لبنان يتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى كأس آسيا لكرة القدم تحت 23 سنة
إيران – إسرائيل.. الجولة الثّانية بمشاركة "الحزب"؟
لم تنتَهِ فعليّاً الحربُ بين إسرائيل وإيران. لا تزال طبولها تُقرَع ويتحضّر كلا الجانبيْن لجولةٍ ثانيةٍ قد تكونُ أكثر عُنفاً وأطول زمناً من الجولة الأولى، إلّا في حال توصّلت الجهود الدّبلوماسيّة إلى حلولٍ تنزعُ فتيل التّوتّر. لكنّ المؤشّرات حتّى هذه السّاعة لا تشي باقترابِ الحلّ، بل إنّ الأمور تتّجهُ نحوَ تصعيدٍ قد يندلعُ بأيّ لحظة بين طهران وتل أبيب.
ترصُدُ الدّول المعنيّة في الإقليم تحضيراتٍ وتجهيزاتٍ إسرائيليّةٍ وإيرانيّة لجولة ثانية. وواحدٌ من أهمّ هذه المؤشّرات كان التّقرير الأخير للوكالة الدّوليّة للطّاقة الذّريّة حولَ ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60% و90%، على الرّغم من الضّربة الأميركيّة التي استهدفَت مُنشأتَيْ “فوردو” و”نطنز” النّوويّتَيْن في حزيران الماضي، وما تلا ذلكَ من دعوة المرشِد علي خامنئي الشّعبَ الإيرانيّ.
مؤشّرات السّياسة والعسكر
أضِف إلى ذلكَ أنّ الولايات المُتّحدة وإسرائيل ترصُدان عملاً إيرانيّاً حثيثاً لإعادة بناء منظومات الدّفاع الجوّي والقُدرات الصّاروخيّة التي أُصيبَت بضربات قاسية في “جولة حُزيران”. إذ حصلَت إيران على منظومات وبطّاريّات صواريخ أرض – جوّ صينيّة الصّنع، في صفقاتٍ عقدها وزير الدّفاع الإيرانيّ عزيز نصير زاده الذي زارَ الصّين مُباشرةً بعد الحرب.
تشير التّقارير إلى أنّ وزير الدّفاع الإيرانيّ ناقشَ مع المسؤولين الصّينيّين إمكان تزويد بكّين لطهران بطائرات مُتطوّرة مُتعدّدة المهامّ من طراز “J10”. تسعى إيران إلى امتلاك هذه الطّائرات بعد تأخّر روسيا في تسليمها طائرات “Su-35”. وأظهرت الطّائرات الصّينيّة تفوّقاً لمصلحة إسلام آباد في المواجهة التي نشبَت بين الهند وباكستان قبل أشهر قليلة.
في المقابل لم تتوقّف إسرائيل عن التّحضير العسكريّ لمواجهة جديدة مع إيران. إذ رفعَت الولايات المُتّحدة في الأسابيع الأخيرة وتيرة تسليم الأسلحة والذّخائر وصواريخ الدّفاع الجوّيّ إلى تل أبيب. وكانت إسرائيل قد عانت في الأيّام الأخيرة من المواجهة مع إيران من نقصٍ في صواريخ “ثاد” المضادّة للصّواريخ البالستيّة.
لا ينفصلُ عمّا سَلَف ذكره تعزيز إسرائيل لانتشار جنودها على الحدود مع لبنان، وتكثيف دوريّات الاستطلاع الجوّيّ، خصوصاً في مناطق جنوب لبنان. ذلكَ أنّ التّرجيحات في واشنطن وتل أبيب تميل إلى أنّ “الحزبَ” في لبنان لن يكونَ بعيداً عن المُشاركة في حال تجدُّد المواجهة الإيرانيّة – الإسرائيليّة.
قد تذهبُ المؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة في إيران إلى الطّلب من الوكلاء المُشاركة في الجولة الثّانية على عكس الجولة الأولى، بخاصّة أنّ مشاركة الوكلاء مثل “الحزبِ” في لبنان ستُسهّل على إيران استهداف الدّاخل الإسرائيليّ وتشتيت القدرة العسكريّة الإسرائيليّة على أكثر من جبهة.
