النواب السنّة متأثرون بالسعودية وليسوا على "قلب رئاسي" واحد
تتعامل الكتل النيابية على مختلف مشاربها السياسية بجدية عالية مع جلسة الانتخاب المقبلة. وتعتبر أن الرئيس نبيه بري التزم وعده بإتمام هذا الاستحقاق بعد وقف النار، ولو أنه من غير المؤكد إنتاج رئيس مطلع السنة المقبلة.
يهدف بري من هذا الموعد إلى إفساح المجال أمام الأفرقاء لمزيد من الاتصالات التي دشنتها "القوات اللبنانية" أمس، والتي سيفتتحها بري بدوره الأسبوع الجاري على غرار كل الأفرقاء المعنيين، ولو أنهم لا يحسمون أن "الطبخة الرئاسية" قد نضجت. وبات في حكم المؤكد أن الجميع بدأوا عملية غربلة الأسماء المطروحة. وثمة سفراء يمارسون هذه المهمة أيضا. وفي معلومات لـ"النهار" أن سفيرا عربيا عقد سلسلة لقاءات في الأيام الأخيرة مع نواب مسلمين ومسيحيين لاستمزاج مواقفهم من المرشحين.
وإلى حين موعد جلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني (يناير) المقبل، تبدأ عملية فرز النواب وتوزع أصواتهم. وإذا كانت توجهات المسيحيين المتنوعين إلى الشيعة والدروز والعلويين معروفة بنسبة كبيرة، فإن غموضا يلف فئة كبرى من النواب السنّة بفعل عدم تلاقيهم في بلوكات واحدة. وهذا ما ظهر في جلسة التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، مع تبيان "مونة" الرئيس نجيب ميقاتي على عدد لا بأس به من مجموعهم، ولا سيما الشماليين، علما أنه لم يسِر بالتمديد للعمداء.
كيف سيتعامل هؤلاء مع الجلسة المقبلة؟ يجمع أكثر من مراقب على أنهم عند لحظة الحقيقة الانتخابية سيكشفون عن مكنوناتهم حيال هذا المرشح أو ذاك، ولن يكون معظمهم بعيدا من التأثر بمناخ السعودية. ويُنقل عن ديبلوماسي في المملكة أنها تتابع الملف ولا تتدخل في استحقاق يعني اللبنانيين أولا، وإن كانت في عضوية المجموعة "الخماسية"، ولن تتأخر في المساعدة في التوصل إلى انتخاب الرئيس، على أن يلي ذلك تأليف حكومة لتكون على مستوى توقعات اللبنانيين وتحدياتهم. ويضيف المصدر الديبلوماسي المتابع ملف لبنان أن المملكة ترى من الأفضل توافر جملة من المواصفات في الرئيس المقبل على مستوى تواصله مع المجتمعين العربي والدولي، مع التوقف عند إمكاناته في الحقلين السياسي والاقتصادي. ويُفهم من هذا الكلام استبعاد أكثر من اسم من المرشحين المطروحين.
وليس من الصعب "تشريح" خيارات النواب السنّة الـ27، إذ يتوزعون على أكثر من كتلة.
ثمة ثلاثة في كتلتي "حزب الله" و"أمل"، والعدد نفسه عند الذين يلتقون مع "القوات" ونائب في الحزب التقدمي. ويمثَّل الآخرون في كتل أخرى. وثمة تنوع سنّي يبدأ من صيدا ويمتد إلى بيروت والبقاع وصولا إلى الشمال.
في جلسة التشريع الأخيرة، صوّت النائب بلال الحشيمي مع التمديد للعمداء، على عكس خيار رئيس الحكومة الذي تطلع إلى نائب البقاع فردّ عليه بإشارة لطيفة: "أنت في القلب وقلمي لي". وقد اعتذر الحشيمي عن عدم المشاركة في لقاء معراب أمس من أجل عدم "تصنيفه" في خانة رئاسية معينة، وهو يعبّر عن أهمية التنوع في الخريطة النيابية السنية. ولا يخفي تأثير السعودية على المناخات السياسية عند النواب السنّة، منطلقا من زاوية أن "المطلوب انتخاب رئيس على انسجام مع محيطه العربي، بدءا من الدول الخليجية وخصوصا السعودية التي لم تقصر على مدار العقود الأخيرة لناحية وقوفها إلى جانب كل اللبنانيين ومساعدتهم ومدّ الجسور في ما بينهم".
لا يقول الحشيمي هذا الكلام من زاوية أن الخارج هو من ينتخب رئيس للجمهورية "بل ثمة واجب دستوري لبناني في الدرجة الأولى لانتخاب رئيس يعمل لمصلحة كل اللبنانيين، إذ يجب ألا يغادروا الحضن العربي".
ولا يتأخر النائب فؤاد مخزومي بدوره في الدعوة إلى انتخاب رئيس "قادر ومنفتح على الجميع وتشكيل حكومة إصلاحية".
وبالعودة إلى محطات الانتخابات الرئاسية منذ الاستقلال إلى يوم انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، لم تخل انتخابات من تدخل عربي- دولي، في وقت كانت فيه السعودية صاحبة الأصابع الديبلوماسية الأولى، ولو أن الكلمة الحاسمة كانت لدمشق بعد التسعينيات إلى سنة 2005.
رضوان عقيل - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|