أنقرة تطمئن تل أبيب عبر دمشق: رسالة الإعلان الرسمي عن لقاء باريس؟!
الطريق من دمشق إلى السويداء أقرب بكثير ولكن ...
كتب الإعلامي والناشط السياسي السوري خالد وليد سرحان على حسابه على فيسبوك..
لقد كان الطريق من دمشق إلى السويداء أو من السويداء إلى دمشق أقرب بكثير من الطريق إلى باريس في فرنسا أو باكو في أذربيجان أو الهرولة إلى تل أبيب؛ وأقل كلفة من الدماء والضحايا والخسائر الفادحة والانقسامات السياسية والطائفية بين الشعب السوري؛
لولا تعنت الإدارة السورية الجديدة واستبدادها وإصرارها على الحديد والنار وما ارتكبته من جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في الساحل السوري والسويداء بعد سقوط نظام الأسد المخلوع.
إن جلوس وزير الخارجية والمغتربين في السلطة الانتقالية المؤقتة أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر للمرة الأولى بشكل علني ورسمي في فرنسا برعاية أمريكية أمر مخزي ومخجل بحق كل إنسان سوري وتفريط بحقوقهم.
فأن تنتظر سوريا موافقة ورضا الإسرائيليين بوساطة وضوء أخضر من المندوب السامي الأمريكي توماس براك حتى يتذكر أسعد الشيباني أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا ويتراجع عن عدم نيته إبادة أهلها من المواطنين السوريين الموحدين الدروز؛ إنما يجسد قمة الذل والامتهان لسيادة سوريا المسلوبة منذ عام 2011 ووحدتها واستقلالها وأمنها القومي الذي تحتاج من أجل الدفاع عنه إلى إذن مسبق من عدو تاريخي أول للسوريين وهي إسرائيل وعدو تاريخي ثانٍ وهي تركيا.
الأدهى والأمر أن توماس براك قبل أن يطير إلى باريس اجتمع مع الرئيس الروحي للموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف وسط أنباء عن اقتراب فتح ممر إنساني نحو السويداء من الجولان السوري المحتل ومنطقة الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة؛
وليس إعادة فتح الطرقات الرئيسية من دمشق وبصرى الشام في درعا نحو السويداء وفك الحصار عنها وإنهاء المأساة الإنسانية التي نجمت عن الحملة العسكرية وفزعة العشائر منذ 13 تموز / يوليو الماضي.
ليس هذا فحسب لم يعد في أدبيات السياسة الخارجية السورية إطلاقاً المطالبة التقليدية الثابتة بأن القضية الفلسطينية قضية مركزية بل تجاوز الأمر ذلك إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير بعدم المطالبة مجددا بضرورة العودة إلى حدود الرابع من حزيران / يونيو عام 1967 أو التفاوض على استعادة الجولان السوري المحتل مما يعني التفريط النهائي بها والتخلي عنها.
بل لعل أقصى أحلام وطموحات أحمد الشرع وأسعد الشيباني اليوم هي إقناع الإسرائيليين بالسماح لهم بالبقاء في قصر الشعب بدمشق ونشر عناصر جهاز الأمن الداخلي وقوات وزارة الدفاع التابعة لهما في درعا بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة بضمانات أمنية أمريكية؛
وما التأكيد المتواصل لأسعد الشيباني على ضرورة العودة إلى خط (يندوف - برافو) واتفاق فض الاشتباك عام 1974؛ وإيقاف التوغلات العسكرية الإسرائيلية في ريف القنيطرة وريفي درعا ودمشق ومثلث جبل الشيخ بالتزامن مع وضع حجر الأساس لأول مستوطنة إسرائيلية في الأراضي السورية المحتلة بعد 07 كانون الأول/ ديسمبر 2024 الا تجسيداً لأقصى درجات وتجليات ضعف سوريا داخلياً وخارجياً.
لا شك أن تكاليف المصالحة والحوار بين مكونات الشعب السوري وتياراته السياسية كانت أقل بكثير من تكاليف الجلوس مع الإسرائيليين والانصياع لإملاءاتهم وشروطهم والتنازل لهم؛ والويل دائماً وأبداً للمغلوب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|