بري يستقبل باسيل.. وموسى: المشاورات مستمرة والجلسة ستكون "مفتوحة وبدورات متتالية"
كم من "شبه مسؤول" يبحث عن كرسي في السياسة من باب الرياضة؟؟؟
الرياضيون وهاجس "الرقم 1" دائماً، قضيّة تزداد جدية أكثر فأكثر حول العالم، بعدما تحوّلت الرياضة الى استثمارات، وإعلانات، وأرباح، ورهانات مدفوعة، وخسائر، وأرباح، و"خربان بيوت" في حال الهزيمة، أكثر ممّا هي هواية أو متعة.
فلطالما اعتدنا على أن الروح الرياضية، وتقبُّل الرّبح والخسارة، ومُصافحة الخاسر للفائز والعكس... هي من المسلّمات والثوابت في المجال الرياضي، تميّزه عن كل باقي المجالات.
فلا حروب، ولا تضارب، ولا خشونة... في أوان الخسارة أو الرّبح. ولا يمكن للرياضي الذي لا يتقبّل الخسارة، أو للّذي يريد التحليق في نجومية مُطلَقَة من الرّبح، أن يكون رياضيّاً بكل ما للكلمة من معنى. فالهزائم لا بدّ منها، وهي مُمكنة في أي مكان وزمان وظرف، فيما يمكن اعتبار تحمّلها وحُسن تكييف الذات معها، من الأشياء التي تسمح بالتمييز بين الرياضيّين ومستوياتهم المختلفة.
هذا بالنّسبة الى "عالم المُثُل" الذي قد لا يجد له مساحة فعلية أو مقبولة في "عالم الواقع". والمثال على ذلك، هو أن رياضيّاً مُخضرماً بمستوى كريستيانو رونالدو، أو ليونيل ميسي، أو... قد يُمتدَح اليوم بسبب "أداء لا يُقهَر"، ونسبة تسجيل أهداف مرتفعة، وقد يُشتَم غداً، وغداً بالذّات، إذا كان مُتعباً على أرض الملعب، أو إذا لم يُحسن التسجيل، أو حتى إذا انتهت المباراة بنسبة أهداف أقلّ من المتوقَّع والمُنتَظَر منه.
وقد يبدو ما سبق ذكره طبيعياً إذا أخذنا في الاعتبار الرواتب الباهظة التي يتقاضاها الرياضيون العالميون، والقادرة على أن تشكّل ميزانية باهظة جدّاً، بحسب بعض الأرقام. وقد يبدو ذلك طبيعياً أيضاً، بعدما توسّعت الاستثمارات الرياضية، وباتت متعدّدة الجنسيات في بعض الحالات، وكأنها قطاع من القطاعات الاقتصادية الأساسية للدول. وتبعاً لذلك، تُصبح بعض المشاكل وظواهر التضارُب والشّتم... التي تشهدها بعض الملاعب أو البطولات، مفهومة ربما، حتى ولو كانت خالية من الروح الرياضية الضرورية في كل الحالات.
هذا بالنّسبة الى دول العالم. وأما في لبنان وما يُشبهه من بلدان، فتتمحور كل التأكيدات تقريباً حول أن المبادرات الفردية هي التي تسيّر ما لدينا من رياضة. وهو وضع مستمرّ حتى الساعة، بموازاة صعوبات الأزمة الاقتصادية. ولكن رغم ذلك، نشهد العديد من المشاكل، أو "المناوشات"، وحوادث التضارُب، والشّتم... في ملاعبنا، لأسباب قد لا تتعلّق بخسارة أموال مبادرة فردية "تبخّرت" مع خسارة هذا الفريق أو ذاك، بل انطلاقاً من أسباب طائفية، أو مذهبية (هذا موجود في الخارج أيضاً، ولكن بنِسَب وحالات مختلفة عمّا هي عليه في لبنان)، أو مناطقية، أو حتى سياسية، خصوصاً في أوان التزاحُم على بعض الكراسي، والمصالح، والحصص المناطقية والوطنية...
فكم من نائب، أو وزير، أو "شبه نائب" و"شبه وزير" أو "شبه مسؤول" يطمح الى الأعلى، والأكثر، والأوسع، سياسياً وعلى كل باقي الصُّعُد، ينزل الى ملاعب المدينة، والبلدة، والقرية، والحي... بحثاً عن ولاء جيل جديد من "الشبيبة"، من باب الكرة أو غيرها من أنواع الرياضات؟ وكم من "شبه مسؤول" في بلادنا، يبحث عن كرسي في السياسة، وفي عالم الحياة العامة، من باب الرياضة، وحتى لو كان عاجزاً في تمييز كرة السلّة عن كرة القدم؟ وكم؟ وكم؟...
وبين الفئة العالمية، وتلك المحليّة، يبقى هاجس "الرقم 1"، (الهاجس) الأول والأخير للرياضيّين، في عالم يتوغّل بالمصالح والمشاكل، بخسائرها وأرباحها.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|