استحضار الطائف: استفاقة للإصلاح أم هروبٌ من صناديق الاقتراع؟
"فاولات" سياسيّة تربك السراي... وبعبدا تشدّد: لا مُواجهة مع الجيش
تداعيات حادثة الروشة لا تزال موضع نقاش داخلي تتفاعل في كل الأوساط، فما جرى ترك آثارا على علاقة القوى السياسية والرئاستين الأولى والثالثة، وفي «بنية» حكومة الرئيس نواف سلام، ولن يكون سهلا تجاوزها على الرغم من اللقاءات السياسية التي تسارعت وتيرتها في الساعات الأخيرة، لتدارك اي انعكاسات على الوضع السياسي العام.
فمشهد «الروشة» أكد وجود خلل كبير في عمل السلطات والتنسيق بين الرئاسات الثلاثة، فعلى الصعيد الحكومي ظهر الارتباك واضحا في تعاطي رئيس الحكومة مع حادثة الروشة، من خلال رد الفعل واتهام الاجهزة الأمنية بالتقصير، او خيار التلويح بالاعتكاف، متذرعا بمحاولة تطويقه والسعي لإفراغ الموقع السني من هيكليته الدستورية، وتحويل السلطة التنفيذية الى موقع فاقد الصلاحيات .
واذا كان قرار العودة عن الاعتكاف الذي جاء، كما تؤكد مصادر سياسية، بناء على نصائح من الخارج للتروي والتهدئة وضبط الانفعالات والعودة الى العمل الحكومي، تفاديا لتكرار سيناريوات وتجارب سابقة قد منع انفجار الحكومة ، إلا أن ذلك لم يمنع كما تقول المصادر ان صورة الحكومة تهشمت في أزمة الروشة، و"فاقم» مشهد تكريم قائد الجيش رودولف هيكل في قصر بعبدا الأزمة، اذ رات المصادر ان التكريم لا يمكن فصله وما تبعه عن الهجوم، الذي طال الجيش وقائده من قبل سياسيين محسوبين على السراي ومن الرئيس نواف سلام، الذي طالب بمحاسبة المقصرين وكل من سمح باضاءة صورة الأمينين العامين على صخرة الروشة.
وفي حين اعتبرت مصادر السراي ان التكريم ليس وحده ما استفز الرئيس سلام، بل البيان الرئاسي الذي اشار الى ان الجيش خط أحمر، فان المقربين من بعبدا وضعوا إتهام سلام للجيش في خانة الإتهام الموجه الى بعبدا بالتحديد، على اعتبار ان رئيس الجمهورية هو من اختار رؤساء الأجهزة الأمنية.
وتصر مصادر بعبدا ان منح قائد الجيش وساما ليس موجها ضد اي فريق، لأن قائد الجيش «مستحق»، واستطاع تجاوز الفتنة في الروشة يوم 25 ايلول، فهل يعتبر موقف الجيش «مخالفة» إذا سمح الجيش تحرك حزب الله لإضاءة صخرة؟ وهل من الطبيعي محاسبة مسؤولين أمنيين عن قرارهما عدم الاشتباك مع متظاهرين؟
وتؤكد المصادر ان رئيس الجمهورية حريص على علاقة جيدة مع السراي ، وملتزم تطبيق خطاب القسم، ويقدرون الجيش الذي إستطاع بحكمة القيادة درء الفتنة وعدم الانزلاق الى الهاوية.
ما جرى في الروشة ترك ندوبا سياسية، وتقول المصادر السياسية ان رئيس الحكومة ارتكب عدة «فاولات» وأخطاء استراتيجية في طريقة التعاطي مع الحدث، فهو رمى الكرة في ملعب الجيش لتحقيق هدفين اساسيبن: تبرئة الحكومة من «ذمة» مطالب المجتمع الدولي، والضغط على الجيش في موضوع خطة سحب السلاح.
مع ذلك، فان سلام كما تقول المصادر على موقعه اليوم ، فهو ينتقل من ازمة الى اخرى ويقع تحت تأثير التجاذبات الداخلية، بين فريق يطالب «نزع السلاح»، وفريق يأخذ على رئاسة الحكومة انشغالها بتطبيق أجندة دولية دون الاهتمام بالازمات، فيما الحكومة واقعة ايضا تحت تأثير المجتمع الدولي الذي يضغط على الدولة لإنجاز الاصلاحات واستعادة السيادة و"حصر السلاح»، والانتقال الى مرحلة بناء الدولة والمؤسسات وإعادة الإعمار.
ابتسام شديد -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|