هوكشتاين في بيروت: 3 لغات لاستطلاع ما يجري على جبهة الجنوب!
بالتزامن مع مثول اسرائيل امام محكمة العدل الدولية، متهمة، ومدانة بالابادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 75 عاماً، وليس في حرب غزة الحالية التي تخوضها ضد القطاع واهله، واضطرار وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكي بالاعلان ان انهاء الحرب اولوية لدى الادارة الاميركية، كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يحدد اطار مهمته على نحو متواضع بحصرها بـ «التهدئة» الممكنة، في الجنوب ما دام الامر المسلم به، انه من غير الممكن التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن.
كان للوسيط الاميركي، الذي ذاع صيته بعد التوسط في مسألة ترسيم الحدود البحرية، في زيارته امس ثلاث محطات: في عين التينة مع الرئيس نبيه بري، بوصفه رئيساً للمجلس ولحركة «امل» والنافذة على حزب الله، وفي السراي الكبير مع الرئيس نجيب ميقاتي، بوصفه رئيساً للحكومة ولو في هيئة تصريف الاعمال، ومركز القرار في السلطة الاجرائية، وفي اليرزة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، في زاوية قيادة الجيش اللبناني، الذي هو المؤسسة العسكرية الرسمية المنتشرة مع قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني، حيث تدور المواجهات بين حزب الله واسرائيل، والذي يعمل ضمن القرار 1701.
وذكر ان هوكشتاين غادر بيروت امس.
وحسب ما تناهى من معلومات فإن هوكشتاين، الذي بات على ما يشبه الالمام بالوضع اللبناني، تحدث بثلاث لغات مع من التقاهم، من زاوية المدرسة التي تختص بها الدبلوماسية الاميركية منذ ايام وزير الخارجية الاميركي في سبعينات القرن الماضي هنري كيسنجر.
وبدأ هوكشتاين اجتماعاته بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد ظهر امس في السراي، وعقد معه خلوة اعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان أماندا بيلز ، الوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين.
في خلال الاجتماع شدد الموفد الاميركي على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن».
ودعا» الى العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ».
بدوره رئيس الحكومة شدد «على أن الاولوية يجب أن تكون لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية».
ثم انتقل هوكشتاين والوفد المرافق الى عين التينة حيث التقى الرئيس بري، مكررا تفضيل ادارته الحلول الدبلوماسية للازمة الحالية.
وقال: نحن بحاجة للوصول الى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في إسرائيل عودتهم الى منازلهم والعيش في أمانةهذا هو هدفنا».
وقال: «لقد أجريت محادثات جيدة وانا اشعر بالأمل أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بامان والتركيز على مستقبل أفضل».
وحسب ما نقل عن الرئيس بري (اللواء ص 3) فإن الموفد الاميركي حمل افكاراً للنقاش وليسلديه رؤية مكتملة او طرح نهائي ناضج، وهو يحاول ايجاد مخرج سياسي يجنب لبنان والمنطقة حربا مفتوحة ستكون مدمرة للجميع.
وحسب زوار عين التينة قال هوكشتاين ربط بطريقة او بأخرى بين التهدئة في لبنان وغزة معا، وان الحل سيكون متوازناي، وهذا ما كان قاله لرئيس نبيه بري منذ اسابيع لجريدة «اللواء.
وعن موقف لبنان من التسوية المحتملة نقل عن هوكشتاين موفقا ثابتا يتعلق بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وتثبيت الحدود اللبنانية التي اودعت لدى الامم المتحدة عام 1923 ولا نقاش في اي طرح من دون مزارع شبعا اللبنانية.
وزار هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وحسبما وزع فإن «البحث تناول الاوضاع العامة في البلاد، والتطورات على الحدود الجنوبية».
وعلى وقع هذا الانشغال الاميركي لملء الفراغ الدبلوماسي الاقليمي والدولي لوقف العدوان المتمادي منذ 100 يوم ضد غزة والضفة وجنوب لبنان، وصلت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية الجديدة ليزا هونسون الى بيروت لادارة السفيرة التي عملت فيها من العام 2002 الى العام 2004، وكانت سفيرة لبلادها لدى نامبيا في افريقيا.
وتمنت للشعب اللبناني السلام والازدهار.
ووصفت مصادر سياسية زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان، ونقله أفكارا ومقترحات، ناقشها قبل أيام مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لانهاء الاشتباكات المسلحة الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، بمثابة استمرار لمهمته الاساس في المساعدة لحل المشاكل التي تعترض ترسيم الحدود الجنوبية والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بخصوصها، ولكن بعدما اصبح انهاء التدهور العسكري الحاصل اولوية يتقدم على هذه المهمة ،وبدون معالجته، بات من الصعب الانتقال إلى استكمال عملية ترسيم الحدود الجنوبية في الوقت الحاضر.
