محليات

نتيجة واحدة بعد 5 أيام أو 50 عاماً فلماذا الإصرار على التدمير والتعذيب؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ماذا عن أي سلطة عاجزة عن أن تحكم إلا تحت الضّغط؟

والضّغط الذي نتحدّث عنه هنا، ليس ذاك الضروري لتفعيل وتحسين الإنتاجية في بعض الأحيان، بل ما يأتي منه عبر الخارج من تهديد ووعيد، تحريكاً لملفات عالقة، أو لأوضاع جامدة.

غزة

فعلى سبيل المثال، ورغم التدمير الذي شهده قطاع غزة، والمواقف العربية قبل الغربية التي تُفيد بصعوبة عودة أوضاع القطاع الى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023 بالكامل، و(رغم) إقفال معظم المنافذ والآفاق، إلا أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط كان عاملاً أساسياً في تحريك محادثات التوصُّل الى اتّفاق لوقف إطلاق النار، وبَدْء الإفراج عن الأسرى والمعتقلين.

وحتى الساعة، ما ان تظهر إشارات التعثُّر، حتى يعود الحديث الأميركي عن الجحيم المفتوح هذا، فيُستَكمَل تطبيق الاتفاق والصّفقة.

تهديدات

وبالعودة الى لبنان، يتعثّر كل انتخاب، وأي نوع من حركة سياسية، ومنها تشكيل الحكومات، والإعلان عن بياناتها الوزارية... بانتظار بعض أنواع التهديد والوعيد، أو التلويح بعقوبات أو بوقف مساعدات. ففي تلك الحالة وحدها، يتحرك كل شيء، ويُصبح محلولاً.

فلماذا يحصل ذلك؟ وهل من عجز فعلي لإتمام أي شيء من دون ضغط التهديدات؟ وهل يستقيم هذا النوع من البلدان والسلطات ضمن مدى مُستدام، إذا غابت التهديدات في يوم من الأيام، أو إذا تغيّرت الإدارات الحاكمة في بلدان التأثير الخارجي، بين (إدارات) تعتمد أسلوب الترهيب، وأخرى تفضّل الترغيب، أو الاعتماد على الخيارات الحرّة داخل كل بلد؟

منذ 2022

بالنّظر الى الوراء قليلاً، أي الى خريف عام 2022، نسأل، أما كان يمكن انتخاب رئيس للجمهورية، وتكليف شخصية بتشكيل حكومة جديدة، وإتمام التشكيل، وإقرار بيان وزاري يتحدث عن واجب احتكار الدولة لحمل السلاح، وبسط سيادتها على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، وتحييد لبنان عن صراعات المحاور، وضبط الحدود مع سوريا، وعدم تدخُّل كل دولة في شؤون الأخرى، وغيرها من النّقاط، (أما كان يمكن...) منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون؟

وهل يستحق الشعب اللبناني كل هذا العذاب والتعذيب، قبل انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة جديدة ببيان وزاري يذكر هذا النوع من النقاط؟ وما هي المشكلة في تلك الخطوات، بشكل جعلها مرفوضة على مدى سنوات وسنوات؟ ولماذا عدم القبول بها إلا بعد مسار من تدمير ودمار وتهجير وعذابات؟

بعد 15 شهراً

والأمر نفسه نطبّقه على قطاع غزة، الذي كان يمكن إبرام تسويات لوقف إطلاق النار فيه، منذ الأسابيع أو حتى الأيام الأولى لاندلاع الحرب، بشكل كان جنّب الناس هناك كل هذا التدمير، وفقدان آلاف الأشخاص وسقوط آلاف الجرحى.

فلماذا الموافقة على ما كان يمكن القبول به في اليوم 5 أو 15 لاندلاع الحرب مثلاً، ولكن بعد مرور 15 شهراً على اندلاعها؟ ولماذا انتظار التهديدات والضّغط، إذا كان يمكن القيام بالكثير في مرحلة ما قبلها؟

تقرير المصير

وإذا أردنا توسيع الدائرة أكثر، نكرّر الأسئلة نفسها بالنّسبة الى سوريا، التي وصلت الى نتيجة معيّنة بعد 13 عاماً من حرب مدمّرة، كان يمكن بلوغها منذ عام 2011 بفاتورة دماء وتدمير أقلّ بكثير، ومن دون تهجير السوريين من أرضهم وبلدهم بالشكل الذي حدث.

فهل كان يجب إسقاط الدولة السورية وشعبها الى هذا الحدّ، قبل التوصُّل الى النتيجة النهائية التي كان يمكن بلوغها في صيف 2011 ربما، على أبْعَد تقدير؟

حبّذا لو تتعلّم بلداننا وشعوبنا من تجارب الماضي. وحبّذا لو تتحلّى شعوبنا تحديداً، بذاكرة جماعية مُتَّقِدَة تذكّرها بضرورة اختصار منسوب الدمار وإسقاط الدماء. وحبّذا لو تتقبّل شعوبنا تلك الوقائع، كتمهيد للنجاح في حكم بلدانها، هذا إذا كانت وصلت بالفعل الى القدرة على تقرير مصيرها بنفسها.

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا