من هو حسين عبد الحليم حرب الذي قتلته إسرائيل في منطقة الخيام؟
فوضى السلاح تجمع بين لبنان وغزّة... لا يمكنها سوى أن تهدم
قبل أن تفرض "الجمهوريّة الإسلامية" في إيران على لبنان، عن طريق "حزب الله"، ربط مصيره بقطاع غزّة، كانت فوضى السلاح في أساس ما يجمع بين الأرضين. كان لبنان دولة مزدهرة في مرحلة معيّنة فيما كان في إمكان غزّة أن تكون مشروعاً لدولة. قضت فوضى السلاح على لبنان وجعلت مشروع الدولة الفلسطينية مشروعاً بعيد المنال في ضوء "طوفان الأقصى" وما تلاه من وحشية إسرائيلية أزالت غزّة من الوجود.
يعيش لبنان في ظلّ فوضى السلاح منذ العام 1969. في مثل هذه الأيام من تشرين الثاني (نوفمبر) من تلك السنة، وقّع قائد الجيش اللبناني إميل بستاني، الذي كان يَعدُ نفسه برئاسة الجمهوريّة، اتفاق القاهرة مع ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لم يرَ لبنان يوماً أبيض منذ توقيع اتفاق تخلّى فيه عن السيادة على جزء من أرضه وأسّس لفوضى السلاح على أرضه كلّها، وهي فوضى استغلّها النظام السوري إلى أبعد حدود. عمل النظام السوري على توريط الفلسطينيين أكثر فأكثر في الحرب الداخلية في لبنان بغية السيطرة عليه وفرض نفسه حكماً بينه وبين اللبنانيين من جهة وإقناع الولايات المتحدة بأنّ حافظ الأسد هو الطرف الوحيد القادر على ضبط الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان من جهة أخرى.
خرج السلاح الفلسطيني من لبنان صيف العام 1982 وحلّ مكانه السلاح الإيراني بغطاء سوري في البداية. لم يمض وقت طويل قبل أن يتبيّن أنّه لم تعد حاجة إيرانيّة إلى هذا الغطاء، خصوصاً منذ hغتيال رفيق الحريري في العام 2005... وخروج الجيش السوري من لبنان على دم رفيق الحريري.
ما يمرّ به لبنان حالياً نتيجة طبيعيّة لفوضى السلاح التي قضت على مؤسسات الدولة وجعلت لبنان بمثابة دويلة في دولة "حزب الله" الذي ليس، بدوره، سوى لواء في "الحرس الثوري الإيراني". في ضوء تطور الأحداث، يبدو أكثر من طبيعي أن يتحوّل لبنان إلى ورقة في لعبة إيرانية تتجاوز حدود البلد الصغير ومصالحه ومصالح مواطنيه.
دخل لبنان حرب "إسناد غزّة" من دون إرادته ومن دون سؤال غاية في البساطة: ما الهدف من مثل هذه الخطوة وما الفائدة من فتح جنوب لبنان غير تأكيد "حزب الله" أنّه ملتزم الأجندة الإيرانيّة؟
ما ينطبق على لبنان، ينطبق على غزّة. لم يكن من هدف من فوضى السلاح في القطاع سوى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني الذي يستهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب دولة إسرائيل. استغلت "حماس" التي عملت من أجل فوضى السلاح التواطؤ الإسرائيلي مع هدفها الموجه ضدّ المشروع الفلسطيني.
ارتدّت فوضى السلاح الفلسطيني في نهاية المطاف على "حماس" وعلى إسرائيل في آن. كان "طوفان الأقصى"، وهو الهجوم الذي شنته "حماس" بقيادة الراحل يحيى السنوار على مستوطنات غلاف غزّة نقطة تحوّل. كشف الهجوم، الذي لم تكن له أي آفاق سياسية، مدى خطورة الرهان على فوضى السلاح. إنّها فوضى لا فائدة منها، لا لشيء سوى لأنّها لا يمكن أن تبني مشروعاً سياسياً.
كما في غزّة، كذلك في لبنان، لا يمكن لفوضى السلاح سوى أن تهدم. أخذ سلاح "حماس" غزّة إلى الدمار. أخذ سلاح "حزب الله" لبنان إلى انهيار لا قاع له. ماذا ستفعل "حماس" غداً؟ هل لا يزال لديها مستقبل سياسي بعد الكارثة التي تسببت بها؟
ما الفائدة من سلاح "حزب الله"؟ هل لا زالت "الجمهوريّة الإسلاميّة" قادرة على توظيفه في خدمة مشروعها التوسعي، أم أن سلاح الحزب ارتدّ على البيئة الحاضنة للمقاومة مثلما ارتدّ على "حماس" التي خسرت إمارتها الإسلاميّة في غزة وخسرت معها غزّة؟
خيرالله خيرالله - النهار
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|