هكذا نزل "حزب الله" عن "صخرة الروشة"
أبعد من مسألة إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمين العام السابق لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، وخليفته السيد هاشم صفي الدين، فالمسألة أصبحت “كباشًا”، أو كما يُقال بالعاميَّة،”تقويم كلام” بين الحكومة و”حزب الله”.
بدأت القصة بالإعلان من “حزب الله”، إعلاميًا، عن إضاءة صخرة الروشة في “احتفالية” الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصرالله وصفي الدين. اللافت أن “حزب الله” هو الذي قرر إضاءة الصخرة، بدليل أنه في مقال على موقع “العهد” الإخباري الناطق باسم “الحزب”، ورد ما يلي: “دعوة حزب الله إلى إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمينين العامين للحزب حسن نصر الله، وهاشم صفي الدين، إحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهادهما”.
في المقال ذاته، ورد أيضًا أن “الحزب” هو الذي دعا فجاء فيه: “إعلان حزب الله عن فعاليات الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، وأبرزها إضاءة صخرة الروشة”.
هكذا يتأكد أن “الحزب” هو الذي دعا إلى إضاءة الصخرة، ولكن حين اشتد الرفض، وحين أصر رئيس الحكومة نواف سلام على موقفه، تراجع “الحزب”، فصدر عن العلاقات الإعلامية فيه، بيان، أعلنت فيه ، أنه “لم يصدر أي بيان عنها حول النشاط المقرر إقامته يوم غد (اليوم) في الروشة”.
رفض الإضاءة كان جاء من السراي حين سارع رئيس الحكومة إلى التغريد فكتب “أصدرت تعميمًا بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وطلبت التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”.
كلمة السر في هذا التعميم “الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”، أي أن الكرة أصبحت في ملعب محافظ بيروت.
التلطي وراء جمعية!
وكان جرى تسريب خبر عن أن جمعية مقربة من “حزب الله” تقدّمت بعلم وخبر لتجمّع على الكورنيش مقابل صخرة الروشة لإحياء ذكرى الأمينين “وبناءً عليه وحفاظًا على الحريات العامة وحرية التجمع تم اعطاؤهم الإذن من قبل المحافظ شرط الالتزام بعدم قطع الطريق وبعدم عرقلة السير والحفاظ على الممتلكات العامة وعدم إنارة صخرة الروشة وعدم بث صور ضوئية عليها وذلك بناء على التعميم الصادر عن رئيس الحكومة”.
كما تم التركيز على أن القوى الأمنية ستنتشر في محيط منطقة الروشة برًا وبحرًا لمنع أي مخالفة للقوانين بعد تعميم سلام. وأفيد أن ثمة تدابير صارمة من القوى الأمنية لمنع أي خرق، مع الإشارة إلى أن عناصر مكافحة الشغب ستكون في المكان للحؤول دون مخالفة القانون.
وتقول المعلومات إن وفدًا نيابيًا من “حزب الله” زار وزير الداخلية وقدَّم تعهدًا بأن الاحتفال لن يتضمن إضاءة الصخرة بصورتي نصرالله وصفي الدين.
لقاء سلام وهيكل
وفي انتظار معرفة ما إذا كان “الحزب” سيلتزم بما جاء في الترخيص، التقى الرئيس سلام في السراي قائدَ الجيش العماد رودولف هيكل وعرض معه الأوضاع العامة. مصادر سياسية علقت على كل ما جرى، فاعتبرت أن رئيس الحكومة سجَّل هدفًا سياسيًا ثمينًا في مرمى “حزب الله” الذي حاول استخدام ما تبقى لديه من “فائض القوة” لكنه اصطدم بإصرار سلام على تطبيق القانون ولا سيما التعميم الذي أصدره، فنزل عن شجرة التعنت، وما ساعده في ذلك الرئيس نبيه بري الذي تشاور هاتفيًا مع سلام.
براك يُربِك أركان الحكم
في الداخل أيضًا، أشارت مصادر متابعة لـ “نداء الوطن” إلى أنه على رغم محاولة استيعاب موقف توم براك من مسألة تعامل الدولة مع السلاح، إلا أنه ترك إرباكًا لدى أركان الحكم اللبناني، ولا يمكن أخذ كلامه إلا على محمل الجد، في حين يضيق الوقت والخيارات أمام الدولة اللبنانية. وأشارت المصادر إلى أن “حزب الله” لا يترك نافذة ولو صغيرة من أجل الحل وإبعاد شبح الحرب، ويُسجل فشل لكل محاولات الرئيس نبيه بري من أجل تليين موقف “الحزب” ودفعه إلى تقديم تنازلات ولو شكلية. وأكدت المصادر أن الجميع بانتظار عودة الرئيس عون من نيويورك لمعرفة كيفية التعامل مع الموقف الأميركي المستجد، في حين أن لقاء عون مع روبيو ركز على العموميات ولم يدخل في التفاصيل مثلما فعل براك ومثلما تفعل أورتاغوس، لكن عودة عون ستكشف الموقف الأميركي والدولي من كل ما يحصل ليبنى على الشيء مقتضاه.
موقف أميركي داعم للبنان
والبارز أميركيًا، ما قاله وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، في نيويورك: “سندعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية، والحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران”.
الجدير ذكره أن روبيو التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون. وعلمت “نداء الوطن” أن أجواء اللقاء كانت إيجابية وطلب عون من روبيو مساعدة بلاده للضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط المحتلة ليتمكن لبنان من تنفيذ خطة حصر السلاح لأنه في ظل الاستقرار يمكن تقوية الدولة وإفساح المجال أمام عمل الجيش.
وأشارت المعلومات إلى أن عون تحدث عن حصر السلاح في كل لبنان وليس في الجنوب فقط، وشرح لروبيو المعوقات التي تواجه الجيش، وكذلك شرح موضوع خطة الجيش والإصلاحات، وتحدث عون عن عمل الحكومة وأنها قامت بأعمال كثيرة في هذا المجال والوضع يحتاج إلى متابعة، لكن الهاجس الأول والاساسي يبقى أمن الجنوب لأنه يؤثر على كل لبنان، وأكد روبيو لعون دعم الجيش ومتابعة الأمور، وخرج الرئيس بانطباع إيجابي من اللقاء. ومن جهة ثانية تحدث عون عن الوضع الاقتصادي اللبناني وملف إعادة الإعمار ودعم خطة الإعمار فوعده روبيو بالمتابعة وأكد مساعدة لبنان اقتصاديًا.
وزير الخارجية يرد على المرشد الإيراني
وأمس, ردّ وزير الخارجية يوسف رجي على المرشد الإيراني في شأن “حزب الله” وكتب على “أكس”: يهمنا التأكيد أن “الباقي” الوحيد في لبنان هو الحكومة الشرعية وقراراتها التي لا رجوع عنها، وفي طليعتها قرار حصر السلاح وبسط سيادة الدولة الذي اتخذ في جلسة 5 آب، ونشدد على أنّ الجيش اللبناني هو “الباقي” إلى الأبد والوحيد، والمدافع الأول عن لبنان وشعبه وسيادته”.
هل منع لبنان طائرتين إيرانيتين من المجيئ؟
وليس بعيدًا، ترددت معلومات أن لبنان لم يوافق على مجيئ طائرتين إيرانيتين تقل إيرانيين للمشاركة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصرالله.
هذه المعلومات تفاعلت من دون أي توضيح رسمي لا من الجهة اللبنانية ولا من الجهة الإيرانية حول الأمر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|