الصحافة

ما وراء المواجهات الحدودية بين لبنان وسورية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وسط تحذيرات من تدهور الاشتباكات الدامية الدائرة في عدة نقاط حدودية بين البلدين وتدحرجها باتجاه أزمة ترتد تداعياتها داخلياً على بيروت ودمشق خلال الأسابيع المقبلة، عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساعدة بلاده في إرساء الاستقرار على الحدود السورية ـ اللبنانية.

وأفادت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، بأن ماكرون، الذي دعا الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة باريس، أكد هاتفيا لكل من الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلامة وقوف فرنسا إلى جانب لبنان عقب إعلان الأخير تشكيل حكومته الجديدة ليل السبت ـ الأحد.

وبالإضافة إلى عرضه المساهمة في احتواء الأزمة الناشئة بين القوات السورية الجديدة وعناصر العشائر اللبنانية المنتشرة على جانبي الحدود، بعد إعلان الجيش اللبناني أنه أرسل تعزيزات للمناطق التي تتعرض لإطلاق قذائف من الجانب السوري، وقام بالرد على مصادر تلك النيران، شدد ماكرون على «أهمية مساهمة جميع الأطراف في تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان»، مطالباً إسرائيل بـ «استكمال الانسحاب من الجنوب».

تراجع واشتباكات

في غضون ذلك، تجددت المواجهات السورية ــ اللبنانية العنيفة، التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر عشائرية وأخرى تتبع «حزب الله» اللبناني وقوات الأمن السورية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام منذ الخميس الماضي، بعدة نقاط حدودية أمس، حيث شهدت منطقة البقاع اللبنانية قصفاً مدفعياً من منطقة مطربا السورية التي تسيطر عليها السلطات السورية.

وفي حين نُقل أن «مسلحي العشائر اللبنانية يلتزمون بما طلبه الجيش اللبناني أمس الأول بالابتعاد عن الحدود»، شهدت بلدة مطربا أعنف اشتباكات بين مجموعات مسلحة من العشائر اللبنانية المنتشرة على جانبي الحدود ومجموعات سورية مسلحة مع اقتراب الأخيرة من مناطق يعتقد أنها تضم مخازن أسلحة وذخيرة شديدة التحصين لـ «حزب الله» داخل سورية. ت

وسقطت صواريخ، أُطلقت من الأراضي السورية في محيط بلدة القصر وسهلات الماء بلبنان، في حين تم إسقاط مسيّرتين للقوات السورية فوق منطقة جرماش الحدودية. كما أصابت القذائف العشوائية التي تعبر الحدود من سورية باتجاه لبنان سقف منزل في بلدة الزكبة وأصابته إصابة مباشرة في حادث كاد يتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا.

وأفادت الوكالة الوطنيّة للإعلام بـ «سقوط صاروخ في محيط بلدة الكواخ، وسقوط قذيفة داخل مدرسة قنافذ الابتدائيّة الرّسميّة في الهرمل».

إحباط وتقدير

وتأتي الاشتبكات في وقت أعلنت السلطات السورية الجديدة إحباط الكثير من عمليات تهريب الأسلحة لـ «حزب الله» وعمليات تهريب مخدرات، في خطوة سورية تهدف أولاً الى تأمين الحدود وإغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية مع لبنان وتجنب أي خطر أمني يأتي من قوى إقليمية معادية للسلطات الجديدة بدمشق، وثانياً، إلى توجيه رسالة للخارج بأن السلطات الجديدة مستعدة للمساهمة في وقف تهريب الأسلحة للحزب اللبناني، وهو أمر يلقى تقديراً أميركياً كبيراً.

وتقول مصادر في بيروت، إن تدخل الجيش في المعارك هدفه السيطرة على معابر غير شرعية أساسية، خصوصاً أن التحرك جاء بعد اتفاق الرئيسين اللبناني، والسوري المؤقت على العمل لضبط الحدود.

وتضيف المصادر أن ما يجري على الحدود يندرج في سياق تعزيز سلطة الدولة في لبنان كما في سورية، مضيفة أنه لم يعد بالإمكان فصل التطورات في جنوب لبنان ومساعي منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته العسكرية، عما يجري على الحدود الشرقية مع سورية، لا سيما أن الدولة العبرية أكدت أكثر من مرّة أنها ستعمل لمنع الحزب من إعادة التسلح عبر سورية، وقد استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة عبارة قطع «أوكسيجين الحزب» عبر سورية.

واستهدفت القوات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة المزيد من شحنات الأسلحة التي كان الحزب يعمل على نقلها من سورية إلى لبنان، وسط معلومات تفيد بأن الحزب تمكّن بعد سقوط الأسد، بالتعاون مع مجموعات مسلحة سورية خارجة عن سيطرة «هيئة تحرير الشام»، من تمرير شحنات أسلحة إلى لبنان، وبعضها لم يتمكن الإسرائيليون من كشفها.

وللمفارقة أيضاً، فإن الاشتباكات التي شهدتها الحدود اللبنانية - السورية بين العشائر من جهة ومسلحين تابعين للقوات السورية من جهة أخرى، جاءت بالتزامن مع غارات جوية شنها الإسرائيليون على مناطق في البقاع اللبنانية قرب الحدود مع سورية، فيما العملية التي نفذتها قوات الأمن السورية ضد مجموعات من العشائر، كانت بهدف منع حصول عمليات تهريب أسلحة إلى لبنان، بالإضافة إلى ضرب كل خطوط التهريب الناشطة بالمنطقة.

ونفّذت القوات الإسرائيلية عملية توغل مفاجئة، فجر أمس، في محيط قرية عين النورية السورية شمال شرق بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة انتهت بتدمير إحدى السرايا العسكرية التابعة للنظام السابق.

وتلفت المصادر إلى أن الاشتباكات لا تنفصل عن صراع تاريخي أساسي يتعلق بالنزاع على الحدود بين سورية ولبنان، خصوصاً أنه مع بداية الثورة السورية وبعد انخراط «حزب الله» إلى جانب النظام السوري، دخلت مجموعات لبنانية كثيرة إلى بعض القرى السورية في ريف حمص والقصير، وقد مكث هؤلاء في بلدة حاويك أو غيرها من القرى ولا يزالون فيها إلى اليوم. هذه الاشتباكات، تفرض على بيروت ودمشق العمل لتفادي المزيد من التصعيد، وفق القواعد التي تتحكم بمسار الأمور على المستوى الإقليمي والدولي، مع فتح مسار لترسيم الحدود بين البلدين، ولعودة الحزب إلى داخل لبنان، وعدم القيام بأي نشاط خارجي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا