أي رئيس يريده حزب الله؟
أي رئيس يريده حزب الله؟! ولماذا يعتبر حزب الله جوزيف عون مجازفة كبرى؟!
رئاسة الجمهورية؛ معجزة أم إخفاق؟ كرة نار أم حقل ألغام؟! ورئيس لإطلاق النار أم لوقفه؟!
كرة نار عملاقة تنتظر رئيس الجمهورية اللبنانية المقبل قد تتحول الى حقل ألغام طوال ولايته!
هل يكون 9 كانون الثاني معجزة أم يتحول الى إخفاق؟! وهو يبدو أقرب الى الإخفاق منه الى المعجزة!
يدرك أصحاب الآلات الحاسبة في “البوانتاج” أن حزب الله ما يزال، مع حلفائه، ناخباً قوياً جداً في تركيبة مجلس نيابي حالي لم تتغير بعد، وإن كانت “مرشحة” للتغيير في الانتخابات النيابية المقبلة!
ولكن مشكلة الحزب أن معارضيه “مش قلال” أيضاً، لا بالعدد ولا بالقوة السياسية!
اليوم، لا يتمتع حزب الله بترف المجازفة في الملف الرئاسي! والقائد جوزف عون هو أكبر المجازفات حالياً بالنسبة له، بعد استبعاد المرشحين الأكثر تشدداً في معارضته مثل سمير جعجع وسامي الجميل وميشال معوض!
إن مواصفات رئيس الجمهورية المطلوبة من جهة حزب الله هي في عدم وجود رئيس قادر على مواجهته عسكرياً، بمعنى منع حركته العسكرية جنوب الليطاني، ومصادرة مخازن السلاح في أي من المناطق اللبنانية… على سبيل المثال.
إذ يدرك حزب الله أنه قد وقّع على “اتفاق وقف إطلاق النار” لا يريده! فهو يريد منه القسم الثاني، أي “وقف إطلاق النار”. ولا يريد منه قسمه الأول، أي “اتفاق”!
ولا يتفق حزب الله مع الاتفاق، الذي يتفق عليه الآخرون في أمر واحد، وهو إنهاءه عسكرياً!
ويدرك حزب الله أنه، وعلى الرغم من حاجته الملحة لرئيس للجمهورية، فإن وجود قائد عام قوي للقوات المسلحة في الرئاسة، مثل القائد جوزف عون يجعله حكماً في مواجهة مع الجيش، لا يريدها مبدئياً لا الحزب ولا القائد! وإن كانت قد تُفرض على الجهتين فعلياً!
فالحزب يتخوف من تنفيذ القائد للاتفاق الذي ارتضى به الحزب مرغماً، بسبب الضغوط الدولية، ولإرادة الرئيس الجديد تجنب حرب جديدة مع اسرائيل.
وذلك، مع إدراك الجميع أن اسرائيل لن تترك أي رئيس مقبل يرتاح! بل ستعمل على تأكيد “وجع رأسه” بعدم تخليها عن إرادتها بكسر حزب الله وسلاحه، وعن إرادتها بفرض “الأمن الاسرائيلي” جنوب… وشمال الليطاني!
من جهته، يريد حزب الله بناء ستاستيكو جديد مشابه لفترة غداة حرب تموز 2006 – 8 أكتوبر 2023. ولكن ذلك يتعارض جذرياً مع إتفاق وقف إطلاق النار الأخير. ويتعارض مع نشوة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بكسر كل محور الممانعة.
وقعت الكارثة الكبرى على حزب الله في الأحداث الأخيرة بعملية البايجرز واللاسلكي واغتيال السيد حسن نصر الله وقادة الصفوف الأولى والتدمير والتهجير… ولحقها كارثة سقوط حليفه الأسد. وهو يريد تجنب المزيد من الكوارث بتجنب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في كل ما يتعلق بوقف عمله العسكري وتسليم سلاحه.
وهو لذلك، يحتاج لرئيس “ما بيمون” على الجيش اللبناني! وبالتالي فإن الفيتو على قائد الجيش يصبح أساسياً بالنسبة له، مدعوماً بفيتو “شخصي” من قبل التيار الوطني الحر، لقدرة القائد عون II على القضاء على ما تبقى من شعبية القائد عون I.
لا رئيس من المعارضين الأقوياء ولا رئيس “بيمون” على الجيش ولا رئيس بيمون عليه المعارضون الأقوياء! هذه هي باختصار مواصفات الرئيس الذي يريده الحزب!
فهل يوافق عليه المعارضون؟! على الأرجح لا! وهو ما قد يحول المعجزة الى إخفاق في 9 كانون الثاني/يناير، وما بعد بعد 9 كانون الثاني/يناير، وما بعد تنصيب الرئيس دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/يناير، وما بعد 26 أو 27 كانون الثاني/يناير مع نهاية الستين يوماً!
هذه المرة، لا يبدو الغد الرئاسي لناظره قريباً! ولكن، على أمل أن تحدث المعجزة!
بيروت 24 - سمير سكاف
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|