من سليم الجاهل إلى يوسف رجِّي... ومن بشير الجميل إلى سمير جعجع
في أولى حكومات الرئيس الراحل شفيق الوزان، وآخر حكومات الرئيس الراحل الياس سركيس ، وتألفت من عشرين وزيراً، تمثَّلت "القوات اللبنانية" التي كانت بقيادة الشيخ بشير الجميل، بوزيرين: سليم الجاهل، وزيراً للإسكان والتعاونيات، وقيصر نصر وزير دولة.
لم يختَر الشيخ بشير الجميِّل وزراء حزبيين، فلا سليم الجاهل كان يحمل "بطاقة قوات" وكذلك قيصر نصر. مع أن أحزاباً أخرى سمَّت حزبيين لدخول الوزارة، ومنهم مروان حماده وأنور الصباح وخاتشيك بابيكيان وعلي الخليل.
كان بإمكان الشيخ بشير أن يسمي حزبيين لكنه آثر تقديم أنموذجٍ متقدِّم وكان بمثابة درسٍ لسائر الأحزاب، ومَن أفضل من سليم الجاهل وقيصر نصر كنموذجين؟
لم يخرج أحدٌ لينتقد الشيخ بشير بأنه لم يختر حزبيين ولم يتمسك بحقيبة سيادية وحقيبة أساسية أو خدماتية، بل ذهبت الحقائب السيادية إلى الرئيس سركيس والرئيس الوزان، مع أنه لم يكن لأي منهما حزب أو حيثية شعبية أو كتلة نيابية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تولى الرئيس شفيق الوزان شخصياً حقيبة الداخلية، وتولى الوزير فؤاد بطرس نيابة رئاسة مجلس الوزراء وحقيبة الخارجية، من حصة الرئيس سركيس، وتولى النائب علي الخليل القريب من "حركة أمل"، حقيبة المالية.
ذكَّرتُ بهذه الواقعة، لعلها تكون الرد الأفضل على بلهاء يقومون بدور النبهاء في مسرحية عبثية عنوانها "الغباء"، فما إنْ لاحت الأسماء حتى بدأ إطلاق النار، ليس على الوزراء فحسب بل على مَن سمَّاهم، ولأن "القوات اللبنانية" نالت حصة الأسد أو سمَّت العدد الأكبر، فإن كثافة النيران السياسية استهدفتها أكثر من غيرها، وأعطيت "صفارة الانطلاق" لهجوم الجيوش الإلكترونية والذباب الإلكتروني، تحت عناوين: "من أين أتوا بجو صدي؟ وهل يوسف رجّي معه بطاقة "قوات"؟ ماذا عن كمال شحاده وجو عيسى الخوري"؟
بالطبع، هؤلاء "الغيارى" على قياديي "القوات"، كانوا سيقومون بالهجوم ذاته لو سمَّت "القوات اللبنانية" للتوزير: جوزيف الجبيلي أو إيلي براغيد أو أسعد سعيد أو غيرهم، وكانوا سيقولون: "أليس لدى "القوات اللبنانية" أسماء غير حزبيين لتسميهم؟".
تعرفون منطق "عنزة ولو طارت"؟ هذه هي سياسة البلهاء الذين يلعبون أدوار النبهاء. لكن المشكلة الحقيقية ليست في تسمية حزبي أو غير حزبي، بل في الحجم، فالمعركة اليوم هي معركة أحجام، سواء في الانتخابات البلدية، التي هي على الأبواب، أي بعد أشهر، أم في الانتخابات النيابية بعد سنة.
وليس سهلاً على كثيرين أن ينظروا إلى موازين القوى في مجلس النواب، فيرون أن كتلة "القوات اللبنانية" هي الأكبر، ويرون أن عدد الوزراء الذين سمتهم "القوات" هو الأعلى، فلم يكن أمامهم سوى تجويف أو تفريغ هذه النتيجة من مضمونها.
جان الفغالي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|