الصحافة

هل يُعطى فاروق الشرع المغيَّب دوراً في النظام السوري الجديد؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما كان فاروق الشرع شخصية عرضية في التاريخ السوري الحديث، بل رأس الديبلوماسية السورية لأكثر من عقدين من الزمن (1984- 2006). عُرف بشخصيته المحورية الصلبة في مؤتمر مدريد عام 1991 وما تبعه من محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل، وكان أحد الداعين إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية لدعم مبادرة السلام العربية.

بعد انشقاق نائب الرئيس الذي لم يتحمّل رئاسة بشار الأسد أكثر من خمس سنوات، أُبعد عن الخارجية وعُيّن نائباً للرئيس، وهو منصب فخري لا يسمن ولا يغني. استطاع الأسد أن يتخلص من أبرز وجوه الحرس القديم، وبقي الشرع.

مع تدحرج الانشقاقات على التربة السورية بداية الثورة عام 2011، خشي الأسد أن يعلن الشرع التحاقه بركابها، وخصوصا بعد تصريحه في لقاء مجمع صحارى "أن ما يجري في سوريا تظاهر غير مرخص له يقابله عنف غير مبرر، وأن حكم الحزب الواحد لم يعد ممكناً"، وكان الأسد حينها أوكل إليه إدارة اللقاء التشاوري في تموز من العام نفسه.

بعد المؤتمر اختفى الشرع عن الإعلام وأحاطت بشخصيته روايات القتل تارة والانشقاق تارة أخرى. ظلت الأنظار تترصد الأنباء لمعرفة مصيره ومواقفه التي كان أبرزها أن "السلاح لا يحسم النزاع"، ودعواته إلى تداول السلطة. وأول غياب سجل له كان يوم أدى بشار الأسد والمفتي أحمد بدرالدين حسون صلاة عيد الفطر، من دونه، في جامع الحمد في دمشق عام 2012.

توجّس الأسد من الشرع حين طرحته تركيا ومحافل دولية لرئاسة حكومة انتقالية، فاستبعده عام 2013 من قيادة حزب البعث. عام 2017، أعيد طرحه لحكومة انتقالية مجدداً من بوابة موسكو، يومها تقاطعت خيارات المعارضة مع الطرح الروسي لكون الشرع مقبولاً من كل الأطراف. إلا أن تغييبه عن الأنظار ظل مفروضاً، لكن اسمه لم يغب عن التداول.

آخر حديث صحافي له كان عام 2013، تبعه إصدار كتابه "الرواية المفقودة" عام 2015، وإطلالات نادرة عبر صور أصدقاء له على منصات التواصل الاجتماعي، داخل جدران أربعة، ما يوحي أنه كان في إقامة جبرية.

مع سقوط نظام البعث الحاكم، بادر "الشرع الجولاني" إلى زيارة "الشرع الدرعاوي"، ودعاه إلى حضور المؤتمر الوطني، وهي خطوة أعادت "ثعلب الديبلوماسية" إلى الواجهة رغم تخطيه الثمانين. وآخر ما تسرب له من صور مع صديقه الكاتب والأديب هادي دنيال يظهر أن الشرع ما زال يتمتع بصحة جيدة.

لطالما نجح في نسج علاقات مع الشرق والغرب، مع موسكو السوفياتية قبل موسكو بوتين، ومع إيران الصديقة لا المحتلة، ومع الولايات المتحدة الراعية للحوار والندية في علاقاتها لا المتوغلة والداعمة لطرف نزاع، وتميز بعلاقاته مع الدول العربية الشقيقة، بكل جغرافيتها.

يعرف الشرع دهاليز السياسة سورياً وعالمياً ومفاتيح الشخصيات والانظمة وما تبقى منها. وأكثر ما يريده رأس القيادة العسكرية الحاكمة أحمد الشرع هو تلك الخبرات. ولكن هل يكون لفاروق الشرع دور مقرر في المستقبل السوري القريب؟ الجواب لا يمكن معرفته قبل الشروع في المؤتمر الوطني السوري المزمع انعقاده.

لا يمكن تشبيه عودة الشرع بتولي عبدربه منصور هادي السلطة في اليمن، ولا بعودة محمد ظاهر شاه إلى أفغنستان، فهو لم يخرج من الجغرافيا السوريا بأرضها وسياستها، رغم الغياب، والكل ينتظر الإطلالة الأولى والحديث الأول للنائب السابق لرأس النظام الساقط.

محمود فقيه-النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا