وزارة الزراعة تدعو لاتخاذ تدابير لحماية الحيوانات من البرد القارس
بين الواقع والوهم
كان الحزب يبني بنيته العسكرية في انتظار اليوم الموعود لاجتياح الجليل وانصرف إلى القتال في سوريا وعلى الرّغم من ذلك كاد نظام الأسد أن يسقط لولا التدخل الروسي العسكري. واعتقد الحزب أن إسرائيل تخافه بالفعل وأنه فرض عليها واقعًا نفسيًا يتراوح ما بين حدّ الخوف وحدّ الاستسلام، ولكنه لم يدرك ولا للحظة أنّ إسرائيل اخترقت الحزب على مختلف الصعد إلى أن وصلت إلى تفاصيل التفاصيل وأوهمت الجميع بأنها خائفة بالفعل وبأنها تخشى المواجهة مع حزب الله.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
يودّع حزب الله أمينه العام السيد حسن نصرالله وهو مدرك تمامًا أن مرحلة ما بعد نصر الله ليست أبدًا كالمرحلة التي كان موجودًا فيها ولكن المشكلة تكمُن في ان الحزب لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة ويريد الاستمرار في النهج السابق على الرَّغم من كل ما نتج عنه من خرابٍ وَمَآسٍ لأنّ أيّ تغيير في هذا النهج هو اعتراف بهزيمة جسَّدَها اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وربما يرغب في الانقلاب على هذا الاتفاق كي تبقى بيئته في حال استنفار لان المهمّة الوحيدة الملقاة على عاتقها هي القتال والحرب وإثارة التوتّر ولا يمكن للحزب ان يستمر من دون كل ذلك.
منذ اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني والحزب يحاول الالتفاف على هذا الاتفاق وعلى الأقلّ تسخيفه من أجل أن يحتفظ بطريقة أو بأخرى بما تبقّى من سلاح والهدف الأول هو الضّغط به في الداخل تجاه السلطة الجديدة والقوى المعارضة له كي لا تنْزع منه أوراق القوّة في الدولة ومواقع السيطرة فيثير في شكل دائم لغة التهديد والتخوين ويمارس على الأرض تحركات يضع فيها المجتمع والدولة اللبنانية أمام خياريْن لا ثالث لهما إمّا التصدي لهذه التحركات وإمّا تركها على غاربها وفي الحالتين هو المستفيد، فحصول المواجهة سيكون مناسبةً للادعاء بأن هناك من أثار الفتنة، وإن لم تحصل المواجهة فسيعود الحزب ليفرض ما يريد.
لقد بنى حزب الله لنفسه ولخصومه السياسيين في لبنان ولأعدائه صورة المجموعة العسكرية التي لا تُقهر وكان كثيرون يعتقدون أنه قاب قوسين أو أدنى من إزالة إسرائيل من الوجود بالتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا سيما أن ترسانة الأسلحة لديه ضخمة جدًا وتستند إلى عقيدة قتالية دينية قاتل وفقها في سوريا والعراق واليمن وتدخّل في اكثر من مكان في العالم وفق ذلك، ولكنّ الواقع أن هذه القوة العسكرية لم تستطع بعد العام 2000 تحرير شبر واحد من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولم ترْدع الإسرائيلي عن الخروقات ودفع الجنوبيون واللبنانيون عامّة ثمنًا كبيرًا من أجل تحرير أسرى ما تسبب بحرب تموز 2006 ليعلن السيد نصر الله فيما بعد أنه ما كان شنّ هذه الحرب لو كان يعلم أنها ستؤدي إلى ما ادت إليه.
كان الحزب يبني بنيته العسكرية في انتظار اليوم الموعود لاجتياح الجليل وانصرف إلى القتال في سوريا وعلى الرغم من ذلك كاد نظام الأسد أن يسقط لولا التدخل الروسي العسكري، واعتقد الحزب أن إسرائيل تخافه بالفعل وأنه فرض عليها واقعًا نفسيًا يتراوح ما بين حدّ الخوف وحدّ الاستسلام، ولكنه لم يدرك ولا للحظة أنّ إسرائيل اخترقت الحزب على مختلف الصعد إلى أن وصلت إلى تفاصيل التفاصيل وأوهمت الجميع بأنها خائفة بالفعل وبأنها تخشى المواجهة مع حزب الله.
وِفق هذا الواقع شنّ حزب الله حرب الإسناد وكانت النتيجة الكارثية، ولكن المشكلة أنّ من تبقى من الحزب لا يريد استخلاص العبر ويريد الاحتفاظ بالسلاح، ولكن من أجل ماذا؟
هذا السلاح لن يحرِّر فلسطين ولن يعيد نظام الأسد إلى سوريا ولن يحمي لبنان ولا بيئة حزب الله بأي شكل من الأشكال، هذا السلاح لن يكون له المجال متاحًا للتدخل وفق المصلحة الإيرانية في أي دولة، هذا السلاح إن كان يُراد استخدامه في الداخل فهو بمثابة من يُطلق النّار على رأسه.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|