وقالت المصادر ان ما نقله هوكشتاين من مقترحات لتهدئة وتطبيع الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، وتركيزه على الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١، والعودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، قوبل من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم بان لبنان ملتزم بتطبيق القرار المذكور، ولكن لا بد من انهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة ووقف اطلاق النار، لوقف التدهور الحاصل وتهدئة الاوضاع والتزام إسرائيل بتطبيق القرار المذكور والمباشرة بالبحث الجدي لحل المشاكل التي تعترض ترسيم الحدود البرية.
وشددت المصادر على ان ما نقله هوكشتاين من أفكار وطروحات لم يكن بمثابة إنذار إسرائيلي مباشر للبنان، ولكنه يدق ناقوس الخطر وينبه إلى خطورة الاوضاع، وقد بات ذلك يتطلب معالجة سريعة وباقرب فرصة ممكنة، قبل فوات الأوان.
وتوقعت المصادر ان يعود المستشار الرئاسي الاميركي إلى لبنان في وقت قريب، لتسلم ردود حزب الله على الافكار التي حملها، والمرتقب ان ينقلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليقرر الخطوة المقبلة في اطار مهمته.
وأشارت معلومات »اللواء» الى ان زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان هي امتداد لزيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى المنطقة، وهي ذات طابع استطلاعي من دون ان يحمل معه اي مشروع اتفاق نهائي حول القضايا المطروحة ربطا بالجبهة الجنوبية وذلك بحسب مصدر دبلوماسي غربي واسع الاطلاع. اذ تبدى اخيرا ان حزب الله لن يتيح اي باب للتفاوض قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وهذا ما كان واضحا من كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير، وكذلك من المناخ الذي نقله الرئيس نبيه بري واللواء عباس ابراهيم الى حزب الله، وهما بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي «المعنيان الوحيدان بالتفاوض الجاري حاليا حول الوضع الجنوبي».
اما اللقاء الذي جمع نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابو صعب مع هوكستين في روما فجاء بناء على طلب الاول «وكان اجتماعيا» لم يحمل اي جديد لان الموفد الاميركي بالاصل ليست لديه اية مبادرة وسط عدم استعداد حزب الله للتفاوض حاليا، بحسب المصدر ذاته.
وفي سياق متّصل كان مراسل قناة «كان» التابعة لهيئة البث الرسمية في اسرائيل عميخاي شتاين قد كشف على صفحته على منصة «أكس» بأن «الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التقى يوم الخميس الفائت بعدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين، وهو مهتم بالحلّ على مراحل: وقف اطلاق النار بين اسرائيل و«حزب الله»، ثم التفاهمات والإتفاق. ومن بين المقترحات: إدراج وقف اطلاق النار مع الانتقال الى المرحلة (ج) في القتال في قطاع غزّة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد بحسب الوسيط الأميركي على خلق أجواء جيدة». ونقل هوكشتاين أن:» في اسرائيل ينتظرون سماع إجابات من الجانب اللبناني، حيث سيلتقي بكبار المسؤولين اللبنانيين، من المتوقع بعدها أن يعود الى اسرائيل».
وتعتبر الجبهة الشمالية همّا رئيسيا للقادة الاسرائيليين وقد صرّح وزير الدفاع يوآف غالنت بعد لقائه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن: «من الضروري زيادة الضغط على إيران لمنع تصعيد إقليمي. - أولويتنا على الجبهة الشمالية إعادة السكان إلى بيوتهم بعد تغيير الوضع الأمني الحالي».
أما رئيس حزب «يسرائيل بيتينو» أفيغدور ليبرمان فصرّح ليديعوت أحرونوت: :» أشعر بالقلق إزاء الوضع في الجبهة الشمالية، متأكد أن كبار المسؤولين الحكوميين هم الذين اخترعوا مفهوم الصمت يجب أن يقابل بالصمت، إنهم لا يفهمون خطورة الوضع، يجب علينا وقف تعاظم قوة حزب الله وتفكيك أسلحته وجبي ثمن باهظ منه، فهي مثل الصواريخ السوفيتية التي زرعتها كوبا أمام الولايات المتحدة، إن حكومة الحرب غير قادرة على اتخاذ القرارات، وهي بأكملها، بما في ذلك غانتس وآيزنكوت، كلهم أسرى المفهوم القديم، وهم غير قادرين على الاستيعاب وليس لديهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، يجب إنشاء شريط أمني جديد على الحدود الشمالية، لفترة حتى تكون هناك حكومة في لبنان قادرة على ممارسة سيادتها».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|