الصحافة

التقدمي: لسنا في وارد مواجهة مع "القوات"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أعاد الاعتراض الصريح والحاد لـ"اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي على تصريح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وتوجيهه سهام الانتقاد إلى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وأدائها المنحاز إلى "حزب الله" بتوفيرها غطاء شرعيا للحرب التي بدأها على طول الحدود الجنوبية، تسليط الأضواء على أزمة العلاقات غير السوية المشوبة بالتوتر المكتوم بين الحزب التقدمي وكتلته النيابية من جهة، وحزب "القوات" من جهة أخرى.

فبعد وقت قصير نسبيا من إطلالة جعجع الإعلامية الأخيرة التي وصف فيها موقف حكومة ميقاتي بـ"الخيانة الوطنية"، كان زعيم المختارة وليد جنبلاط يظهر عند الرئيس ميقاتي في زيارة نادرة عدّها كثر ذات هدف مزدوج: رسالة دعم وتأييد لميقاتي من جهة ورسالة مضادة لكلام رئيس حزب "القوات" من جهة أخرى. ولم يطل الوقت حتى أطل عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور ليكون له قصب السبق في الرد على جعجع، وتولى مدى ثلاثة أيام مهمة انتقاد التصريحات والمواقف التي أدلى بها الأخير، فضلا عن مهمة الدفاع عن أداء حكومة ميقاتي. ثم تلاه النائب بلال عبدالله ليطلق دفاعا عن حكومة ميقاتي وانتقادا صريحا للتهجم على رئيسها، فبدا الأمر وكأن "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي في صدد تنفيذ أمر عمليات يرمي إلى فتح أبواب سجال سياسي ومواجهة كلامية مع جعجع وحزبه، خصوصا أن للأمر مقدماته غير البعيدة.

والحال أن المعارضة عموما وحزب "القوات" خصوصا أبديا سابقا اعتراضات على موقف جنبلاط الذي بدا منحازا، لا بل مدافعا عن أداء "حزب الله" وعن الحرب التي يخوض غمارها في الجنوب منذ نحو عشرة أشهر، فضلا عن أن الأوساط الإعلامية سجلت خلال الأيام الماضية "مشادات" كلامية بقيت محدودة إلى حد ما، بين التقدمي و"القوات"، ما دفع بالدائرة الإعلامية في "القوات" إلى إصدار بيان تبرئ فيه الحزب من أي علاقة بحملة التهجمات على جنبلاط وحزبه، والتي كانت وسائل التواصل الاجتماعي القريبة من بيئة "القوات" وقاعدتها مسرحا لها.

وبناء عليه، كان السؤال: هل ردود النائبين أبو فاعور وعبدالله على مواقف جعجع هي أحد عناوين مرحلة منتظرة من الكباش والتراشق السياسي المتجدد بين طرفين سياسيين يبذل كل منهما جهودا استثنائية بغية إبقاء العلاقة بينهما ضمن الحد الأدنى من السياق الطبيعي، إنفاذا لتوجه عام عند قيادة كليهما يقضي بالحيلولة دون انهيار "الهدنة" غير المعلنة بينهما وتحولها إلى قطيعة وعداوة؟

النائب عبدالله ينفي وجود توجه معلن أو مضمر لدى "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي بفتح أبواب السجال الكلامي مع حزب "القوات". ويقول في تصريح لـ"النهار": "لقد انبريت للدفاع عن حكومة الرئيس ميقاتي بعدما أطلق جعجع عليها صفة "حكومة الخيانة الوطنية"، وهو في رأينا كلام بالغ الخطورة، ووصفة لإشاعة مزيد من مناخات الاحتقان السياسي في هذه المرحلة التي نتفق جميعا على دقتها وحراجتها، وضرورة العمل على خفض منسوب التوتر والاحتقان الذي نرى بعض بوادره تطفو على السطح وتفعل فعلها".

وأضاف عبدالله: "قبل أيام زرنا ولجنة الأزمة التي تشكلت أخيرا في إقليم الخروب دولة الرئيس ميقاتي في السرايا الحكومية، وعرضنا له المهمات التي سبق للجنة التي تضم فاعليات المنطقة وقواها السياسية أن التزمت تحقيقها فيما لو طالت الأزمة وصار هناك موجة نزوح من المناطق الجنوبية إلى منطقتنا. وقد وجدنا عنده كل اهتمام واندفاع للمساعدة والإسناد والدعم. ونحن نعلم جميعا حجم الصعوبات التي تقابل هذه الحكومة ومدى التحديات التي تواجهها على مدار الساعة، ونعرف أيضا أن ليس في مقدورها الاستجابة لكل ما هو مطلوب منها وأنها لن "تشيل الزير من البير" كما يقال.
لكن ما نحن على يقين منه هو أن هذه الحكومة هي حاجة وطنية كبرى وملحة، ورئيسها يبذل جهدا كبيرا ليكون على قدر تحديات المرحلة الاستثنائية، وبالتالي فإن أي هجوم عليها بهذا الشكل الذي يعدمها العافية وينكر عليها كل ما تقوم به ويبذله أعضاؤها من جهود فردية وجماعية هو أمر فيه إجحاف وعسف وإنكار. وبالتالي، فإننا وإن كنا لا نستطيع منع أحد من توجيه الانتقاد لهذه الحكومة، لا نقبل بأن تتهم بالخيانة العظمى، بل نراه أمرا مرفوضا ومؤذيا، ونحذر من أنه كلام ينطوي على تداعيات خطرة على المستوى السياسي العام".

وخلص عبدالله: "نحن في الحزب واللقاء، بناء على توجيهات الرئيس تيمور جنبلاط، نؤكد أننا لسنا في وارد فتح أبواب أي مواجهات مع أي جهة، وندرك تماما أننا محكومون في نهاية المطاف بالتوافق والعيش المشترك، وبالجلوس معا مهما بلغت خلافاتنا وتناقضاتنا. ونكرر أننا في وضع حرج ودقيق، وعلى كل طرف من أطراف الساحة أن يزين مواقفه وكلماته قبل أن يطلقها، لأنه ليس مطلوبا من أي جهة أن تحقن المشهد السياسي بمزيد من عناصر التوتر وعوامل الاحتقان".

"النهار"- رضوان عقيل

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا