الصحافة

السعوديّة تقود مواجهة “إسرائيل الكبرى”..

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل تشهد الأسابيع المقبلة تموضعاً عربيّاً جديداً، لا سيما خليجيّاً، ردّاً على الجموح الإسرائيلي وأحلام بنيامين نتنياهو بـ”إسرائيل الكبرى”؟

 تراكمت في الأيّام الماضية مواقف عربية في مواجهة الإمعان الإسرائيلي في تجاهل ثوابت عربيّة غير قابلة للمساومة، في ظلّ تماهي واشنطن الكامل مع تل أبيب. تشكّل هذه المواقف نقلة جديدة في تعاطي الدول العربية، مع الاستخفاف الأميركي بالمنظومة العربية. ردّت واشنطن على التحشيد الدولي من قبل السعوديّة وفرنسا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المؤتمر المنتظَر عقده في نيويورك، في 22 أيلول، بإجراء غير مسبوق يمنع الجانب الفلسطيني من حضور الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة.

تتهيّأ دول المنطقة لاستحقاقات شهر أيلول لمناسبة انعقاد الجمعية العموميّة للأمم المتّحدة. تقصّد نتنياهو تصعيد حملته على السلطة الفلسطينية متّهماً إيّاها بالسعي إلى “محو الدولة اليهوديّة” لتحريض شرائح ولوبيات يهوديّة في أوروبا وأميركا على معارضة اعتراف حكوماتها.

الرّدود الإسرائيليّة على مؤتمر نيويورك

على الرغم من أنّ هذه الخطوة غير قابلة للتحقيق في المدى القريب، تحجز للشعب الفلسطيني التزاماً دوليّاً بحقّه في إقامة دولته… بانتظار أن تسنح الظروف. وهو الأمر الذي ينقل اليمين الإسرائيلي المتطرّف نحو مزيد من الوحشيّة في إبادة أصحاب الأرض.

لا يمكن فصل التصعيد الإسرائيلي في غزّة وسوريا ولبنان وصولاً إلى اليمن، عن ردود نتنياهو على مؤتمر حلّ الدولتين. صنّفت الأوساط الفرنسيّة استهداف دوريّة من الكتيبة الفرنسية في جنوب لبنان بأربع قنابل ردّاً على تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بالتمسّك بإعلان حلّ الدولتين. يشكّل التهيّؤ لضمّ جزء كبير من الضفّة الغربية الردّ الأكثر فعّالية برأي المتطرّفين من أمثال وزير الأمن الداخلي إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش صاحب المشروع الجديد لتوسيع الاستيطان.

الانضمام الأميركيّ لحملة نتنياهو

الجديد في الحملة الإسرائيليّة على المبادرة السعوديّة الفرنسية هو الانضمام الفاقع لإدارة دونالد ترامب إليها، على الرغم من توسّع الاعتراض حتّى داخل الحزب الجمهوري على فظاعات نتنياهو والإبادة الجماعيّة في غزّة.

بالتزامن مع مزيد من المطالبات للحكومات العربية بموقف فاعل أكثر حيال الانفلات الإسرائيلي في فلسطين وسوريا ولبنان، ذكّر نتنياهو منتصف الشهر الماضي بمشروع “إسرائيل الكبرى” الذي ظهر في ستّينيّات القرن الماضي. ويشمل ضمّ كامل أرض فلسطين التاريخية وأجزاء من دول الجوار. ويتبنّى بعض صيغه ضمّ أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، وربّما العراق وشبه الجزيرة العربية. تسبّب ذلك باستنكار فوريّ من الأردن والسعوديّة، ثمّ سائر الدول العربية متفرّقة. ولم يصدر عن واشنطن أيّ تعليق حيال تمادي نتنياهو.

تدرّج المواقف العربيّة بدءاً بالرّياض

منذئذٍ بدا أنّ هناك تدرّجاً في المواقف العربية، ولا سيّما الخليجية. فضرب الوساطة المصريّة – القطريّة لعقد صفقة وقف النار وإطلاق رهائن في غزّة، والتسامح الأميركي مع رفض تل أبيب صيغةً عرضها موفد ترامب ستيف ويتكوف، معطوفاً على مشاركة واشنطن في الحملة ضدّ اجتماع حلّ الدولتين، راكمت أسباباً للتوجّس العربي من تمادي التجاهل الأميركي للمنظومة العربيّة.

