الصحافة

جنوب الليطاني على "صفيح الخماسية " الساخن!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعترف مراجع ديبلوماسية وعسكرية تواكب مهمّة اللجنة الخماسية العسكرية بعد التعيينات الجديدة في رئاستها الأميركية منها وقبلها الفرنسية، بإنّها تعمل بمعزل عن مهمّات قوات "اليونيفيل"، وأنّها لم ولن تتأثر بالملابسات التي رافقت التمديد الأخير، بغية إنهاء مهماتها نهاية العام 2026 وتفكيكها عام 2027. وعليه يُطرح السؤال، ما الذي يمكن ان تأتي به التعيينات الجديدة في الخماسية، وما هي المهمّات التي تنتظرها؟ وهل طرأ عليها أي تعديل منذ إنشائها مطلع كانون الأول الماضي؟
مضت عشرة أشهر تقريباً على ولادة الخماسية العسكرية "الميكانيزم"، ولم تقدّم بعد أي تقرير عن صلاحياتها، وما حققته في ظل مجموعة المهمّات التي أُوكلت اليها ونصّ عليها تفاهم 27 تشرين الثاني الماضي، وكلّفها الإشراف على تنفيذ الخطوات المقرّرة، ولا سيما منها مهلة الـ60 يوماً الأولى، وقد عبرت وتلتها مهل أخرى مختلفة في شكلها وتوقيتها والمضمون، من دون أن يتحقق خلالها أي من الخطوات المهمّة، ولا سيما منها تلك التي تحدثت عن الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من النقاط الخمس المحتلة، قبل أن تتوسع لتصبح 11 نقطة على الأقل.
وتعترف المراجع عينها، بأنّ اللجنة العسكرية التي انطلقت بزخم كبير، عبّرت عنه القيادة الوسطى الأميركية بتعيين رئيسها الاول الجنرال جاسبر جيفيرز بعد 6 ايام على تفاهم تشرين الثاني من العام الماضي، ومن ثم تعيين نائبه الجنرال الفرنسي غيوم بونشان. ولكنها على رغم من الإنطلاقة التي شكّلت خطوة نوعية لم تكن منتظرة بهذا الحجم، فقد دأبت السفارتان الأميركية والفرنسية على إصدار البيانات الرسمية التي تتحدث عن أعمال اللجنة وقراراتها، عقب أي من الاجتماعات التي عقدتها في الفترة الأولى، قبل أن تدخل مرحلة "الكوما" في آذار الماضي، نتيجة تعثر عدد من الخطوات التي كانت مقرّرة على مستوى جمع سلاح "حزب الله" في جنوب الليطاني، ورفض الإسرائيليين سحب قواتهم من التلال المحتلة، بعد الخطوات المتعددة التي تلت إخلاء القطاع الغربي قبل أربعة أيام على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في 10 كانون الثاني الماضي.
ولم تكن تلك الفترة مثالية – باعتراف المراقبين الذين يواكبون عمل اللجنة وشاركوا في اجتماعاتها - فقد اتهم الجنرال جيفيرز انّه لم ينجز بالحدّ الأدنى من الأعمال التي كان عليه القيام بها، في اعتباره غير متفرّغ لإدارة العملية التي تحتاج إلى جهد كبير. ذلك أنّ مهمّاته في مقر القيادة الوسطى في قطر طغت على مسؤولياته في لبنان، فعُيّن مطلع نيسان الماضي جنرال آخر من رفاقه في القيادة هو مايكل ليني، والذي قيل إنّه سيكون متفرغاً لمهمّته الجديدة ويقيم في بيروت، موزعاً نشاطه بين مقر اللجنة في الناقورة في ضيافة "اليونيفيل" ومقرّ وزارة الدفاع اللبنانية حيث مكتب التعاون الأميركي ـ اللبناني والسفارة الأميركية في عوكر. ولكن ذلك لم يشكّل دافعاً لإطلاق عمل اللجنة مجدداً، وبقيت الوعود بتنشيطها حبراً على ورق.
