الصحافة

هل تبدّد زيارة ابن فرحان قلق خصوم حزب الله؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"الثنائي" خارج دائرة التعطيل حكومياً

والخلاف بين فريق "أم الصبي"...

ما كشفته الساعات القليلة الماضية من "فرملة" للاندفاعة الحكومية، لم يكن مفاجئا للعارفين ببواطن الامور، ولكيفية مقاربة بعض القوى السياسية للمشهد الداخلي، ربطا بالتطورات الداخلية والخارجية في لبنان والمنطقة.

 واذا كانت ثمة ثابتة لا يمكن تجاوزها وتتعلق بالصراع على الحصص الوزارية الدسمة، ومقاربة موازين القوى داخل الحكومة، بما يمكن ان تستجلبه من اصوات في الاستحقاق الانتخابي المقبل، فان المستجد اليوم في مقاربة خصوم حزب الله هو كيفية الاستفادة من المناخ الدولي والاقليمي الراهن، ليس فقط لاضعاف الحزب وانما اقصائه وعزله على نحو جذري، باعتبار ان الفرصة سانحة اليوم وقد لا تتكرر في المستقبل. فهل تتحقق طموحاتهم؟

في القراءة الاولية للمشهد الحكومي، شكلت انسيابية ومرونة العلاقة بين الرئيس المكلف نواف سلام و "الثنائي"، صدمة لدى الخصوم، في ظل الحديث عن تفاهم مبدئي حول كافة القضايا المرتبطة بمشاركتهما في حكومة العهد الاولى، فيما لا تزال الصراعات تدور على كافة "الجبهات" الاخرى، ما عدا الحصة الدرزية، لحجز مقاعد داخل الحكومة، اي بمعنى آخر، وبدل ان تكون المشكلة مع "الثنائي"، فان مَن يدعي انه "ام الصبي" في تسمية سلام يجد نفسه اليوم، في خضم نقاشات غير سهلة لتحديد حجم مشاركته وحصته، في ظل تنافس مسيحي- مسيحي، واختلال في تحديد المرجعية السنية، وكذلك المرجعية لدى "التغييرين".

يضاف الى هذه التعقيدات، بدء ظهور تباينات جدية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حيال الصلاحيات، حيث يبدي سلام تشددا في مقاربته لصلاحيات رئيس الحكومة، فهو لا يقيم للاعراف وزنا، ويريد تثبيت العلاقة وفق ما ورد في الدستور من نص وليس "روح".

هذا المشهد اثار حفيظة القوى المناهضة لحزب الله، وبدأت تتململ، وخرجت بتصريحات تنتقد ادارة تشكيل الحكومة، ووفق مصادر سياسية مطلعة، حاول بعض هؤلاء فهم حقيقة ما تريده السعودية على الساحة اللبنانية، بعد "اليوم التالي" من انتخاب الرئيس عون وتكليف سلام، بعد ان اصبحت الصورة ضبابية. وقد حرص السفير السعودي الوليد البخاري على تهدئة خواطر من راجعه من حلفاء، واحالهم على وزير الخارجية فيصل بن فرحان، طالبا منهم ان ينتظروا وصوله الى بيروت اليوم، حيث يفترض ان يقدم احاطة كاملة بسياسة المملكة، في لقاء يعقده مع العديد من الشخصيات في السفارة.

وفي هذا السياق، تشير تلك الاوساط، الى ان زيارة بن فرحان التي تستمر 24 ساعة للقاء رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، وتسليمه دعوةً لزيارة السّعوديّة، ستكون محطتها الاهم في "عين التينة"، حيث سيلتقي رئيس مجلس النّواب نبيه برّي. فالزيارة بحد ذاتها تعتبر اعادة صياغة للعلاقة بين البلدين، بعدما قررت الرياض العودة بقوة الى الساحة اللبنانية، وكانت الترجمة العملية انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة.

اما بالنسبة "لخصوم" حزب الله، تكمن اهمية الزيارة في ادراك حقيقة الموقف السعودي من "الثنائي الشيعي"، بعدما تبين ان رئيس الحكومة المكلف يحاورهما ويقف عند خاطرهما، خصوصا بعدما بات محسوما موافقته على منحهما وزارة المال، علما انها كقوى داخلية مناهضة للحزب، تتعامل مع المناخات في المنطقة ككل ولبنان ضمنا، بأنه خرج من تحت "سطوة" حزب الله وايران، لكنها لم تلمس ان المملكة لا تتعامل مع الامر "كانقلاب"، وانما كتغيير واقعي يمكن البناء عليه، لتقليص نفوذ الحزب وليس الغائه، واحداث تغييرات واقعية والبناء عليها، لتحديد مسار العودة وحجمها سياسيا واقتصاديا، وهي استراتيجية لا تلبي طموحات وآمال هذه القوى، التي تشعر بالقلق ازاء معلومات متداولة حول تعهد سعودي "للثنائي" بالتكفل باعمار كامل لسبع قرى حدودية، هي الاكثر تضررا من الحرب.

وبحسب تلك المصادر، لا يشعر حزب الله انه تحت الضغط، وهو يركز على ملفي اعادة الاعمار وانسحاب "اسرائيل"، وباتت صورة تعامله مع "اليوم التالي" لخرقها اتفاق وقف النار واضحة... اما داخليا اذا كانت الاصلاحات الاقتصادية ضرورية، فهي شأن لا يعارضه الحزب من قريب او بعيد، فسردية "هيمنة السلاح" المانع للاصلاح، لا تنطلي على المملكة التي تعرف ان للفساد "ابواب" اخرى. علما ان حزب الله سبق وبعث اكثر من رسالة مباشرة وغير مباشرة تؤكد حرصه على تنفيذ اتفاق الطائف الذي رعته الرياض. اما تطبيق اتفاق وقف النار فان حزب الله ملتزم بمندرجاته، ولا قيمة لاي تفسيرات واهية يفترضها البعض، وهي غير موجودة لا نصا ولا من تحت "الطاولة"، ولهذا فان حزب الله ليس امام اختبار تطبيق القرارات الدولية من عدمه، وانما "اسرائيل" والرعاة الدوليين للاتفاق.

من هنا، تكمن اهمية زيارة بن فرحان اليوم بالنسبة لخصوم حزب الله، فهم يريدون اجوبة واضحة حيال المرحلة المقبلة، خصوصا ان مقاربة الموقف الاميركي تبدو معقدة للغاية، بوجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الابيض، الذي يتخذ القرارات بشكل غير متوقع. فهل لدى السعوديين اجوبة؟ من الصعب معرفة الجواب، لكن ثمة حذرا سعوديا ايضا في التعامل مع الرئيس الجديد، فهو وعد بحل النزاعات المركزية التي تشغل بال العالم، وإنهاء الحروب والمواجهات العسكرية في الشرق الأوسط، وهذا يفتح "الباب" امام ولادة اتفاق نووي جديد مع إيران، فهل يمكن ان يكون على حسابها؟ ايضا لا جواب، فهو عاد ليطالبها بدفع مليارات الدولارات، وهو مهتم بالبناء على "اتفاقيات إبراهام" التي رعاها في ولايته الأولى، وهو يريد التركيز على تطبيع العلاقات بينها وبين "إسرائيل". وهو يرى "جائزة نوبل" للسلام في هذا الاتفاق وليس حل الصراع "الإسرائيلي"- الفلسطيني! فهل هي مستعدة لتقديم كل ذلك؟

في الخلاصة، سيظل ترامب غير قابل للتنبؤ كما كان في ولايته الأولى، وسيحاول خصوم حزب الله التقاط الاشارات، لكن قد تطول مدة الانتظار، وقد تكون الاجوبة في غير صالحهم، فالمنطقة لديها طريقتها الخاصة والفريدة في احباط السيناريوهات المتفائلة، التي تدغدغ احلام الكثيرين!.

ابراهيم ناصر الدبن -الاخبار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا