الانتخابات البلدية في الجنوب: هل تجرى بين الأنقاض؟

في ظلّ التحدّيات الكبيرة التي يواجهها لبنان، تسلّط الأضواء على استحقاق انتخابيّ طال انتظاره: الانتخابات البلديّة والاختيارية التي سيتمّ افتتاحها في جبل لبنان في 4 أيار واختتامها في 25 أيار في جنوب لبنان والنبطية، مع إصرار على إجرائها في مواعيدها المحدّدة من دون تأجيل.
لكنّ المشهد في جنوب لبنان يكتنفه وضع مأسوي ومخيف: قرى حدودية مدمّرة بشكل كامل وممسوحة عن الخرائط، وخروقات يوميّة تصطاد فيها إسرائيل مطلوبيها.
ووسط كلّ ذلك، يثار تساؤل جوهريّ: هل يمكن إجراء انتخابات بلدية في مناطق منكوبة كهذه؟
في السياق، أكّد النائب الياس جرادي على الحماس الكبير لإجراء الانتخابات في مواعيدها المحدّدة، نظراً لأهميّتها البالغة. ومع ذلك، لم يخفِ تفضيله تأجيلها بضعة أشهر، آخذاً في الاعتبار الظروف الراهنة.
وأوضح النائب جرادي، في حديثه لـ "نداء الوطن"، أن لجنة الدفاع شهدت إجماعاً من جميع الأطراف على إجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها المحدّدة، لكنه كان الصوت الوحيد المخالف.
وفي تفاصيل رأيه، ذكر جرادي أنه كان يفضّل إجراء هذه الانتخابات خلال فصل الصيف، لأن معظم سكان القرى المدمّرة لم يعودوا بعد إلى منازلهم، وهم مرتبطون حالياً بمدارس ووظائف خارج قراهم.
قد يقف عائق آخر في وجه هذه الانتخابات وهو أنّ عناصر "حزب اللّه" وكوادره يفتقدون للأمان وحريّة الحركة. لذلك يخشى جرادي من عمليات استهداف في حال توجّه الناخبون إلى قراهم الحدودية، وأيضاً من الخطر الذي يهدّد أفراد "الحزب" والذي قد يتفاقم مع إدراج أسمائهم في قوائم الشطب.
وفي سبيل تجاوز معظم العقبات التقنية والأمنية، رأى جرادي أنّ الحلّ الوحيد يكمن في تطبيق قانون "الميغاسنتر"، الذي سيمكّن الأهالي من الإدلاء بأصواتهم في مراكز المحافظة أو في العاصمة بيروت، كاشفاً عن تجاوب وزير الداخلية أحمد الحجار مع هذا المقترح.
وتفهّم جرادي هذا الإصرار على إجراء الانتخابات في مواعيدها، معتبراً أنّ البلديات "بحاجة لجيل جديد من الشباب يضع الحيوية في العمل البلدي والمدني، لا سيّما أن معظم مجالس البلديات إما استقالت أو أصبحت عاجزة".
ورغم حماس السياسيين، إلّا أنّ سكان القرى الحدودية لا يشاركونهم هذا الحماس. إذ رجّح النائب جرادي أن تشهد "حركة المرشحين والناخبين فتوراً ملحوظاً، نظراً لعدم استعدادهم النفسي والاجتماعي للتعامل مع الانتخابات في الوقت الحالي"، الأمر الذي أكّده رئيس بلدية حولا شكيب قطيش ورئيس بلدية الوزاني أحمد المحمد.
فقد اعتبر قطيش، أن الانتخابات ليست أولوية أمام مشهد التفتيش عن مأوى. ومن بين ركام منزله، أكد قطيش لـ "نداء الوطن" غياب أي استعدادات انتخابية، معترفاً أنه لا يجرؤ على الحديث عن الترشح في الوقت الذي يبحث فيه أهالي قريته عن أغراضهم وأشلاء أولادهم تحت الركام.
ورغم مقترح المحافظة بإجراء الانتخابات في قرى مجاورة، يصرّ قطيش على إجرائها داخل حولا في حال تمّت في مواعيدها، حتى لو تمّ ذلك في خيمة. وعن موعد الانتخابات الذي يتزامن مع عيد المقاومة والتحرير، قال: "سنحضر للاحتفال بالذكرى لا للانتخابات، ولكن إذا أُجبرنا على الانتخاب، فسنفعل".
وتساءل رئيس بلدية الوزاني أحمد المحمد بدوره: "أين سننتخب وسط كل هذا الدمار"؟ مقترحاً في حديث لـ "نداء الوطن" فوز المجالس بالتزكية كحلّ ممكن ومذكراً بأن أهالي القرية "مشتتون في مناطق متباعدة".
باختصار، المشهد متشابك ويتمحور بين الحاجة إلى تجديد روح البلديات وبين المحاذير التي ذكرناها سابقاً. على أمل أن تشكل بداية الربيع بداية لحلحلة الوضع الأمني في لبنان لكي يأخذ كل استحقاق حقّه.
المصدر: نداء الوطن
الكاتب: نوال برّو
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|