحزاب والقوى السياسية قادر على ادخال الحزب في متاهة حرب اقتتال داخلي غير محددة النتائج.
امام كل هذا الواقع الميداني يقرأ حزب الله جيدا بين السطور ويعلم ان الظروف الداخلية أخطر من غارات الـ F16 الاسرائيلية، والعودة الى طاولة هوكشتاين أفضل من تطيير فرصة الوصول الى حكم الدولة القوية والعادلة وبالقانون لا الحرب، وهذا الامر يتطلب الانتظار بضع سنوات حيث يتمكن الحزب من السيطرة أكثر على المفاصل الحيوية والاساسية في البلاد وفق تخطيط مدروس يلحظ هجرة الطوائف الأُخرى التي فضَّلت الاتجاه غربا لأنها غير قادرة على تحمل مشقات الأزمة المالية، واستفاد الحزب والثنائي من هذا الغياب وبادر الى ملء الفراغ الثقافي والسياسي والأمني من كوادر بيئته الصامدة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|