بحسب ما يذكر مصدر دبلوماسيّ غربيّ لـ”أساس”، تميل بعض الأصوات في إسرائيل إلى توجيه ضربةٍ سريعةٍ لـ”الحزبِ” في لبنان على غرار ضربات 23 أيلول 2024، تكون ضربةً استباقيّةً قبل الذّهاب إلى تجديد المواجهة مع إيران. يذكر المصدر نفسه أنّ لبنان تلقّى تحذيرات جدّيّة مُفادها أنّ إسرائيل عملت طوال الأشهر الماضية على تعزيز بنك أهدافها في لبنان، وباتَ لديْها ما يُقارب 1,200 هدف على مُختلف الأراضي اللبنانيّة، تعتبرها تل أبيب أهدافاً “لا بُدّ من ضربها”، خصوصاً إذا ما لمسَت مؤشّرات من “الحزبِ” إلى المشاركة في أيّ مواجهة إيرانيّة – إسرائيليّة مُقبلة.
انسداد الأفق النّوويّ
وسطَ كلّ هذه التّحضيرات، تبقى آفاق الحلول للبرنامج النّوويّ الإيرانيّ مسدودة. وفتح ثغرة الحلّ في هذا الجدار يبقى رهينة عوامل أساسيّة أبرزها:
حصول تقدّم في المباحثات الرّوسيّة – الأميركيّة حولَ أوكرانيا. إذ إنّ الملفّ النّوويّ الإيرانيّ سيكون حاضراً على طاولة البحث بين واشنطن وموسكو. لكنّ الأولويّة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين تبقى لمعالجة الملفّ الأوكراني، الذي لم يُحرِز تقدّماً ملموساً حتّى هذه السّاعة.
لا تُبدي إيران استعداداً للتّخلّي عن عنوان تخصيب اليورانيوم بشكلٍ كامل، ولا تزال مُتمسّكةً بما تُسمّيه “حقّها بتخصيب اليورانيوم على أراضيها”. وتطلبُ إيران ضمانات أميركيّة لعدم تعرّضها لضربة عسكريّة في حال عودة المفاوضات، لكنّ واشنطن لم تُقدّم هذه الضّمانات.
واشنطن لا تزال مُتمسّكة بشروطها حول تفكيك قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى شروطها بشأنِ البرنامج الصّاروخيّ وتخلّي إيران عن وكلائها الإقليميّين وفي مقدَّمهم “الحزبُ” في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيّون في اليَمن.
ضرب الجناح السياسي
على العكس من ذلك، تُحاول إيران تعزيز عمل وكلائها في إطار التّحضّر لهذه الحرب المُرتقبة، ولا ينفصلُ عن ذلكَ تصعيد ميليشيات الحوثي لضرباتها على إسرائيل، وتوجيه الأخيرة ضربات قاسية لها طالت للمرّة الأولى شخصيّات سياسيّة لوكلاء إيران. وهذا بحدّ ذاته رسالة لـ”الحزبِ” في لبنان، الذي كانَ جناحه السّياسيّ مُحيّداً من الضّربات الإسرائيليّة في العام الماضي.
بلغَ ضغطُ إسرائيل على “الحزبِ” في لبنان حدّ استهداف تجمّعٍ للجرّافات في منطقة عدلون الجنوبيّة قبل أيّام كانَ “الحزبُ” ينوي أن يُطلِق عبره عمليّةً لإزالة الرّدم في منطقة جنوب لبنان ما عدا قُرى الشّريط الحدوديّ. وهذا يدلّ على أنّ إسرائيل تُريد الضّغط على “الحزبِ” لمنعه من إعادة الإعمار واستئناف نشاطِه، حتّى لو بلغَ ذلكَ استهداف أماكن تشتبه تل أبيب باحتوائها أموالاً رصدها “الحزب” لإعادة الإعمار المذكورة. وهذا لا ينفصل عمّا قاله نتنياهو: “سنضربُ “الحزبَ” كلّما حاول رفعَ رأسه”. فالرّسالة لـ”الحزبِ” بالدّرجة الأولى، لكنّها إنذارٌ وتحضيرٌ واضحٌ لإمكان استئناف القتال بالأصالة بين إسرائيل وإيران، وليسَ فقط القتال بالوكالة.
ابراهيم ريحان - اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|