الصحافة

ما بعد بعد غزّة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في “عِلم التاريخ” أنّ التاريخ يُكتَب بعد عقود. اليوم انتقل هذا العِلم ليُكتَب في سنوات معدودة، كما هو حاصل اليوم.

غدًا الأحد، الثاني عشر من تشرين الثاني 2025، محطةٌ للتأريخ، هي تأتي بعد سنتين وستة أيام على اندلاع حرب “طوفان الأقصى” التي تلتها في اليوم التالي حرب “الإسناد والمشاغلة” من لبنان. فكيف انقلبت الأمور رأسًا على عقب؟ وكيف انقلب نصر حرب تموز 2006 إلى هزيمةٍ في حربَيْ “طوفان الأقصى” و”الإسناد والمشاغلة”؟

إثر انتصار حزب الله في حرب تموز، أطلّ الأمين العام للحزب ليُعلِن “النصر الإلهي”، وليتباهى بأنّ ما حصل هو البداية، خصوصًا أن “صواريخ المقاومة” تصل إلى ما بعد بعد حيفا.
لم ينزل هذا الكلام “بردًا وسلامًا” على إسرائيل، فأعدّت العدة للردّ على هذا التهديد، واستغرق الإعداد والاستعداد سبعة عشر عامًا، من آب 2006، تاريخ إعلان وقف إطلاق النار إثر حرب تموز، إلى تشرين الأول 2025. في التاريخ الأول، كان حزب الله في المقدمة، وحركة حماس تابعة له، وهذا النصر أتاح له أن يطلِق شعار “ما بعد بعد حيفا”، أي أنّه كان بدأ التحضير لحربٍ أبعد من الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وكان يعدّ العدّة لذلك، وما مناورات قوات الرّضوان سوى عيِّنةٍ من هذه الحرب التي كان يعدّ لها. ففي آب من العام 2023، أي قبل نحو شهرين على اندلاع الحرب، قامت قوات الرّضوان بمناورةٍ بالأسلحة الحيّة في إحدى مناطق الجنوب في حضور السيد هاشم صفي الدين، وأُعطيت المناورة اسم “سنعبر”، وكان المقصود الإعداد لعبور الحدود في اتجاه الجليل. وللمفارقة، فإنّ السيد هاشم صفي الدين هو الذي تلا بيان انخراط حزب الله في حرب “طوفان الأقصى” تحت مسمّى “الإسناد والمشاغلة”.

كانت قراءة حزب الله للقدرة الإسرائيلية مغايرةً لِما كان الوضع عليه في الجانب الإسرائيلي، كانت السرديّة في الخطاب السياسي والإعلامي لديه أنّ “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وما عزَّز من هذه السرديّة لدى الحزب أنّ حركة حماس استطاعت اختراق “غلاف غزّة”، ما جعله يعتقد أنّه قادر على اختراق “غلاف شمال إسرائيل”.

اتّخذت الحرب على الجبهتَيْن، الغزّاوية واللبنانية، منحًى دراماتيكيًا، إذ اعتبرت إسرائيل أنّ “أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم”، فيما اعتبرت حماس أن “أفضل طريقة للهجوم هي الدفاع”. بين الطريقتَيْن، وجد حزب الله نفسه في حيرةٍ من أمره، لا هو قادر على الهجوم، وكذلك الدفاع يستنزف قدراته خصوصًا أنّ الحرب تحوّلت إلى “حرب مراوحة”، فانتقل من حال القدرة على المبادرة إلى حال ترميم نفسه بعد كل ضربة، وما أكثر الضربات التي تلقاها.

إذا كان شعار “ما بعد بعد حيفا” علامة من علامات النصر في مفهوم السيد نصرالله، فإن “ما بعد بعد غزّة” علامة من علامات الهزيمة، فمَن ينظر كيف أصبح القطاع، بالمقارنة مع كيف كان، يُدرِك أنّ “ما بعد بعد غزّة” يعني الهزيمة، خصوصًا أنّها آخر الحروب.

جان الفغالي -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا