ماذا سمع الوفد النيابي اللبناني في قطر حول الشرع و علاقة لبنان مع سوريا؟
في الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية إلى مساعدة لبنان للخروج من محنته، بدءًا من انتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير/كانون الثاني 2025، ومرورًا بتكليف رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام في 13 يناير/كانون الثاني لتشكيل الحكومة، وليس انتهاءً بتشكيل الحكومة والتشديد على أن يكون الوزراء من ذوي الكفاءات وأن يُستبعد حزب الله منها لتتوافق مع العهد الجديد والمرحلة الجديدة، وبعد أن انتهى الحكم الإيراني في لبنان الذي أدى إلى أكبر حربٍ في لبنان في 23 سبتمبر/أيلول 2024، تراقب السعودية اليوم أداء الحكومة والوزارات. كانت زيارة رئيس الجمهورية الأولى إلى الخارج للرياض للتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة اليوم لإعادة لبنان إلى الخارطة العربية بعدما عملت إيران على عزله وساهمت بعض القوى السياسية الحليفة لحزب الله في تعزيز هذه العزلة.
لكن حراكًا لافتًا سُجّل لكتلة اللقاء النيابي المستقل ضم النواب: بلال الحشيمي، سجيع عطية، محمد سليمان، نبيل بدر، عبد العزيز الصمد، عماد الحوت، وحيدر ناصر. وتمثل هذا الحراك بزيارة أجراها الوفد إلى دولة قطر، حيث التقى برئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وتناول اللقاء، بحسب بيان للكتلة، "مستجدات الوضع اللبناني". فهل تتعارض هذه الزيارة مع العهد والحكومة اللذين يتناغمان مع الراعي السعودي للمرحلة الجديدة من تاريخ لبنان؟
واعتبر النائب بلال الحشيمي أنهم كتكتل بحاجة أن يكون لهم دور خارجي لأن البلد دخل في مرحلة جديدة تقتضي دعم كل الدول، ومن بينها قطر. معتبرًا أن واجبهم كنواب هو التحرك، وهذا لا يتعارض مع العهد أو الحكومة. فالمملكة أساس، لكن هنالك ملفات أخرى كالتنمية والسياحة تقتضي أن تكون كل الدول موجودة في الملف اللبناني. وهذا ليس ضربة للعهد، كما يقول الحشيمي، معتبرًا أن التكتل لم يستشر أحدًا فنحن نواب منتخبون من الشعب ولم ننسق مع أحد لا رئيس الجمهورية ولا الحكومة، وكل ما يساعد لبنان في استعادة الثقة يجب أن نقوم به، تمامًا كما قامت مجموعة المعارضة سابقًا بزيارات إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وتحدثنا عن أزمات لبنان ودعوناهم للوقوف إلى جانب لبنان.
وعن خلفية الدور القطري، يقول الحشيمي إن الخليج العربي يقف بجانب لبنان، خاصة في وقت الحرب والجسر الجوي الذي قُدم للبنان. وضعنا رئيس الوزراء القطري في موضوع إعادة الإعمار، وسمعنا منه أن الدولة يجب أن تتولى مسؤولياتها وتقوم بالإصلاحات المطلوبة وإعادة استنهاض الدولة والالتزام بالمقررات الدولية. لذلك، قطر قالت إنها بجانب لبنان لكنها شددت على أن لبنان أمام فرصة وعليه استغلالها وإلا سنبقى في مكاننا.
وعن الأحداث في سوريا، اعتبر الحشيمي أن التحولات التي حصلت خطيرة، وانتهاء نظام الأسد أدى إلى إراحة لبنان من كابوس كبير. وما حصل في أحداث الساحل هو تطور طبيعي للتغير الذي اقتلع النظام المجرم، وبالتالي يجب منح وقت لهذا الملف من أجل الوصول إلى بر الأمان في سوريا وتاليًا لبنان. واعتبر أن التعاون مع سوريا ضروري خاصة في موضوع النزوح والحدود ويجب التواصل المباشر مع القيادة السورية لوضع خريطة لمستقبل العلاقة.
أما عن الانسحاب الإسرائيلي، فاعتبر أنه تم الحديث عن أن قطر تقوم بضغوطات لانسحاب إسرائيل من ٥ نقاط، ولكن لم يتم التطرق لموضوع التطبيع. وأشار الحشيمي إلى أن رئيس الوزراء أخبر النواب أنه يقوم بالاتصالات للضغط على الجانب الإسرائيلي، لكن لم يتم الحديث عن مهلة تساعد فيها قطر لإعادة الإعمار في لبنان أو إرسال الأموال في هذا الإطار.
وعليه، فإن استعادة الدولة تقتضي الانفتاح على جميع الدول وليس الانعزال. ولبنان أمام فرصة لا تُعوّض، فإما الركوب في قطار التحولات وبالتالي قطف ثمار التغيير الاستراتيجي في المنطقة، أو الوقوف عند محطة المناكفات بانتظار توقيت حصد ثمار سياسية تستفيد منها قوى سياسية على حساب أخرى. لكن النتيجة ستكون المزيد من الفساد والانهيار والدمار وحروب الآخرين على أرض لبنان.
إيمان شويخ-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|