بعد قمّة بكركي هل هناك ثانية؟
تتبخر مقررات اللجان التي تشكل على خلفية أي حدث سياسي واقتصادي وسواه، فهل ينسحب ذلك على القمم الروحية؟ شكلت القمة الروحية المسيحية-الإسلامية الأخيرة التي انعقدت في بكركي عنواناً لافتاً في هذه المرحلة، وخصوصاً بعد مشاركة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب فيها، عقب خلافات وتباينات. وتشير المعلومات الى أن ثمة قمة أخرى ربما تعقد في فردان بدعوة من مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، على اعتبار أن شيخ العقل الدكتور سامي أبي المنى سبق أن سعى الى القمة الأخيرة، لكن الظروف أدت إلى انعقادها في بكركي، حيث كانت ناجحة وصدر بيان عنها وتوقفت الحملات التي تناولتها في أكثر من محطة ومناسبة، والأمور عادت إلى مجراها على خط "حزب الله" والمجلس الشيعي الأعلى، لكن في ظل الحرب والظروف الحالية فأمور كثيرة ما زالت عالقة، وبمعنى آخر، هل ثمة قمة روحية جديدة؟ وماذا عن القمة الأخيرة في بكركي؟
في السياق، علم أن الاتصالات لم تنقطع بعد القمة الأخيرة منذ نحو شهر، لا سيما من خلال دور يتولاه وليد غياض الذي يلتقي بغالبية ممثلي المرجعيات الروحية وبعض الأطراف السياسية، فيما رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم، ما زال على تواصل مع عين التينة وتحديداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب ما ينقل عن مصادر مقربة من بكركي فإن نتائج قمتها الروحية لم تنته، بل إن التواصل قائم والنقاش مستمر، بدليل توقف كل الحملات وضرورة قراءة ما يدلي به بعض النواب ومن مسؤولين في الطائفة الشيعية والمجلس الشيعي الأعلى وسواه، حيث تصب هذه المواقف والخطب في إطار التهدئة والحفاظ على النسيج الوطني، والتقدير لكافة الطوائف التي احتضنت النازحين، ما يعني أن قمة بكركي جاءت في وقتها وأدت إلى نتائج إيجابية ما زالت مستمرة ويُبنى عليها.
على خط آخر، السؤال المطروح هل من قمة روحية جديدة؟ هنا، يقول مصدر كنسي بارز لـ"النهار": هناك لجنة شكلت من أجل تكوين ورقة قمة روحية تعنى بموضوع النازحين من زاوية الاهتمام بهم اجتماعياً وإنسانياً وعلى كل الصعد، من وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، إلى قضايا أخرى، فهذه اللجنة ما زالت في طور التكوين وهذا الموضوع بحثه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أثناء زيارته لروما، وتحديداً مع البابا فرنسيس الأول، والفاتيكان داعم له بقوة، وبمعنى أوضح، القمة الروحية المرتقبة لم يحدد من يستضيفها، بكركي أم سواها، إلا أنها ستعنى بملف النازحين الذي سيكون عنواناً أساسياً وبارزاً في حال انعقادها.
ويبقى وفق المصدر الكنسي، أنه لم يحدد أي موعد لها، باعتبار أن المسألة في طور الإعداد واللقاءات والتشاور مع المعنيين، لكن البطريرك الراعي عرج على تلك المسألة في عظته الأخيرة، ما يدل على أن الأمور متقدمة، لكن اللقاء سيكون حصراً لبحث ملف النازحين، لما له من أهمية ودلالة في هذه المرحلة، فهو ملف كبير لا يمكن التفرج عليه دون مواكبة ومتابعة من ناحية الأمن والاستقرار والشؤون الإنسانية والطبية والاجتماعية وأكثر من ذلك بكثير
وجدي العريضي - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|