مصر أقرب إلى قطر من السعودية والإمارات: المقاومون يقاتلون... وإياكم المسّ بالتمثيل الشيعي
لا تبدو مصر مكتفية بالانخراط فقط في الدعوات العلنية إلى وقف الحرب في لبنان وغزة، بل كثّفت تحركاتها في اليومين الماضيين لإيصال رسائل محددة وواضحة إلى واشنطن وتل أبيب، ورفعت وتيرة اتصالاتها مع تركيا والخليج.وتقول مصادر مصرية إن القاهرة مهتمة بإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان كجزء من الحل. لكنها أبلغت الى جهات لبنانية وإقليمية، وخصوصاً الجانبين السعودي والإماراتي، أنها ضد محاولة فرض مرجعيات سياسية جديدة على الطوائف اللبنانية، مع إشارة واضحة الى أنها ترفض اعتماد شخصيات شيعية تدعمها السعودية كممثلة لشيعة لبنان، في إشارة الى تسريبات عن دعم الرياض وأبو ظبي لعدد من رجال الدين والسياسيين الشيعة الذين يدورون في فلكهما لتولي مناصب قيادية في السلطة. كما أكد الجانب المصري اهتمامه باستمرار التنسيق مع «الثنائي الشيعي»، وهو ما بدا من خلال الاتصالات التي جرت مع الرئيس نبيه بري والدائرة المحيطة به.
واللافت، بحسب المصادر، أن تقارباً برز في هذا الملف بين مصر وقطر، ويشمل التنسيق بينهما الحديث مع إيران من ضمن المساعي للتوصل إلى حلول للوضع في غزة ولبنان. وينطبق ذلك أيضاً على الاتصالات بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأتراك، والتي تكثفت أخيراً، وسط خشية الجانبين من الموقف الأميركي الذي يبرر ما تقوم به إسرائيل، بدل أن تكون واشنطن معنية بإيقاف الحرب.
وعلمت «الأخبار» أن الجانب الأميركي تحدث مع المصريين عن عمليات القصف على الضاحية الجنوبية باعتبارها ضرباً لمراكز أساسية لحزب الله لا يمكن السماح باستمرارها، مع الإشارة الى أن العملية في لبنان ستستغرق وقتاً إضافياً.
ويقول ديبلوماسي مصري إنه ليست لدى واشنطن نية حقيقية للإسراع بتنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان، وأن القاهرة أبلغت الأميركيين أن ما تزعمه إسرائيل حول القضاء على حزب الله «أمر مستحيل». وقال المصدر إن التباين بين مصر والولايات المتحدة كبير حول ما يجري في جنوب لبنان، وخصوصاً أن الأميركيين «يبدو أنهم اقتنعوا بأن إسرائيل قادرة على تدمير القدرات العسكرية الأساسية للحزب، فيما ترى القاهرة العكس، وتقول إن قدرات الحزب لا تزال كبيرة وإن لدى قواته المقاتلة القدرة على الدخول في حرب استنزاف طويلة، وإيقاع عدد كبير من القتلى بين جنود قوات الاحتلال».
ورغم أن زيارة رئيس الإمارات محمد بن زايد للقاهرة أمس للمشاركة في حفل تخرج الكليات العسكرية كانت مقررة مسبقاً، إلا أن الأوضاع في لبنان طغت على المحادثات التي جرت على المستويين الرئاسي والاستخباراتي من أجل بلورة نقاط مشتركة في ظلّ التباين الواضح حول هذا الملف. إذ يتمسك الإماراتيون بفرص أكبر لوقف إطلاق النار عبر إعلان الدولة اللبنانية وقف الحرب والالتزام بالقرارات الأممية، فيما طالب المسؤولون المصريون نظراءهم في أبو ظبي بضرورة إقناع الإسرائيليين بأن التهدئة ستنعكس بشكل أكثر إيجاباً على مسارات التطبيع التي ترغب فيها تل أبيب مع الدول العربية.
وقال مسؤول مصري شارك في الاجتماعات لـ«الأخبار» إن الإمارات تتصرف بطريقة مختلفة منذ استشهاد الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله، وهي تطلب من القاهرة إقناع ساسة لبنان بإعلان وقف الحرب وفصل جبهة لبنان عن غزة، مع إبداء استعدادها لتقديم مساعدات مالية «سخية» الى لبنان في حال وافق على ذلك.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|