رئيس الجمهورية: برحيل غسان سكاف خسر لبنان نائبًا مخلصًا وصوتًا وطنيًا أصيلًا
تحرّكات الشارع في ذكرى سقوط الأسد: لبنانيون وسوريون… و"حزب الله" يضخّم المشهد
شهد عدد من المناطق اللبنانية قبل أيام موجة تحركات شعبية لافتة إحياء لذكرى سقوط نظام الأسد، في مشهد أعاد فتح النقاش حول هوية المشاركين ودلالات هذه التحركات، وسط محاولات من "حزب الله" لإعطائها طابعا منظما أو مرتبطا بخطط خارجية. إلا أن القراءة الميدانية والسياسية تظهر صورة أكثر تعقيدا ودقة مما جرى تداوله.
برزت ساحة النور في طرابلس العنوان الأبرز لهذه التحرّكات، إذ خرج مئات اللبنانيين في مشهد متماسك يعبّر عن موقف سياسي واضح من النظام السوري، ما عكس المزاج التاريخي للمدينة وذاكرتها المرتبطة بمراحل الصدام مع النظام. وفي حين حاول البعض وضع المشهد في خانة تحركات نازحين، اتّضح أن أكثرية المشاركين في طرابلس كانوا لبنانيين بالكامل، وأن الحضور السوري بقي محدودا مقارنة بمدن ومناطق أخرى.
أما في بقية المناطق، فقد اتّخذت التحرّكات طابعا مختلطا جمع سوريين ولبنانيين، خصوصا في البيئات التي تضم كثافة سكانية (سنية) وسورية أو حيث العلاقة الاجتماعية بين الطرفين متداخلة. ورغم اختلاف نسب المشاركة من منطقة إلى أخرى، فإن الطابع العام لم يكن محصورا بالسوريين، بل شارك فيه لبنانيون رأوا في المناسبة فرصة للتعبير عن موقفهم من النظام السوري.
اللافت أن حجم التحركات، على الرغم من انتشارها، لم يعكس وجود أي خطة منظمة أو تعبئة مركزية كما حاول "حزب الله" تصويره. فقد جاءت الدعوات عفوية عبر مجموعات صغيرة أو صفحات محلية على مواقع التواصل، ولم تسجّل مؤشرات لوجود تنسيق محكم أو دعم سياسي مباشر. كذلك فإن الأجهزة الأمنية التي تتابع هذه الأنشطة لم تتعامل معها على أنها تحركات ذات طابع أمني. حتى إن الاشكالات الصغيرة التي حدثت في حارة صيدا أو بيروت بقيت ضمن الإطار المضبوط جدا، ولم تتعامل معها كجزء من مشروع خارجي، بل كمسيرات اعتيادية قابلة للاحتواء، ضمن الحدود التي يسمح بها الواقع اللبناني.
محاولة "حزب الله" تضخيم الحدث ووضعه في إطار "مخطط" ليست جديدة، بل تندرج ضمن مقاربته التقليدية لكل مشهد معارض للنظام السوري السابق داخل لبنان. فهو يسعى إلى ربط أي تحرك متصل بسوريا، ولو كان محدودا أو رمزيا، بسردية "المؤامرة" أو "الاستهداف"، وذلك لاستثماره داخليا في ملفات عدة، أبرزها ملف النازحين السوريين الذي تحوّل إلى عنوان سياسي ضاغط، إضافة إلى التذكير بدوره الأمني والسياسي في حماية محور الممانعة.
في المحصلة، ما شهدته طرابلس وبضع مناطق لبنانية أخرى كان تعبيرا متنوعا بين لبنانيين وسوريين، تحرك كل منهم لأسبابه الخاصة، من دون خطة خارجية تقود المشهد. ما حدث كان أقرب إلى رشقات غضب رمزية تبعثر فيها الناس بين الذاكرة والموقف والهوية السياسية، فيما بقي الاستثمار السياسي الأكبر خارج الشارع، في المواقف التي سعت إلى تحويل حدث محدود إلى مادة في الصراع الداخلي المفتوح.
اسكندر خشاشو - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|