الصحافة

إيران والحزب: مستعدّون للتّسوية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حدثان بارزان يجدر التوقّف عندهما حتماً، وهما العنوان السياسي الأساسي الذي يتمحور حوله موقف “محور إيران وحلفائها”. الحدث الأوّل هو ما صدر عن بعثة إيران الدائمة في الأمم المتحدة عن “أولوية طهران في الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وأيّ اتّفاق توافق عليه حماس ستعترف به طهران أيضاً”. الحدث الثاني هو نشر وزارة الخارجية اللبنانية ورقة حكومية تتضمّن بنوداً عدّة تقود إلى خلاصة واحدة: “جهوزية الحزب لتطبيق القرار الأممي 1701”. هذا الكلام يوازيه في غزة تأكيد مصادر غربية وعربية رغبة رئيس الحركة يحيى السنوار بالوصول إلى وقف إطلاق نار والوصول إلى حلّ سياسي للقضية الفلسطينية من أيّ جهة راعية أتى. وهنا بيت القصيد، فحركة حماس بدأت تعبّر عن انفتاحها على المسار السعودي للحلّ السياسي المقبل على المنطقة. في المقابل يبدو بنيامين نتنياهو صامداً في حربه، مدركاً مدى أرجحية “لغة القوّة” ووقعها على المحور. وها هو ينتظر على رصيف البيت الأبيض، حيث يراهن على حلّ سياسي لمصلحة إسرائيل في المنطقة.

أساطيل واشنطن تحاصر المنطقة، من المتوسّط إلى مضيق هرمز. وطائراتها الرابتور f22 تنتظر في القاعدة الأميركية في قطر. يأتي ذلك مواكبة لرغبة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتصعيد، بعدما أوصل واشنطن إلى الموافقة معه على فرض حلّ سياسي بالقوّة في المنطقة.

ليس هذا المشهد تفصيلاً بالنسبة إلى إيران والحزب، لا سيما أنّه يأتي بالتزامن مع تنفيذ إسرائيل اغتيالين عميقين في قلب طهران وقلب ضاحية بيروت الجنوبية، بالإضافة إلى أنّ رسائل وصلت إلى الحزب بأنّ “بيبي” عازم على الاستمرار بجولة جديدة من الاقتتال عبر مزيد من الاغتيالات واستهداف البنى التحتية للحزب.

أمّا إيران فأدركت بدورها أنّ نتنياهو ينتهز لحظة التأهّب القصوى لتحقيق هدفه. ومن ذلك إمكانية ضرب إيران مباشرة في حال تصاعدت المواجهة. فالأسطول الأميركي في المنطقة له وظيفتان: الأولى ردعيّة، والثانية استهداف إيران إن دعت الحاجة، وإن كانت رغبة واشنطن ما تزال الحرص على عدم توسيع رقعة الحرب.

عليه، تقاطعت الرسائل المبطّنة من “محور” إيران لملاقاة الأميركي نفسه في وقف التصعيد. فكانت رسالة طهران في الأمم المتحدة واضحة، ورسالة الحزب في خطاب أمينه العام الأخير واضحة أيضاً. أمّا الرسالة الأخيرة فأتت من يحيى السنوار في تسريب مصدرين إلى CNN ومفادها أنّه يريد وقف إطلاق النار في القطاع.

البيان الثّلاثيّ من البيت الأبيض

في المعلومات أنّ بيان واشنطن والقاهرة والدوحة، الذي صدر عن البيت الأبيض، سيتوسّع ليتحوّل إلى قمة دولية على مستوى رئاسي ستعقد في الأيام المقبلة للضغط والتوصّل إلى اتفاق دولي لوقف إطلاق النار انطلاقاً من قناعتين:

– أوّلاً: على الرغم من فصل طهران ردّها على اغتيال إسماعيل هنية عن أيّ اتّفاق في غزة، فإنّ التوصّل إلى وقف إطلاق النار سيحرج إيران وسيجعل ردّها غير ممكن أو سيؤجّله على الأقلّ، وفي ذلك إضعاف لنتائجه.

