مكتسبات الثنائي.. أو ما لا تحمد عقباه
يكرّر ثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" مسرحية الساعتين الرئاسية، مع تمديد قد يستمر أياماً في "مفاوضات حكومية"، للاحتفاظ بمكتسبات تراكمت طوال فترات الهيمنة السورية والإيرانية على لبنان..
لكن الثنائي يعرف يقيناً أن خياراته محدودة، وأي دعسة ناقصة ستحرم بيئته من مساعدات إعادة الإعمار، والمفاوضات لن تعطيه إلا ما يحفظ ماء الوجه، فعدم الإقصاء معروف سقفه. وليس صحيحاً أن بإمكانه عرقلة الحكومة العتيدة وانطلاق الورشة الإصلاحية المنتظرة.
ويعرف الثنائي، و"الحزب" تحديداً، أن شعبيته لن تعود كما كانت بوجود عهد جديد يحظى بتأييد وطني شامل. وإذا تولت الدولة حماية لبنان وإعادة الإعمار، حينها يزهر أوان أفوله.
فالثنائي يهتم فقط بالمكتسبات، بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، وفي حين يجيد رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه اللعبة، يجد "حزب الله" نفسه فريسة انقلاب حاله رأساً على عقب، وليس أدل على ضعفه المستجد، إلا اضطراره للالتزام بموعد حضوره إلى قصر بعبدا للمشاورات الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وخروج رئيس تكتله غاضباً بعد تعرضه للخيانة وعجزه عن فرض من يريده فريقه رئيساً للسلطة التنفيذية.
فـ "الحزب" يعتبر، حالياً، أن كل من اشتراهم مقابل تغطيتهم مصادرته السيادة الوطنية لمصلحة رأس محوره الإيراني، باعوه، وفضلوا الانقلاب عليه، وعوض البكاء على أطلاله خلعوا رداء "أيتام المحور"، وراحوا يبحثون عن المكاسب عبر تزلفهم المقيت للسلطة الجديدة.. ومات الملك.. عاش الملك..
والضعف الحالي لـ "الحزب" لم يعد ينفع معه الادعاء أن واجبه الجهادي المقدس هو المحافظة على "مكتسبات الشيعة"، التي لم يتنعم بها الشيعة، إلا أولئك المحظيين أو الخارجين عن القانون بمستويات متباينة تبدأ من مخالفات البناء والتعليق على شبكات الكهرباء، ولا تنتهي بالتهريب وتبييض الأموال وتصنيع المخدرات وتصديرها، هذا عدا فسادهم في مؤسسات الدولة.
وليس مستبعداً إذا انتظم عمل الدولة بحده الأدنى، أن نسمع أصواتاً من البيئة الحاضنة تتهم "الحزب" ومن لف لفه، بأنهم لم يهتموا إلا بمكتسباتهم، والا لما تعززت أحزمة البؤس وتفاقمت أوضاعها منذ استيلائه وحلفائه على السيادة.
ربما تجنباً لهذا المصير، سارع "الحزب" وأبواقه إلى محاولة التخفيف من هزيمته السياسية بعد هزيمته العسكرية، التي كرست انتصاراته، وتابع التفاخر بقوته، رافضاً التكويع إلى المعارضة، كما يتطلب العمل الديمقراطي، مهدداً ومعه شريكه بما لا تحمد عقباه، إذا لم يقف العهد الجديد على خاطرهما.
والتهديد بالشارع إقرار بالضعف لن يستسيغه الجمهور، حتى لو كان من "أشرف الناس"، وليس مألوفاً في أدبيات أصحاب "الأيام المجيدة" و"القمصان السود"، إذ كان الفعل هو السائد لمواصلتهم مصادرة النفوذ والسيادة والقرارات الوطنية.. وبالطبع لن ينفعهم التمترس خلف طائفتهم لابتزاز اللبنانيين، والشيعة من ضمنهم، وبحجة الميثاقية، للحصول على حصة وازنة في السلطة.. لأن لا أحد يحب الخاسرين الضعفاء..
سناء الجاك-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|