وفي خطوة لافتة، أُعلن قبل اسبوعين لدى زيارة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس لبنان يرافقها قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال كوبر، عن تعيين رئيس جديد للجنة. وفيما لم يُعلن عن اسمه قبل أن يلتحق في الساعات القليلة الماضية بمقر عمله إلى جانب سلفه الجنرال ليني. وفي أول نشاط له، شارك أمس في الجولة الميدانية لأعضاء اللجنة العسكرية في منطقة جنوب الليطاني، باستثناء عضوها الإسرائيلي، وبرفقة وفد عسكري من السفارة الأميركية في بيروت لم يعلن عن مستواه، وممثلين عن "اليونيفيل" والجيش اللبناني، لاستكشاف المنطقة التي شكّلت بموجب التفاهمات الأخيرة المنطقة الاولى التي يتمّ فيها تفكيك مراكز "حزب الله" وجمع أسلحته المختلفة من أنفاقها ومراكزها، ووضعها في تصرف الجيش اللبناني، وإتلاف ما لا يمكن ان يستخدمه الجيش من اسلحة لا تتناسب وطبيعة أسلحته، نظراً لأنّ مصدرها إيران او تمّ تجميعها في مصانع الحزب المحلية او هي من صنع كوري او روسي، إن وجد بعض الصواريخ من هذا النوع.
عند هذه الجولة الجديدة التي لم يعلن الجانبان الأميركي والفرنسي المعنيان بأعمال اللجنة عن تفاصيلها رسمياً حتى عصر أمس، توقفت مراجع أمنية وعسكرية معنية أمام الهدف منها، فقالت إنّ هذه الجولة تحتمل أكثر من تفسير، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- سبق للجنة العسكرية أن قرّرت في اجتماعها الأخير بمشاركة اورتاغوس، أن يُجري الجيش اللبناني مسحاً شاملاً لمنطقة جنوب الليطاني، بغية التثبت من حجم الأعمال المنجزة لإنهاء الوجود المسلح وتدمير وتفريغ مراكز الحزب غير المصرّح عنها ومصادرة كل الأسلحة الموجودة فيها، بعدما تعدّدت أعمال الدهم الاخيرة التي نفّذتها قوات الجيش و"اليونيفيل" واكتشاف عدد من المراكز والأنفاق التي كانت مليئة بالأسلحة.
ـ يبدو للمراقبين أنّ الجيش اللبناني يحتاج إلى وقت إضافي، يتجاوز المهلة التي كانت مقدّرة لإخلاء منطقة جنوب الليطاني، وهو أمر توافقه عليه قيادة "اليونيفيل" التي تواصل أعمال الدورية واستكشاف المنطقة، بعدما كشفت عن مراكز جديدة عمدت إسرائيل إلى استهداف بعضها في مناطق عدة، كان الإعتقاد قد ساد انّها أُخليت من المظاهر المسلحة، بغارات جوية مكثفة في أكثر من منطقة وتسببت بأضرار كبيرة في مناطق سكنية لقربها منها.
ولهذه الأسباب وخلافها مما يُعتقد انّها تترجم بالقرارات السياسية والديبلوماسية، أنهت اللجنة جولتها برفقة رئيسها الجديد الذي تعرّف على المنطقة كاملة، فيما سلفه سيغادر بيروت في الساعات المقبلة، تاركاً المهمّة له، وستواصل اللجنة المهمّات التي بدأت تنفيذها ولم تكتمل بعد. فإلى مهمّتها في جمع الأسلحة ومتابعة الخروقات الإسرائيلية لتطويق ذيولها، ومعالجة المخالفات الاخرى إن وُجدت، لا يمكنها أن تبقى مكتوفة أمام بقاء الأسلحة غير الشرعية، منعاً لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وربما تصعيدها. فالمهمّات التي تنتظرها أكبر من السابقة. وإنّ قرار مجلس الأمن بالتمديد الأخير لقوات "اليونيفيل" فرض عليها مهمّة جديدة في "منطقة ساخنة" تبدأ مع نهاية ولاية "اليونيفيل" الحالية أواخر 2027.
وعليه، طُرح السؤال عمّا ستقوم به اللجنة في هذه الفترة، لتجيب المصادر المعنية أنّها ستعزز كل أشكال المراقبة المشدّدة، وربما وضعت أسلحة مراقبة متطورة في تصرفها يمكن أن تقدّم لها المعلومات التي تثبت إخلاء المناطق المحددة من الأسلحة غير الشرعية. ولذلك ستمتد مهماتها إلى مناطق البقاع في وقت قريب، كما إلى المنطقة بين نهري الأولي والليطاني متى بدأ البحث عن السلاح فيها، علماً انّ الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق مختلفة، حُدّدت ضمن مهماتها ايضاً منذ اللحظة الاولى لتشكيلها.

الجمهورية - جورج شاهين
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا