ماذا يريد يحيى السنوار؟ تقريرٌ حول ما قد تشهده غزة
ذكر تقريرٌ نشرتهُ وكالة "أسوشيتد برس"، الأربعاء، إنَّ الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة تحجب حقيقة قاتمة عن الجهود التي استمرت شهوراً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وتحرير عشرات الرهائن.
ويقولُ التقرير أن أي اتفاق بشأن غزة يحتاج إلى توقيع رجلين هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار، وأضاف: "إن نتنياهو والسنوار عدُوّان لدودان ومفاوضان صعبان للغاية، ويدركان أن نتيجة المحادثات سوف تشكل إرثهما بشكل عميق. وفي حالة السنوار، قد يعني ذلك الحياة أو الموت".
وأكمل: "إن كلا الطرفين لديه حوافز قوية لإنهاء الحرب، ولكن قد يعتقد نتنياهو والسنوار أيضا أنهما قد يستفيدان من الصمود لفترة أطول قليلاً، وأن الحرب أفضل من التوصل إلى اتفاق لا يلبي مطالبهما".
ماذا يريد نتنياهو؟
ووفقاً للتقرير، فقد وعد نتنياهو بتحقيق "نصر كامل" على حماس وإعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وهي أهداف يعتقد كثيرون أنها غير متوافقة.
ويلفت تقرير "أسوشيتد برس" إلى أنّ "نتنياهو تعرّض لضغوط هائلة من جانب عائلات الرهائن وجزء كبير من الجمهور الإسرائيلي لإبرام صفقة لإعادتهم إلى ديارهم، حتى ولو كان ذلك من شأنه أن يترك حماس على حالها"، وأضاف: "كذلك، تعمل الولايات المتحدة، التي قدمت مساعدات عسكرية ودعماً دبلوماسياً رئيسياً لإسرائيل، على الدفع نحو مثل هذه الصفقة المرتبطة بحرب غزة".
وأكمل: "لكن الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نتنياهو يعتمد على وزراء من أقصى اليمين يريدون إعادة احتلال غزة بشكل دائم وهددوا بإسقاط الحكومة إذا ما تنازل عن الكثير، وهذا من شأنه أن يفرض انتخابات مبكرة قد تدفعه إلى ترك السلطة في وقت يواجه فيه محاكمة بتهمة الفساد".
وأردف: "كذلك، فإن هذا من شأنه أن يعجل بمحاسبة أوسع نطاقاً للفشل الأمني الذي أحاط بهجوم السابع من تشرين الأول الذي قتل فيه مسلحون من حماس نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واختطفوا نحو 250 آخرين. وللإشارة، فإن نتنياهو الذي حصلت هذه المعركة في عهده، يرفضُ الدّعوات إلى إجراء تحقيق حكومي إلى أن تنتهي الحرب".
واعتبر التقرير أنه "كلما طال أمد الحرب، زادت احتمالات تحقيق إسرائيل لشيء يبدو وكأنه نصر مثل قتل السنوار، وإنقاذ المزيد من الرهائن، في حين أنّ أمد حاجة نتنياهو إلى إصلاح مكانته السياسية وإعادة تشكيل إرثه قد يطول".
وأردف: "لكن هذا يأتي أيضاً مع مخاطر حيث يرتفع عدد الجنود الذين يقتلون في المعارك كل يوم تقريباً وتصبح إسرائيل معزولة بشكل متزايد بسبب المعاناة التي ألحقتها بالفلسطينيين. لقد دخل نتنياهو في صدام مع وزير دفاعه يوآف غالانت حول نهاية الحرب، فيما تمتلئ وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقارير تنقل عن مسؤولين أمنيين كبار لم يتم الكشف عن أسمائهم يعبرون عن إحباطهم من نتنياهو، وخاصة مطالبه بالسيطرة الدائمة على ممرين استراتيجيين في غزة . مع هذا، فقد ذهب البعض إلى حد اتهامه بتخريب المحادثات".
مع هذا، تقول إسرائيل وحماس إنهما قبلتا نسختين مختلفتين من مقترح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة من حيث المبدأ، بينما تقترح كل منهما تغييرات وتتهم الأخرى بتقديم مطالب غير مقبولة.
واعترف يوحنان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وهو مؤسسة بحثية محلية، بالغضب الموجه إلى نتنياهو في الصحافة المحلية وبين قطاعات المجتمع الإسرائيلي، لكنه قال إن السنوار يتحمل معظم اللوم بسبب الوصول إلى طريق مسدود لأنه أظهر القليل من الاهتمام بالتسوية.
وقال بليسنر: "إذا رأينا أن السنوار جاد في التوصل إلى اتفاق، فإن ذلك سيجبر إسرائيل ونتنياهو على كشف أوراقهما"، مشيراً إلى أن الوضع الحالي "يشبه التفاوض مع الذات".
ماذا يريد السنوار؟
وفق تقرير "أسوشيتد برس"، فإنّ السنوار يريدُ إنهاء الحرب، ولكن بشروطه فقط، وأضاف: "لقد أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين، ونزوح 90% من سكان غزة وتدمير المدن الرئيسية. كذلك، خسرت حماس آلاف المقاتلين ومعظم بنيتها التحتية العسكرية".
وأكمل: "إن أوراق المساومة الوحيدة المتاحة أمام السنوار هي نحو 110 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، ويعتقد أن نحو ثلثهم قد لقوا حتفهم. كذلك، فإن السنوار يحتاج إلى أكثر من مجرد توقف مؤقت في القتال إذا كان يأمل في إنقاذ أي شيء يشبه النصر من هجوم السابع من تشرين الأول الذي ساعد في التخطيط له".
وأردف: "إن هذا يبدأ بضمانات بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بمجرد إطلاق سراح بعض أو كل الرهائن. مع هذا، فإن السينوار يحتاج إلى انسحاب إسرائيل من غزة بالكامل لضمان عدم إعادة احتلال القطاع بشكل دائم بسبب التأثير الدائم لهجوم السابع من تشرين الأول. إن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين البارزين كجزء من صفقة هو قضية مقدسة بالنسبة للسنوار، الذي كان هو نفسه سجينًا قضى فترة طويلة في السجن وتم إطلاق سراحه في صفقة تبادل، كما أنه يحتاج إلى ضمانات بأن الفلسطينيين سيكونون قادرين على العودة إلى ديارهم".
وقال نبيه عواضة، المحلل السياسي اللبناني والمقاتل السابق الذي قضى سنوات في سجن إسرائيلي مع السنوار: "القيادي الفلسطيني مهتم للغاية بإنهاء المفاوضات، سواء فيما يتعلق بوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، لأنه في كلتا الحالتين، سيكون هو الفائز".
ولكن هناك مخاطر قد تواجه السنوار في إطالة أمد المحادثات، بحسب التقرير، فمن المرجح أن يموت المزيد من الرهائن أو يتم إنقاذهم مع استمرار الحرب. كذلك، سوف يستمر الموت والدمار والصعوبات في غزة، وقد يؤدي هذا إلى تأجيج السخط الفلسطيني تجاه "حماس"، مع عواقب سياسية في المستقبل.
واعتبرت "أسوشيتد برس" أنّ السنوار نفسه، الذي يتصدر قائمة المطلوبين لدى إسرائيل، قد يُقتل في أي وقت، ولكن نظراً لمركزية الاستشهاد في تاريخ حماس وأيديولوجيتها، فقد يشعر أن هذه النتيجة حتمية ــ وهي أفضل من صفقة تبدو وكأنها هزيمة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|