وزارة الأشغال: بدء أعمال إنارة أنفاق الفينيسيا لرفع مستوى الأمان وتسهيل حركة السير
نظرة على زيارة عون لأميركا وحقيقة عدم لقائه ترامب
زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للمرة الأولى، مقر الأمم المتحدة في نيويورك كرئيس للبنان، كما أنها المرة الأولى أيضاً التي تطأ فيها قدماه الأراضي الاميركية كرئيس. من البديهي أن تكون الزيارة محط أنظار اللبنانيين، خصوصاً في هذا الظرف الحساس الذي سيحدد مسار النهج اللبناني الجديد، وعلّق الكثيرون الآمال على هذه الزيارة، فيما انتقدها البعض معتبراً أنها لا تقدم ولا تؤخر.
في تقييم موضوعي للزيارة وللمشاركة الدولية، لا يمكن القول إن الزيارة كانت ناجحة ومثمرة، ولو أنها كانت مليئة باللقاءات مع أعضاء الكونغرس والفاعليات الاميركية، وشهدت لقاء مع وزير الخارجية ماركو روبيو في حضور كل من السفير توماس براك والسيدة مورغان أورتاغوس، فكل ما صدر بقي في حدود الدعم المعنوي غير الملموس، سوى المساعدات للجيش اللبناني التي سلكت طريقها نحو التنفيذ من دون أي عقبات. فالموقف السياسي الاميركي بقي على حاله، وتأرجح كلام براك بين مرحب بالخطوات اللبنانية ومنتقد لها بشدة، لم يتغيّر، فيما لا يزال الاميركيون غير مستعدين بتاتاً في الضغط على إسرائيل للتقدم أي خطوة لملاقاة لبنان في منتصف الطريق، ولا يزالون على إصرارهم على إمكان حصول تلاقٍ بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي لبحث الوضع من دون وسطاء.
كان واضحاً أن الكلمة التي ألقاها عون في الأمم المتحدة كانت مقسومة إلى قسمين: قسم بات متوقعاً ويتعلق بترداد كلام شاعري وعاطفي لا يرقى إلى مستوى الأحداث السياسية والمصيرية التي يشهدها لبنان، وآخر حمل معه بعض المواقف التي يمكن وضعها في خانة التعبير اللبناني عن حالة يعيشها، مليئة بالأحداث والطلبات لمساعدة لبنان من قبل الدول الشقيقة والصديقة لردع إسرائيل من جهة، وإعادة الإعمار والاستثمار من جهة ثانية. ولم يكن مستغرباً أيضاً عدم دخول عون في التفاصيل المتعلقة بسحب السلاح وبالخطة التي وضعها الجيش في هذا المجال، بطلب من الحكومة اللبنانية. وكان لافتاً في المواقف التي أطلقها عون من نيويورك التشديد على عدم حل مشكلة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية عبر استخدام القوة، وهو أمر بالغ الأهمية، خصوصاً وأنه أتى من أراضٍ اميركية.
لقاء الجالية قد يكون الأول لهذا الرئيس في الزيارات التي قام بها إلى الخارج، وكانت التساؤلات كثيرة عن سبب عدم لقائه بأبناء الجالية في البلدان التي زارها، وعلى الرغم من أن كلامه لم يحمل أي جديد في المواقف، إلا أنه أراح اللبنانيين الاميركيين بعض الشيء، فيما يبقى تحويل هذا الكلام إلى واقع، وبالأخص في الشق المتعلق بالانتخابات النيابية ومشاركة المغتربين فيها، عالقاً في شرك الأفخاخ السياسية اللبنانية.
وخلال الزيارة، لم يلتقِ عون الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وفي حين لم تُعرف أسباب عدم حصول لقاء بينهما، إلا أن البعض ربط هذه المسألة بالاستقبال الذي أقامه ترامب لرؤساء الوفود وغاب عنه الرئيس اللبناني، ودارت حوله الكثير من الأفكار والمواقف والتعليقات. مصادر مواكبة للوفد اللبناني إلى نيويورك، تحدثت عن هذه النقطة تحديداً، وشرحت حقيقة ما جرى. بداية، أشارت المصادر إلى أن دعوة الرئيس الاميركي لرؤساء الوفود خلال فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطوة تقليدية لا ينفرد بها ترامب، بل سبقه إليها الرؤساء الاميركيون السابقون، وحتى عدم مشاركة الرئيس اللبناني فيها ليست سابقة، فقد تكرر الأمر نفسه مع عدد من الرؤساء وآخرهم الرئيس السابق العماد ميشال عون، فالدعوة تُوجّه إلى الجميع وقد يختار المرء عدم تلبيتها.
أما ما حصل مع الرئيس جوزاف عون، تقول المصادر، فإن الأمور أخذت منحى أكبر من العادة بفعل الصورة التي ظهر فيها الرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) إلى جانب الرئيس الاميركي في حفل الاستقبال، فبدا وكأن ترامب فضّل الرئيس السوري على الرئيس اللبناني. وتشرح المصادر أن عون كان عازماً على تلبية الدعوة والمشاركة في الحفل، ولكنها أوضحت أن تأخر كلمته عن الوقت المحدد لها بفترة غير قصيرة، لم يسمح له بالمشاركة، فوصوله متأخراً إلى حفل استقبال، ومتأخراً جدًّا لا يليق بالمدعو ولا بالداعي، ففضّل عندها عدم الحضور. وتشدد المصادر على أن هذه هي حقيقة ما حصل، وأنه لو كان هناك مقاطعة من ترامب للرئيس اللبناني، لما كان شهد برنامج لقاءاته هذه المواعيد الكثيفة، وغالبيتها من أعضاء في الكونغرس من الحزب الجمهوري.
صحيح أن الزيارة لم تكن مميزة بنتائجها، ولكنها لم تخرج عن سياق الزيارات السابقة للرؤساء اللبنانيين، ولم تكن بالتأكيد على هذا القدر من الدراما التي نسجها البعض بسبب عدم لقاء الرئيس اللبناني بنظيره الاميركي.
طوني خوري- النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|