إزالة ردميات الجنوب دونها عقبات... والمقاولون متحفظون
في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على الجنوب واحتدام التهديدات عقب إعلان التمديد لمضامين اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل حتى 18 شباط المقبل، لا يزال الجنوبيون يترقبون موعد انطلاق عجلة إعادة الإعمار، على رغم معرفتهم، أقله في قرارة أنفسهم، أن المشروع يتطلب تمويلاً من الخارج وهذا التمويل مشروط بتشكيل حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي، الغربي والعربي على السواء.
في انتظار توفّر كل هذه الشروط، تشخص أنظار سكان المناطق الجنوبية المهدَّمة بفعل الغارات الإسرائيلية، إلى المناقصات الخمس التي أطلقها مجلس الجنوب لتلزيم إزالة الركام، كي يُبنى على الشيء مقتضاه.
وكانت المفاجأة عند فضّ العروض في 13 الجاري، أن أحداً من المقاولين المؤهَّلين وفق دفتر الشروط، لم يتقدّم إلى تلك المناقصات! والسبب؟
رئيس نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء مارون الحلو يوضح لـ"المركزية" حيثيات الملف، فيقول: إن نتائج المناقصات المتعلقة بإزالة الركام من الضاحية الجنوبية رست على شركة "البنيان" لصاحبها النائب السابق حسين الموسوي بأسعار محدّدة (بسعر 3.65 دولارات مقابل رفع كل متر مكعب من الرَدم) تم تسجيلها في مجلس الجنوب... لكن لا يجب تعميم سعر تلزيم إزالة الركام من الضاحية الجنوبية، على مناطق الجنوب حيث المسافات التي تقطعها الشاحنات بين المناطق الجنوبية لنقل الردم من مكان الأشغال إلى المكبّ، هي مسافات شاسعة... وبالتالي إن كلفة النقل أعلى في الجنوب مما هي عليه في الضاحية الجنوبية، كما أن كمية الحديد أكبر في الأبنية الكبيرة المهدَّمة في الضاحية، مقارنة بالبيوت العادية الصغيرة في الجنوب.
كذلك يشير إلى أن "شروط العقد وفق الأسعار الواردة في مناقصات تلزيم إزالة ركام الجنوب، تكبدِّ المقاول خسائر كبيرة، كما أن الوضع الأمني في الجنوب لا يزال مُقلقاً".
...لكل هذه الأسباب، يوضح الحلو، "لم يتقدَّم أيٌّ من المقاولين إلى المناقصات المُشار إليها"، ناقلاً عن أحد المقاوِلين قوله "نحن لا نطمع بأهلنا في الجنوب، لكن في الوقت نفسه نتفادى الوقوع في خسارة كبيرة نحن في غنى عنها في ظل الظروف الاقتصادية الحَرِجة"، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن "الدولة رصدت ما مجموعه 40 مليون دولار لتلزيم إزالة الردم من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وهو مبلغ غير كافٍ إطلاقاً".
وليس بعيداً، يقترح الحلو على الحكومة الحالية تسليم المتضرّرين في الجنوب "البيوت الجاهزة" كحَلّ موقت "إلى حين وصول التمويل المطلوب للبدء بورشة إعادة الإعمار، وبالتالي تكون قد أمّنت مأوى للعائلات الجنوبية كي لا تبقى من دون مسكن طوال فترة إعادة الإعمار التي قد تستغرق سنوات...".
المركزية - ميريام بلعة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|