من "السلامة" إلى "الأمن".. بريطانيا تغيّر استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي
هذا ما سيقوله الحريري
اليوم ستكون "السما زرقا" على الرغم من عواصف شباط التي لا تتعب، لكنّ خيط السماء الأزرق حريريٌ وسيلتفّ فوق بيروت كعادته منذ عشرين عاماً. مُحبّو الشهيد رفيق الحريري سيحتشدون أمام ضريحه لتجديد البَيعة، ومحبّو الشهيد يعرفون البَيعة بالفُصحى لا بالعاميّة اللبنانية فهُم لم يبيعوا يوماً مشاعرهم ولا انتماءهم إلى الشارة الزرقاء. سيحتشدون في عيد الحبّ في الذكرى العشرين لاغتيال أبي بهاء ليؤكدوا أن الموت لا يقتل الحبّ ولو قتل الحبيب، وسيستمعون إلى نجل الشهيد وهو شهيد حيّ اغتالته السياسة اللبنانية في لحظة تغيير استراتيجيّ لم يلحَظه أو لم يصدّقه.
سيستمعون إلى رئيس الحكومة الأسبق سعد رفيق الحريري مودّعاً العمل السياسيّ على المستوى الشخصيّ وفاتحاً باب السياسة لـ"تيار المستقبل" من جديد في التحضير والمشاركة بالانتخابات البلدية المقبلة والنيابية كذلك. اليوم سيعلن سعد الحريري أن عمّته النائبة والوزيرة السابقة بهيّة الحريري ستتسلّم العمل السياسي لـ"تيار المستقبل" في لبنان وسيذكّرنا بـ"لعيون بهيّة" وسيؤكد أن التيار الأزرق سيخوض الانتخابات من دون مشاركة الحريري نفسه لا بالترشّح ولا بالدّعم.
اليوم سيعلن الحريري أنه الداعم الأول لرئيس الحكومة نواف سلام وأن سلام كان خيارَه الأول وأن رئيس الجمهورية جوزاف عون يمثّله أفضل تمثيل، وسيُطلق النار على من كَسر يدَ والده فكسرت الثورة السورية عنقَه. اليوم سيشدّد الحريري على شرعية السلاح وعلى دعم الجيش وعلى أهمية الحضن العربي، وسيعلن أن تيار المستقبل سيشكّل كتلة نيابية وازنة في الانتخابات المقبلة وستكون كتلة العهد والداعمة لمشروع قيام الدولة بجهود رئيسَي الجمهورية والحكومة. اليوم سيوجّه الحريري تعزية لـ"حزب الله" بخسارة أمينه العام السيّد حسن نصرالله وعدد كبير من المسؤولين وسيطالبه بتسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية والانخراط في مشروع بناء الدولة، وسيعلن من ضريح الشهيد رفيق الحريري دعم الرئيس السوري الجديد أحمد الشّرع. اليوم سنصفّق جميعنا لسعد الحريري الذي لن ينتقد حلفاء الداخل السابقين ولن يتذرّع بأن المسيحيين تسببوا بفشل مشروعه السياسي، ولن يشتكي من الوشاة، ولن يتبرّأ من صفقات الفساد.
اليوم سيقف الحريري نادماً على خطوات لم يتّخذها وأُخرى اتّخذها وسيجدد العهد للشهيد رفيق الحريري بالسير على نهجه ولو بعد عشرين عاماً. واليوم سنقول نحن: ليتك قلت ما تقوله اليوم منذ خمس سنوات". اليوم خطاب السيادة لم يعد حدثاً عظيماً ولم يعد مخاطرة يقوم بها رجال الدولة وأصحاب القضية. اليوم تقول ما تريد وأنت تعلم أنك تُخاطب العالم العربي لا اللبنانيين، فأكثرية اللبنانيين مع عودتك إلى أهلك وإلى عملك السياسي ولكن ليس إلى التسويات على حساب المبادئ، غير أن من يملكون قرار عودتك لم يُعطوا موافقتهم بعد فقد تكون خطوتك انتحاراً أو قد تكون "ضربة معلّم". إلا أنك يا دولة الرئيس تبقى ابن رفيق الحريري وصاحب القلب الذي يشبه بيروت وكلّنا أمل بعودتك زعيماً سياسياً يُكمل ما بدأه الرفيق. أوليس رفيق الحريري من قال: ما في حدا أكبر من بلدو"؟
رامي نعيم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|