بين باسيل وصفا تفاهم حافظَ على خط الرجعة... والوسطاء دخلوا على الخط
لا شك في انّ الدعوات التي وجهّت من قبل حزب الله الى معظم المسؤولين والاحزاب اللبنانية، للمشاركة في مراسم تشييع الامين العام السابق للحزب الشهيد حسن نصرالله، فتحت ابواب الانفتاح من جديد على البعض، وخصوصاً "التيار الوطني الحر" الذي ساءت علاقته منذ مدة مع الحزب، لكن ومنذ إغتيال السيّد نصرالله بدأت المواقف المتناقضة تخف، خصوصاً من قبل رئيس "التيار" جبران باسيل ، الذي رثى الشهيد بكلمات مؤثرة، عبّر خلالها عن قوة العلاقة التي سادت بينهما على مدى سنوات.
كما أطلقت مشاركة وفد من " الوطني الحر" يوم أمس في التشييع، العنان لفتح حوار جديد مع الحزب، مع الاشارة الى انّ العلاقة لم تصل مرة الى القطيعة، بل كان هنالك تواصل وإن لم يكن على مستوى القيادات الكبرى، لكن ومع زيارة وفد من الحزب الرئيس السابق ميشال عون والنائب باسيل، لدعوتهما للمشاركة في مراسم التشييع، كسر جليد تلك العلاقة، وكان الرد بمشاركة وفد من "التيار" ضمّ النواب سيزار ابي خليل وسليم عون وغسان عطالله، كما كان لافتاً ما كتبه باسيل في المناسبة على منصة أكس: "في يوم تشييعك يا سيّد، تتدافع في ذاكرتي ساعات الحوار الطويل بيننا، قضية جمعتنا معاً، هي حماية لبنان بأرضه وشعبه وثرواته، وبرسالته والعلاقة بين ابنائه، في حياتك كما في استشهادك حملت هذه الحقيقة ودافعت عنها وهي ولو افترقنا، كانت وستبقى قضيتنا في التيار، رحمك الله وحمى لبنان".
تعليقاً على ما كتب، وعلى بدء إزالة الفتور السياسي السائد بين الطرفين، رأت مصادر سياسية مقرّبة من الطرفين، بأنهما ما زالا تحت سقف الحفاظ على العلاقة، ولا يريد أحد منهما الافتراق نهائياً، وبالتالي خفّت الردود وحدّة التصريحات، لانّ الحفاظ على خط الرجعة دائماً موجود، كما خفت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بين المحازبين والمناصرين، وافيد بأنّ العلاقة بين باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، عادت الى ما كانت عليه سابقاً . مع الاشارة الى انها لم تصل بينهما الى القطيعة كما روّج بعض الخصوم، خصوصاً في فترة التباين الرئاسي الذي زاد الشرخ، بسبب عدم التلاقي على إسم المرشح الى رئاسة الجمهورية من قبل الحزب والتيار، فحينئذ كادت الجرّة السياسية ان تنكسر لكنها بقيت ضمن الاطار المعقول للهزّات، وهي لطالما بقيت صامتة بعض الشيء، خصوصاً من قبل حزب الله، فلا ردود ولا تراشق بل صمت مريب.
الى ذلك، رأت المصادر المذكورة بأن ما جرى بينهما على طريق الزوال، لانّ السياسة في لبنان قابلة للانقلابات فجأة وفي اي لحظة، مع الاشارة الى انّ الحزب والتيار عرفا كيف يحافظان لمدة طويلة على علاقتهما المتينة، لذا لا يمكن القول ان تفاهمها قد ولّى الى غير رجعة، او انه لم يعد لزمن الاتفاقات موقع، فمهما إشتدت العواصف بينهما لا بدّ ان تهدأ، على عكس الوضع مع الاطراف الاخرى، خصوصاً من ناحية "التيار" الذي يعاني من تدهور الوضع السياسي مع عدد من الاحزاب، لذا سيعمل الطرفان وفق مقولة :" إحفظ قديمك لان جديدك لا يدوم لك".
في السياق ووفق المعلومات، عاد الوسطاء الى القيام بعملهم وإن برويّة وهدوء، لانّ العودة هذه المرة تتطلب تفاهماً على امور عدة، وبالتالي تتطلّب وضع النقاط على الحروف، كي يكون كل شيء واضحاً من قبل الجهتين، ولربما ستستغرق هذه الجهود فترة طويلة بعض الشيء، لكن الفريقين موافقان على العنوان، وهذا هو المهم، لذا سيرى الجميع مهادنة مرتقبة لفتح الابواب على مصراعيها، بدءاً من الطلب من مناصري الحزب والتيار ان يوقفوا الردود والتعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي ، لانّ قرار عودة المياه الى مجاريها إتخذ من قبل الجانبين ، وإن إحتاج لبعض الوقت.
صونيارزق-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|