من دلائل النقلة الجديدة في الموقف الدبلوماسي العربي يمكن تسجيل الآتي:

 

– إدانة وزارة خارجية السعودية، الدولة التي يروّج نتنياهو لنيّة التطبيع معها، قبل أسبوعين، “للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسّعية التي يتبنّاها الاحتلال الإسرائيلي”. تضاف إليها البيانات المتلاحقة ضدّ التدخّلات والتوغّلات الإسرائيلية في سوريا.

زيارة بن زايد اللافتة لبن سلمان

– اعتبار دولة الإمارات العربية، الدولة التي كانت سبّاقة بالانضمام إلى اتّفاقات التطبيع مع إسرائيل في 3 أيلول، على لسان لانا نسيبة، مساعدة وزير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإماراتيّة، “الضمّ في الضفّة الغربية خطّاً أحمر من شأنه أن يقوّض بشدّة رؤية وروح اتّفاقات أبراهام، وأن ينهي السعي إلى التكامل الإقليمي”. وشدّدت على “المسار الذي ينبغي أن يكون عليه الصراع لقيام دولتين”. تزامن ذلك مع زيارة لافتة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد للسعوديّة حيث التقى وليَّ العهد الأمير محمّد بن سلمان لتنسيق الموقف.

مجلس التّعاون الخليجيّ

– علاوة على تجديد دول المجلس رفضها الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقيّ في غزّة ودعوتها الدول إلى وقف دعمها العسكري لإسرائيل، شدّد بيان مجلس التعاون الخليجي على المستوى الوزاري في الأوّل من أيلول، الذي تضمّن نبرة جديدة حيال القضيّة الفلسطينية وأزمات المنطقة، على “وضع جدول زمنيّ لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلّة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”، داعياً كلّ الدول الراغبة في السلام إلى الانضمام إلى مبادرة التحالف الدولي من أجل حلّ الدولتين. تناول البيان تفاصيل انتهاكات إسرائيل وخططها للاستيطان في منطقة E1 الذي اعتبره تصعيداً خطيراً لتقسيم الضفّة الغربية وإحباط حلّ الدولتين.

بدا أنّ البيان يستبق احتمالات اجتماع أميركي – إيراني في نيويورك، فأثار القضايا العربيّة العالقة مع طهران أو مع دول وجماعات حليفة لها، من احتلالها الجزر الثلاث التابعة لسيادة دولة الإمارات، إلى خلاف الكويت مع العراق على ملكيّة حقل الدرّة، معتبراً أنّ ملكيّته مشتركة سعوديّة كويتيّة. وإذ رحّب بقرار حكومة لبنان حصر السلاح بيد الدولة وبالتجديد لقوات “اليونيفيل”، دان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.

الجامعة العربيّة وتغيير خريطة المنطقة

– اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الخميس في ظلّ “استشعار تقويض القضيّة الفلسطينية برُمّتها، وتصفيتها بالقضاء على مشروع الدولة”، كما قال الأمين العامّ أحمد أبو الغيط. الأكثر وضوحاً ما قاله نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردنيّ أيمن الصفدي عن “مساعي إسرائيل لتغيير خريطة المنطقة وفرض الهيمنة على العالم العربي، وهو الخطر الذي يفرض إعادة تقويم لجميع أدوات العمل العربي المشترك”.

استباق التّفاوض واحتمالات الحرب

تتمظهر إشارات الحاجة العربية إلى تموضع جديد، في ظلّ تدافع الأحداث والاستحقاقات خلال أسابيع: من اجتماع نيويورك بشأن حلّ الدولتين، إلى اندفاع نتنياهو العسكري في غزّة والضفّة، مروراً بتدخّلات إسرائيل في سوريا لتكريس منطقة عازلة فيها، إلى إشكالات رفض “الحزب” وإيران الاعتراف بتحوّلات المنطقة وعنوان سحب سلاح “الحزب”، انتهاءً بمخاطر تجدّد الحرب ضدّ إيران ولبنان إذا لم يحصل خرق دبلوماسي يرجِّح التفاوض.

وليد شقير -اساس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا