اتهامات إسرائيلية بتعاون تركي مع إيران لدعم "حزب الله"... ما مصلحة أنقرة؟
متظاهرون أمام جنود الجيش اللبناني خلال مسيرة نظمها "حزب الله" على طريق مطار بيروت الدولي بسبب قرار منع رحلتين إيرانيتين من الهبوط، بيروت في 15 فبراير 2025. "أ ف ب"
تسعى إسرائيل حاليا، أكثر من أي وقت مضى، الى الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، وخصوصاً بعد رحيل النظام السوري وتراجع قوة "حزب الله" في الإقليم، باعتبارهما يشكلان تهديداً لأمنها. ويستمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في اتباع استراتيجية هجومية تتضمن شن غارات على أهداف عسكرية وأمنية ترتبط بإيران والحزب في سوريا ولبنان.
توازيا، ومع تصاعد هذه العمليات للضغط أكثر على طهران وحلفائها، كان مفاجئاً اتهام إسرائيل لتركيا بالتعاون مع إيران في تهريب الأموال إلى "حزب الله"، ما يُفاقم التوتر بين أنقرة وتل أبيب.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اتهم إيران بمواصلة جهودها لنقل الأموال إلى لبنان ودعم "حزب الله" بهدف إعادة إحياء قوته، مشيراً إلى أنّ "هذه الجهود تتم عبر تركيا".
ويطرح هذا الموقف المستجد أسئلة بشأن مدى صدقية هذه الاتهامات، والمصلحة التركية في التعاون مع "حزب الله" حالياً، والأهم ما حسابات تركيا السياسية والأمنية في سوريا والإقليم من هكذا دعم محتمل؟
يصف أستاذ القانون والعلاقات الدولية سمير صالحة حديث إسرائيل عن الدعم التركي لـ"حزب الله" بـأنه "مناورة سياسية".
ويقول صالحة، لـ"النهار"، إنّ "إسرائيل تستقوي بالموقف الأميركي في محاولة لحماية مصالحها في الملف السوري، خصوصاً بعد تراجع النفوذ الإيراني وجمود الموقف الروسي. ويُظهر هذا السياق القلق الإسرائيلي من الدور السياسي التركي في سوريا".
ما مصلحة أنقرة؟
تكمن النقطة الأهم في الملف السوري، بحسب صالحة، في تضارب المصالح بين الأطراف المعنية، متسائلاً: "لماذا قد تتبنى تركيا خطوات من هذا النوع (دعم حزب الله)، خصوصاً أن انقرة أعادت تقييم سياستها في المنطقة، بما في ذلك علاقاتها بدول الخليج والولايات المتحدة، ووضعت في اعتبارها مصلحة واشنطن في منطقة شرق الفرات؟".
ويتابع: "قد يُعتبر من غير المقبول أن تقدّم تركيا خدمات الى إيران أو تسهل انتقال الأموال إلى حزب الله"، خصوصاً أن طهران دعمت الحزب حين دخل إلى سوريا ووصل إلى إدلب بين عامي 2019 و2020، ما سمح له بالاقتراب من القوات التركية في تلك الفترة، وهذا لا يمكن أن تنساه أنقرة بسهولة.
ويُشير إلى أنه قبل عشر سنوات، كان هناك نوع من التواصل بين أنقرة و"حزب الله" في بعض الموضوعات، لكن السياسة التركية تغيرت بشكل جذري بعد تدخل إيران والحزب في سوريا.
إسرائيل تحاول الإمساك بالملف السوري؟
صحيفة "ذا هيل" الأميركية، ذكرت أنه لا يوجد ما يمنع تركيا من استخدام مجالها الجوي والأراضي السورية لإمداد "حزب الله"، على رغم أن هذا الأمر من غير المرجح في الوقت الحالي.
من جهتها، تواصل إسرائيل نشاطها العسكري في سوريا، حيث تستهدف مواقع تابعة للجيش السوري وأخرى مرتبطة بإيران و "حزب الله"، في سياق محاولة تقليص النفوذ الإيراني ومنع نقل أسلحة جديدة إلى الحزب اللبناني.
ويرى صالحة أن "إسرائيل تحاول الإمساك بالملف السوري بشكل أكبر"، إذ يتجلى التحدي الاستراتيجي في إطار العلاقات الدولية، خصوصاً مع تجدد الاهتمام بالقضية الأوكرانية، مما يسبب انزعاجاً إسرائيلياً بسبب التدخلات التركية والسعودية.
يحيى شمص- النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|