الصحافة

وفد قطري في دمشق والعلاقات مع السعودية عادت

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طلبات المواعيد من رؤساء الاجهزة العربية والاوروبية لزيارة دمشق تتكدس على طاولة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء كفاح ملحم، وبالصف ينتظرون في صالون الاستقبال، وكان آخرهم وفد أمني قطري من كبار الضباط زار دمشق للمرة الثانية، وناقش مع اللواء ملحم وكبار الضباط السوريين العلاقة بين البلدين من مختلف جوانبها، وما اعتراها منذ العام ٢٠١١، والتأسيس لعلاقة جديدة تنهي كل ما حملته المرحلة الماضية من سلبيات.

وحسب المطلعين، فان الوفد القطري جاء هذه المرة بشكل مختلف عن زياراته السابقة، داعيا الى نسج افضل العلاقات مع دمشق وعودتها الى سابق عهدها، مع كلام قطري عن التدخل لتحسين العلاقات الاميركية -السورية والاوروبية - السورية، وتشجيع الاستثمارات القطرية في دمشق، والبدء بالزيارات الرسمية المتبادلة. كما اتخذت الدوحة سلسلة إجراءات اعلامية بمنع الحملات على دمشق في محطة "الجزيرة" وفي جميع الوسائل الاعلامية الممولة من قطر ويديرها عزمي بشارة، وفصل من لايلتزم في هذه التوجهات.

القطريون جاؤوا الى دمشق منذ ايام على عكس الزيارات السابقة، بشكل مستقل عن الاتراك، بعد ان ربطوا في الزيارة الماضية الملف القطري بالملف التركي، وتحديدا على صعيد ربط اطلاق ١٤ ضابطا قطريا بـ٢٢ ضابطا تركيا موقوفين في سوريا منذ ايام الحرب الكونية عليها، وهذا ما رفضته دمشق، ووافقت بعدها قطر على الفصل بعد النصيحة السعودية. ولذلك فان المفاوضات الحالية تجري باجواء ودية وخطوات ايجابية على صعيد رحلات الطيران بين البلدين واستقبال الفرق الرياضية، مع إجراءات بحق جميع المعارضين السوريين واقفال مكاتبهم والطلب من البعض مغادرة الدوحة .وبالتالي فان العلاقات القطرية - السورية وضعت على السكة الصحيحة، كما وضعت منذ فترة العلاقات السعودية - السورية حيث اشاد السفير السعودي في دمشق بتطور العلاقات بين البلدين، متحدثا عن خطوات متقدمة، جازما بان العلاقات بين البلدين ستعود كما كانت قبل الـ ٢٠١١، علما ان دمشق افرجت عن الضباط السعوديين الذين اعتقلوا خلال الحرب .

واكد المطلعون على الملف، ان العلاقات بين سوريا والمغرب والكويت شهدت تطورات إيجابية ايضا، وهناك اتصالات على أعلى المستويات ستفتح الطريق لعودة العلاقات بشكل طبيعي. علما ان الكويت والمغرب هما الدولتان الوحيدتان اللتان عارضتا عودة سوريا الى الجامعة العربية في مؤتمر القمة العربي الأخير في البحرين، بسبب موقف سوريا من جبهة بوليساريو ومراعاة أمير الكويت للاخوان المسلمين.

وفي السياق، عادت قضية الصحافي الاميركي المعتقل في سوريا منذ ١٠ سنوات اوستن تايسن الى الواجهة، من بوابة تصريحين للرئيس بايدن ووزير خارجيته بلينكن منذ اسبوع، طالبا فيه سوريا بالافراج عن تايسن بعد فشل المحاولة الأولى عام ٢٠١٩، وقاد عملية التواصل غير المباشر يومها اللواء عباس ابراهيم، وانتهت الاتصالات بعد تصريح عنيف لترامب ضد الرئيس الاسد قبل ايام من انجاز المهمة، عندها طلب اللواء علي المملوك من اللواء ابراهيم وقف المفاوضات، لكن سوريا اعترفت يومها بوجود تايسن في السجون السورية .

على اثر التصريحات الاميركية، تشير المعلومات الى ان المخابرات القطرية والعمانية تحركت وتبرعت بلعب دور "وسطاء الخير"، والاتصالات تجري بسرية تامة، والشرط الأساسي لدمشق قيام مفاوضات مباشرة بين الدولتين السورية والاميركية وليس عبر الطرق الامنية، كما ان دمشق تتمسك بالانسحاب الاميركي من اراضيها. وفي المعلومات ان ضباطا اميركيين سيحضرون الى دمشق قريبا للبحث في عملية الافراج، في ظل حاجة هاريس لانجازه قبل الانتخابات الاميركية، وهذا ما يؤشر إلى مسار جديد في العلاقات مغاير لمرحلة ٢٠١١. واللافت ان واشنطن تتغاضى عن تطبيق قانون قيصر بكل حذافيرة، نتيجة الحاجة الاميركية لاطلاق تايسن والتدخلات السعودية، كما ان السياسة السورية تعتمد اساسا على فكرة "الشراء ببلاش والبيع بأسعار خيالية".

وفي ملف العلاقات السورية - الاوروبية ايضا، يقول المطلعون ان عودة السفير الإيطالي الى دمشق ستكون خلال الأيام القادمة، بعد ان سبقه رئيس المخابرات الإيطالية وقبله رئيس المخابرات الفرنسية، بالتوازي مع مطالبة ٩ دول أوروبية باعادة العلاقات مع دمشق .كما تشهد العلاقات التركية - السورية مسارا مختلفا، رغم مراوغات اردوغان وخضوعه للمسلحين في شمال سوريا بالنسبة لفتح معبر ابو الزندين بين حلب والمناطق الخاضعة لتركيا .

وحسب المتابعين ان الاتصالات العربية - الاوروبية مع دمشق تحولت حاليا الى علاقات من دولة الى دولة، ـ ولم تعد تقتصر على زيارات امنية، مع تمسك دمشق باستقلالية قرارها والوفاء للاصدقاء والحلفاء، الذين قاتلوا معها في عز الحرب الكونية عليها وفي مقدمهم روسيا وايران وحزب الله. فانفتاح دمشق على العرب لا يعني الانقلاب على الثوابت مطلقا، لكن سوريا دولة لها سياساتها ومصالحها، و العرب هم من عادوا اليها . 

رضوان الذيب -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا