الصحافة

"حزب الله" يستكمل تحقيقات ما بعد الحرب... وعمليات فصل بالجملة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اسكندر خشاشو- "النهار"


 ينصرف "حزب الله" منذ مدة لإعادة تقييم أحداث الحرب الأخيرة، وقد شكل لجاناً صغيرة لدرس كل ملف، بدءاً من إدارة المعركة وأخطاء الجبهة، وصولا إلى الوحدات المساندة أو تلك الاجتماعية والصحية والمالية للحزب.


 

وبحسب المعلومات، يشارك فريق من الحرس الثوري الإيراني في هذه اللجان، ويرأس بعضها، وأهمها ما يختص بتقييم الأداء على المستوى العسكري والقيادة والسيطرة ومتابعة الخروق، وصولاً إلى التلكؤ في تحمّل المسؤوليات.

 

هذا النوع من التحقيقات بحسب مقربين هو عملية تدقيق داخلي تهدف إلى ضمان ولاء الأعضاء، وتطبيق المبادئ التنظيمية والأخلاقية، وتقليل الأخطاء أو الانتهاكات التي قد تضر بسمعة الحزب أو تؤثر سلباً على أهدافه الإستراتيجية.

 

وتتركز هذه التحقيقات على أربعة أمور، أولها مخالفات الانضباط العسكري في أثناء القتال أو داخل التنظيم، كعدم التزام الأوامر أو عدم التنفيذ بالسرعة الضرورية، أو الغياب عن السمع عند الحاجة، أو اتخاذ قرارات أحادية أضرت بالسياق العام للمعركة.

 

ثانياً، إدارة الموارد والتمويل وكيفية استخدام الأموال والموارد خلال فترات الحرب، والتحقق من أي تجاوزات أو فساد محتمل في صفوف الحزب، بعد العديد من الشكاوى في هذا المجال.

 

ثالثاً، الخيانة أو العمالة، ويتم التحقيق مع أفراد يُشتبه في تواطئهم مع العدو.

 

وفي حين تراوح الإجراءات التأديبية بين التحذيرات الشفوية والعزل من المناصب القيادية، أو إعادة التأهيل في بعض الحالات، تشير المعلومات إلى أن القيادة تمارس نوعا من "المجزرة" في اعتماد الفصل النهائي من صفوف الحزب، ولو كان الفعل لا يرتقي إلى درجة الأخطاء الجسيمة، كالخيانة أو التصرف بالأموال بطريقة خاطئة.

 

في مقابل مسار التحقيقات، يشهد الحزب عملية إعادة هيكيلية على مستوى الوظائف لخفض الإنفاق إلى الحد الأقصى نتيجة ضعف السيولة والحاجة إلى كم هائل من الأموال لإصلاح ما خلفته الحرب، وقد انفصل عدد كبير من المتفرغين في الحزب بعدما توقفت "الشهرية" التي كانوا يتقاضونها.

 

وفي هذا الإطار، ازدادت طلبات الهجرة نحو أوروبا، وخصوصاً ألمانيا التي تؤوي عددا كبيرا من الطائفة الشيعية، وهذا الأمر ظهر بوضوح بعد الحرب عبر طلبات يرسلها شباب كانوا متفرغين لفترة طويلة في الحزب، إلى أقربائهم لاستقدامهم، نتيجة توقف الرواتب والتأخر والغموض في موضوع إعادة الإعمار، على الرغم من التشدد الكبير من الدول في قبول طلبات هؤلاء.

 

وكثرت الأحاديث في الآونة الاخيرة من بعض رجال الأعمال الشيعة في إفريقيا عن طلب الحزب إرسال الأموال بكميات كبيرة، مع وعد بإعادتها في حال "تيسرت الأمور" من جديد، وذهبت إلى أبعد من ذلك نحو فرض مبالغ معينة بحسب كمية الأعمال وقدرة أصحابها، باعتبار أن الحزب كان مساعداً رئيسياً في توسيع هذه الأعمال.

 

توازياً، يجري "حزب الله" إعادة هيكلة لجميع مؤسساته الاقتصادية مثل شركات البناء، والعقارات، والمطاعم، والصناعات الغذائية والزراعية، وإنتاج العملات الرقمية التي تعرض جزء منها للتدمير أثناء الحرب، وما زالت أخرى تعمل في شكل طبيعي وتشكل مصدراً ماديا أساسيا للحزب بعدما تبين أن شبهات فساد تعتري بعض إداراتها.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا