خطاب القسم يقفل منافذ الدويلة ويتعهد بدولة القانون والسيادة... "عسكرة"حزب الله game over!
"لقد وصلنا إلى ساعة الحقيقة". بهذه العبارات بدأ الرئيس العماد جوزف عون خطاب القسم الذي يشمل السنوات الست من عهده الذي أعاد الروح إلى كل الشعب اللبناني كونه يلاقي طموحاتهم والأهم أنه يأتي في لحظة مفصلية من تاريخ الوطن بعد فراغ استمر عامين و60 يوماً وما حمله من ويلات وانهيارات على كل المستويات.
وعلى رغم التفاف اللبنانيين والسياسيين وحتى المجتمع الدولي ،إلا أن ثمة فريقا يعتبر أن بعض ما "تعهد" به، بمثابة التفاف على مشروع الدويلة التي قضى من خلالها على كل مقومات الدولة وتحديدا النقاط المتعلقة بتأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح وضبط جيشها الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا وبحرا ومنع التهريب ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور.
إنطلاقا من خارطة العهد التي رسمها الرئيس العتيد يجوز السؤال عن السيناريو المتوقع لدور حزب الله الذي حكم الدولة من خلال دويلة السلاح عقودا طويلة وأين يكمن موقعه اليوم بعدما انتهى عسكريا؟
يلفت متابعون لوقائع جلسة الخميس 9 كانون الثاني وما آلت إليه نتائج الأصوات في الدورة الثانية وأفضت إلى انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية أن حزب الله بات عاجزاً عن خربطة أي مشروع يتعلق باستنهاض الدولة، وأن المايسترو نبيه بري وبعدما أيقن أن القطار سيفوته اقتنص الفرصة المؤاتية حفاظاً على مصالحه الخاصة في الولايات المتحدة وعدم تحميل الطائفة الشيعية نتائج النكبات المتتالية التي بدأت مع هزيمة حزب الله في الحرب الأخيرة مع إسرائيل وتوقيع إتفاق الهدنة مع حكومتها.
الكاتب والمحلل الجيوسياسي الدكتور جورج أبو صعب يقول لـ"المركزية" أن هامش المناورة لدى حزب الله بات ضيقاً سواء شاء الحزب وحلفاؤه الإعتراف بذلك أم لا. وما شهده لبنان خلال ال48 ساعة الأخيرة من تجليات يؤكد أن لبنان دخل مرحلة جديدة من ضمن التغيرات الإقليمية الضخمة الحاصلة في المنطقة. ومع انعكاس عاصفة التغيير على لبنان انتقلت اللجنة الخماسية من دور الوسيط إلى دور الفاعل والحسم خصوصا بعد خروج كلمة السر التي تقضي بضرورة الإنتهاء من الفراغ الرئاسي وأن يكون للبنان رئيس لأن قطار الشرق الأوسط الجديد يكاد يصل إلى محطته الأخيرة. وهذا يعني أن دور إيران في المنطقة والنموذج اللبناني انتهى مع قضاء إسرائيل على جناحه العسكري في لبنان أي حزب الله".
مشهدية جلسة انتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية وانتخاب العماد جوزف عون في الدورة الثانية ب 99 صوتاً بعدما كانت الصورة شبه ضبابية في الليلة التي سبقت الجلسة المصيرية تكشف بحسب أبو صعب أن "النفوذ الإيراني السياسي على الحياة اللبنانية انتهى. وبالتالي نحن أمام بداية الغيث في عودة لبنان إلى الحضن العربي والخليجي .وهذا ما يفسر التدخل المباشر للمملكة العربية السعودية في ملف انتخاب رئيس الجمهورية، إضافة إلى فتح صفحة إصلاحات داخلية وضخ الأموال والإعمار. من هنا كان الخيار على شخص العماد جوزف عون الذي يأتي ضمن سلة متكاملة سياسيا واستراتيجيا واقتصاديا وماليا ".
ثمة من راهن على حصول حزب الله على ضمانات في اللقاء الذي تم بين الثنائي الشيعي والرئيس عون وهذا ما ساهم في كسب أصوات نواب الثنائي الشيعي في الدورة الثانية ونيل العماد جوزف عون 99 صوتاً بعدما كان عدد الأصوات لا يتجاوز ال 71 صوتاً في الدورة الأولى .
كلام ينفيه أبو صعب بشكل قاطع ويوضح" ما حُكيَ عن تنازلات من قبل الرئيس جوزف عون للثنائي الشيعي في لقاء جرى في الوقت المستقطع بين الدورة الأولى والثانية خلال الجلسة لم يكن لبتّ تسويات معينة وعقد صفقات، إنما محاولة من الثنائي للحصول على بعض المكتسبات للحفاظ على ماء الوجه. بمعنى أن حزب الله الذي كان الآمر الناهي والحاكم الفعلي في الدولة، أيقن بفعل المعطيات الإقليمية أن محوره تلقّى الضربة القاضية، ولا بد من الإعتراف بالخسارة، ولم يعد قادرا على الإستمرار بغطاء إيراني، لأنها لم تعد قادرة على إنقاذ أذرعها وهي تعمل المستحيل للحفاظ على وجود الحزب السياسي بشكل فاعل. لكن تبين أمام الضغط الإقليمي الدولي العربي أنها لم تعد قادرة حتى على ذلك".
كلام يُفهم منه أن حزب الله انتهى. لكن ليست هذه هي المعادلة. ويقول أبوصعب ، "الأكيد أن سطوة حزب الله على مفاصل الدولة انتهت، مما سمح بأن يستعيد لبنان سيادته وعروبته ونجاح خطة اللجنة الخماسية وأن العد العكسي لانحسار نفوذ حزب الله بدأ في الحياة السياسية، مما يعني أن ما سُميَ بالشيعية السياسية التي كانت محصورة بالثنائي بدأت تلفظ أنفاسها".
مكرراً قوله بأن هذا لا يعني أن حزب الله انتهى، يلفت ابو صعب "إذا أراد حزب الله التقاط أنفاسه من جديد، فهذا يتطلب منه التخلي عن المكابرة، والتواضع ولو ملزما، وأن يقتنع بدوره السياسي البحت كما باقي الأحزاب للدخول في اللعبة الديمقراطية وأن يحترم سيادة الدولة والقانون وعمل المؤسسات وفق ما نص عليه الدستور ويلتزم بمشروع الدولة ويخرج من وهم العودة إلى الدويلة .عدا ذلك لا خيار آخر لديه إذا أراد أن ينخرط في العمل السياسي ويستمر بالمعادلة اللبنانية. وأي تمرد بعد اليوم يعيد طرح الخيارات الصعبة للقضاء نهائيا على مقومات حزب الله وهذه المرة بتوقيع أميركي-إسرائيلي"يختم أبو صعب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|