– ثانياً: التوصّل إلى وقف إطلاق النار سيوقف الحرب على جبهة جنوب لبنان وسيقطع على الحزب “مومينتوم” الردّ، فيتحوّل الردّ، الذي يفصله أيضاً الحزب عن أيّ اتفاق في غزّة، إلى رفوف “المكان والزمان المناسبين” أو “الاحتفاظ بحقّنا في الردّ”. وفي ذلك أيضاً إضعاف لردّ الحزب.

غير أنّ كلّ ذلك لا يعني أنّ بايدن سينجح في رعاية اتفاق دولي لوقف حرب غزّة، لأنّ حسابات نتنياهو مختلفة تماماً عن حسابات البيت الأبيض.

ورقة حكوميّة.. برعاية الحزب

تعمّقت علاقة الثقة بين الحزب والرئيس نجيب ميقاتي في هذه الأزمة، بحيث استطاع ميقاتي أن يكون خير وسيط بين الموفدين الدوليين والحزب، لا بل إنّه والرئيس برّي يفاوضان في الصف الأمامي وخلفهما الحزب الذي قال أمينه العامّ أخيراً: “نحن خلف الحكومة اللبنانية في عملية التفاوض”، وهو ما قاله تماماً في زمن التفاوض حول الحدود البحرية الذي وصل إلى التوقيع على الترسيم البحري.

لذلك تؤكّد مصادر مقرّبة من الحزب أنّ أيّ خطوة تقوم بها الحكومة بهذا الملفّ هي منسّقة بالكامل مع الرئيس بري وخلفهما الحزب.

استقرار طويل الأمد في جنوب لبنان

عليه لا بدّ من الإشارة إلى أهمّ ما حملته ورقة حكومية صادرة عن لبنان وزّعت على كلّ سفراء مجلس الأمن:

– أوّلاً: تبنّت الورقة موقف الحزب بأنّ الحرب في لبنان لا تتوقّف إلا بتوقّف حرب غزة.

– ثانياً: كشفت الورقة جهوزية الحزب لتطبيق القرار 1701 من الجهتين.

– ثالثاً: أعلنت الحكومة استعدادها لإصدار قرار سياسي بفتح باب التطويع في الجيش اللبناني لنشر المزيد من وحداته في جنوب لبنان، وطالبت بدعم سياسي ومادّي ولوجستي.

– رابعاً: أكّدت الحكومة على القرار السياسي بالإبقاء على قوات اليونيفيل في الجنوب.

– خامساً: كشفت استعداد الحكومة لتنفيذ حلّ سياسي وما يرتبط به من ضرورة إعادة إعمار جنوب لبنان، على أن يحصل لبنان على الدعم العربي وفق خطّة لمعالجة كلّ الدمار الذي خلّفته إسرائيل.

– سادساً: أبدت استعداد لبنان لدخول مفاوضات حدودية للوصول إلى الأمن المستدام بعد 16 عاماً من الاستقرار بعد حرب 2006.

هذه النقاط الست وجدها البعض خطة لإنزال الحزب عن الشجرة. وقرأت فيها مصادر أخرى استعداد الحزب للذهاب إلى اتفاق ترعاه الحكومة مع عدم تكرار تجربة عام 2006. لكنّ الفريق اللبناني الدبلوماسي “الخصم له” في مجلس الأمن وافق على إقرار 1701 وتبنّته حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

في الخلاصة، إن كان المحور يريد النزول عن الشجرة أو يرغب بالذهاب إلى اتفاق سياسي طويل الأمد، وإذا اجتمعت عواصم القرار كما يحصل اليوم على بيان مشترك دعماً لخطة بايدن للوصول إلى وقت نار دائم في غزة، إلا أنّ كلّ ذلك ينتظر موقف نتنياهو الذي يضع المنطقة على كفّ عفريت، وهو الذي يضع أسطولاً حربياً كاملاً على أهبة الاستعداد، بانتظار ظهور نتائج المعركة على مستقبل البيت الأبيض .

جوزفين ديب - اساس ميديا

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا