إعادة الإعمار ليست أموالاً فقط بل "خريطة طريق" تُمزَّق في لبنان يومياً...
من الأمور اللافتة للانتباه جداً، هو أنه منذ 27 تشرين الثاني الفائت، أي منذ الموعد الأول لبَدْء تطبيق وقف إطلاق النار، وصولاً الى الأمس القريب، وتجديد مهلة وقف النار حتى 18 شباط القادم، غاب عن المشهد الداخلي أي حديث عن خطة طوارىء جديدة، تأخذ في الحسبان احتمالات تجدّد القتال عند انتهاء المهلة، أو تواكب حاجات الناس في لبنان عموماً بعد الحرب المدمّرة، وتساعدهم على التعامُل مع مستقبل ما بين وقف النار وإعادة الإعمار، خصوصاً أن إعادة الإعمار هو مسار طويل لا يمكن بلوغ خواتيمه قبل تأمين ظروف إنهاء الحرب بالكامل.
مسار...
صحيح أن خطة الطوارىء الحكومية التي أُعِدَّت قبل تكثيف القتال في أيلول الفائت، أثبتت فشلها الذريع، فيما برّر المسؤولون الفشل بألف طريقة وذريعة. ولكن كيف يمكن لحكومة (ولو كانت تصرّف الأعمال)، أو لدولة بكل أجهزتها وإداراتها ومؤسّساتها، أن تتغافل عن وضع خطة لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، من حيث المبدأ؟
ما نلمسه يومياً هو أن الأوضاع المحليّة معقَّدَة جداً، سياسياً وأمنياً. وهذا لا يُحَلّ بسهولة، ولا حتى لمجرّد تشكيل الحكومة اليوم. فإعادة الإعمار ليس أموالاً فقط، بل هو مسار سياسي - أمني - عسكري - إصلاحي - اقتصادي - مالي... لا شيء متوفّراً منه في لبنان حتى الساعة، ولا حتى على سبيل تصوّر أوّلي واضح وملموس. والأخطر هو أنه يبدو أن طريق هذا المسار يُصبح أكثر بُعداً، إذا أخذنا بعض اليوميات المحلية في الاعتبار.
انحدار إضافي؟
اعتبر مصدر مُطَّلِع أنه "لا يمكن لأحد أن يؤكد أي شيء بشأن تجديد أو عدم تجديد القتال في المستقبل".
ورجّح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا تتجدّد الحرب لسبب منطقي، وهو أن من وقّع على اتفاق وقف إطلاق النار قبل نحو شهرَيْن، ما كان يريد الاستمرار بها، ببساطة. فلو أرادت أطراف القتال الإبقاء عليه، لكانت فعلت ذلك. ولهذا السبب، أعتقد أن ظروف التهدئة التامة ترتفع أكثر فأكثر".
وختم:"وصلنا الآن الى شيء من استحالة على صعيد الوضع الداخلي الحالي، والى نوع من حائط مسدود داخلي. فلدى لبنان أسوأ قيادات حزبية وسياسية اليوم، لا همّ لها سوى عدد الحقائب الذي يحقّ لها به في الحكومة الجديدة بما يتناسب مع تمثيلها النيابي، ولأسباب أخرى أيضاً، وليس أكثر من ذلك. وأمام هذا الواقع، وسواء تجدّدت الحرب في وقت لاحق أم لا، تبقى خيارات المخارج واحدة، وهي مزيد من الانحدار على صعيد البلد عموماً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|