عين الخارج على لبنان والتوجه اليه بعد الثقة

حجم الازمات التي يتخبط بها لبنان كبير جدا يستحيل خروجه منها وحيدا من دون مساعدة الاشقاء والاصدقاء ما يحتم توجه المراجع الرسمية على اختلافها للقيام بجولات خارجية لحشد الدعم للبنان وتوفير ما تتطلبه عملية نهوضه خصوصا إعادة الاعمار وتمكين لبنان من ازالة مخلفات واثار العدوان الإسرائيلي من مساعدات . هذا الامر يقع في رأس قائمة التحديات الملحة ويلقي على كل مستويات الدولة من دون استثناء مسؤولية طرق أبواب المجتمع الدولي والاشقاء العرب على وجه الخصوص . وكذلك كل المؤسسات الدولية للمساهمة في إعادة انهاض لبنان وادراجه في قائمة الدول الأكثر حاجة للمساعدات السريعة خصوصا في مجال إعادة الاعمار التي لا قدرة للبنان في ظروفه المالية الصعبة على إنجازها وتوفير إمكاناتها . علما ان كل الزوار والموفدين الذين زاروا بيروت في الآونة الأخيرة اعربوا عن تعهدات أولية ووعود بالمساعدة .

النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ "المركزية " في السياق: بديهي ان يكون التوجه الى الخارج طلبا للمساعدة في سلم أولويات المسؤولين وخصوصا كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ولكن ذلك ينتظر نيل الحكومة الثقة لتمكين الوزراء من الانضمام الى تلك الجولات الخارجية للمشاركة في المحادثات المفترض اجراؤها والتوقيع على الاتفاقات المزمع عقدها او تقديمها كمعونات للبنان الذي يحتاج في شتى المجالات سيما في البنى التحتية وقطاعات الكهرباء والمياه وحتى الاتصالات المفترض تحديثها لتواكب التقدم الذي عرفه القطاع ،علما ان وضع هذه المشهدية برمتها مرهون بالبيان الوزاري ومساره من معالجة تحديات ثلاثة تحد من انطلاقة العهد .أولها الوضع في الجنوب والانسحاب الإسرائيلي بالكامل منه . ثانيها ضبط الحدود الشرقية وثالثها وقف التدخل الإيراني في لبنان . ولعل سبل معالجة احداث الامس على طريق المطار وما رافقها من اعتداء على قوات اليونيفيل سوف تكون الفيصل في هذه القضية خصوصا وان عين الخارج مصلتة على لبنان في هذه الفترة .

ويتابع : تبقى الإصلاحات السياسية والمالية والإدارية ومدى التعاون مع البنك الدولي وحل قضية المودعين هي المدخل لعودة الثقة الخارجية بلبنان والمدخل الأساس لمساعدته في عملية النهوض التي حدد عناوينها خطاب القسم ،واكد عليها رئيس الحكومة في عزمه على تطبيق الدستور ، الإصلاحات والنظام الداخلي لمجلس النواب بما يحول دون الشخصانية والاستنسابية في درس مشاريع القوانين وطرحها على الهيئة العامة لاقرارها .اضافة بالطبع الى تفعيل القضاء وتحريره من التدخلات باعتباره المدخل الطبيعي لعملية الإصلاح .

المركزية – يوسف فارس