توتّر مسيحي - إسلامي في لبنان بعد "أعراس السلام" السنيّة - الشيعية في المنطقة... صدفة؟
بتراجُع عن قرار تأخير اعتماد التوقيت الصيفي في لبنان، أو من دونه، فـ "الدمار الوطني" حصل، وهو تمّ بنسخة طائفية مسيحية - إسلامية قبل أن يكون تنظيمياً، وذلك على وقع المصالحات والتهدئة الطائفية السنية - الشيعية، الإعلامية والسياسية والديبلوماسية، على مستوى المنطقة.
فطريقة اتّخاذ قرار تأخير اعتماد التوقيت الصيفي أتت بشِعَة جدّاً، لا تحترم الأصول، ولا رغبة كل الفئات والشرائح اللبنانية، ومقصودة بطريقة تتسبّب باشتعال مسيحي - إسلامي، يبدأ بالتوقيت، ويمرّ بفتح العديد من المنصّات للساخرين من الالتقاء المسيحي على موضوع الساعة وسط الاختلاف (المسيحي) الجذري على ملف رئاسة الجمهورية، وصولاً الى حدّ المراهنة (بسخرية أيضاً) على استحالة حصول توافق مسيحي بعيد المدى، حول أي قضيّة.
وتُستكمل مشهدية القرار المقصود بإشعال خضّة طائفية في البلد، عبر الإعلان (قبل أيام) عن أن اعتماد التوقيت الصيفي سيكون ليل 20 - 21 نيسان القادم، أي في ليل خميس - جمعة، بينما من المُتعارف عليه، ومن المُفتَرَض أن يكون تأخير أو تقديم الساعة ليل سبت - أحد بموجب المعايير العالمية، وليس في ليل خميس - جمعة، أي في الوقت المُعتَمَد لعطلة نهاية الأسبوع في معظم الدول الإسلامية.
وانطلاقاً ممّا سبق، يبدو أن هناك من كان مُصِرّاً، وبأي ثمن، على تحريك المياه اللبنانية الطائفية، على وقع الانهيار المالي والاقتصادي اللبناني، والتعثّر الرئاسي والسياسي العام.
فهناك من يريد تحوير أنظار الناس عن كسله في تطبيق الإصلاحات، وعن فشله في إدارة البلد والمؤسّسات، وعن طائفيّته، وعن عَدَم رغبته بتوفير أي شكل من أشكال الحلول، وعن عَدَم لزوم وجوده على كرسي السلطة أصلاً. وما الساعة سوى الوسيلة المُعتَمَدَة لإلهاء اللبنانيين عن الخراب الآتي.
أوضح مصدر مُطَّلِع أن "ما من أحد كان سيسأل عن فارق الساعة لولا الطريقة التي اتُّخِذَ فيها القرار، والذي خلق مشكلة طائفية".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الانهيار في لبنان مستمرّ، ولا شيء سيخفّف من أهوال وقعه، كما أن لا شيء سينجح في تحوير أنظار الناس عنه. فالأساس أننا لم نَعُد دولة، بل مجموعة من الطوائف العاجزة عن الاتّفاق على نظام سياسي واقتصادي مُفيد، ضمن مساحة جغرافية واحدة. وهو ما يلتقي مع العجز عن الاتّفاق على رئيس جديد للجمهورية، وعلى تشكيل حكومة جديدة، على المستوى الوطني العام لا المسيحي فقط".
ولفت المصدر الى أن "المواطن اللبناني يعترض على التوقيت، وعلى تأخير أو تقديم الساعة، ولكنّه يصمت عن ضياع جنى عمره، وعن فقدانه أمواله، وعن استحالة حصوله على الدواء، والاستشفاء، والكهرباء، والمدرسة، والجامعة، وعن حقّه بالخدمات الرسميّة من مؤسّسات رسمية تبقى بحالة من الإضراب المستمرّ. وهذا ليس شعباً، أيضاً".
وختم:"كل القوى والأحزاب المسيحية والإسلامية في لبنان خائفة من التطورات الكبرى التي تحصل في المنطقة. فتلك الأخيرة ونتائجها ستأخذ منهم كلّهم، أدوارهم وقدرتهم على التأثير المستمرّ كما كانت عليه الأحوال في الماضي. ولذلك، ما عاد لدى البعض سوى التحشيد المذهبي والطائفي، ولدى البعض الآخر سوى التقاط الطابة، واستثمارها والاستفادة منها. فقرار تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي كان معركة ضمن المعارك القادمة مستقبلاً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|