بالصور والفيديو - غارات إسرائيلية تستهدف السلسلة الشرقية في البقاع
"الثنائي" يفرض في زمن الانكسار ما عجز عنه في عز الانتصار؟
ينتظر الجميع ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات. وكان كلام الموفد الأميركي توم برّاك عالي السقف، إذ وضع الدولة اللبنانية في وضعية لا تحسد عليها. ويحصل كل ذلك وسط تراكم الملفات الداخلية التي تحتاج إلى حلول.
لا يمكن التكهّن بما ستحمله الأيام المقبلة. أميركا تواصل ضغطها. الدولة اللبنانية لا تقدم على فعل شيء مهم، والطابة في ملعب إسرائيل، التي تتحرّك في أي لحظة بعدما أعطى برّاك مؤشرًا سيئًا.
انتخِب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وسُميّ نواف سلام رئيسًا للحكومة وتألّفت حكومة ذات أغلبية سياديّة، لكن المواطن والمراقبون وبعض الدول يشعرون بأن الدولة العميقة ما زالت تحت سيطرة «حزب الله» وحركة «أمل» ومحور «الممانعة».
يحاول رئيس مجلس النواب نبيه برّي الإيحاء بأنه ملك اللعبة الداخلية. فتأليف الحكومة والتعيينات الإدارية، أكبر دليل على امتلاكه بتكليف من «حزب الله» عناصر القوة. رغم كل الهزيمة التي أصابت «الحزب» وسقوط نظام الأسد وتراجع محور «الممانعة»، استأثر بالحصة الوزارية الشيعية وأكمل على التعيينات الإدارية، إذ لا تزال تلك التعيينات تقف عند حاجز عين التينة، فإذا لم يوافق برّي لا يمكنها أن تسير مهما كان الشيعي المطروح إلى المنصب كفوءًا ويملك مؤهلات.
قد تكون سياسة العطف على «الثنائي الشيعي» ومسايرته، هي التي أوصلت إلى هذا الأمر، في حين أن البعض من أركان الدولة والسلطة مقتنع ولا يزال يساير ويخاف من «حزب» انكسر وانهزم عسكريًّا وكل ما يفعله عنتريات لا توصل إلى أي مكان.
وتأتي مسألة قانون الانتخاب وحقّ المغتربين في التصويت للـ 128 نائبًا لتكشف مدى قوة برّي و«حزب الله». جرت انتخابات 2018 و2022 وسُمِحَ للمغترب بالتصويت كل في دائرته، عندها كان «حزب الله» في عزّ قوته، ويحتلّ سوريا ويقاتل في العراق واليمن ويهدّد أمن الخليج، وكان قوّة إقليمية، ولم يستطع «الثنائي الشيعي» في ذلك الحين منع المغتربين من التصويت.
تبدّلت كل الأمور المحليّة والإقليمية والدولية. الرئيس دونالد ترامب عاد إلى البيت الأبيض. «حزب الله» تلقى ضربات موجعة توّجت باغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله ومعظم قياداته. سقطت سوريا الأسد وتحرّرت من سيطرة طهران، كل ذلك يحصل وبرّي و«الحزب» لا يزالان يظهران كأنهما الأقوى على الساحة ويستطيعان فرض ما يريدان.
ويعتبر هذا الأمر تحدّيًا كبيرًا للقوى السيادية والحكومة. فإذا نجح «الثنائي الشيعي» في فرض رأيه ومنع الاغتراب من الانتخاب، يكون برّي قدّ سجّل هدفًا في مرمى هذه القوى التي قالت إنها انتصرت، ربما ربحت في الاستراتيجيا لكنها خسرت في التكتيك والتفاصيل.
ويظهر هذا الأمر مدى تغلغل قوى «الممانعة» وسيطرتها على مفاصل الدولة والبرلمان، فإذا فقد «حزب الله» معظم قوته العسكرية والحلفاء وبقي بهذا الحجم من التأثير، فهذا يعني أن الداخل يحتاج إلى نفضة كبيرة لا بدّ منها، وهذا يعني أيضًا أن سيناريو 2006 قدّ يتكرّر إنما بشكل آخر.
والجميع يتذكّر أنه بعد تحرير لبنان 2005 من جيش الأسد، بقي «حزب الله» و«أمل» لوحدهما، وربحت المعارضة الأغلبية النيابية وكان النظام السوري مطوّقًا، و«الحزب» يبحث عن طوق نجاة، فسايرته «قوى 14 آذار» وضمته إلى حكومتها. راهن «الحزب» حينها على عامل الوقت ونجح وقلب المشهد الداخلي رأسًا على عقب وانتقلت «قوى 14 آذار» من مرحلة الهجوم إلى الدفاع.
قد لا يؤثّر عدم انتخاب المغتربين كثيرًا في نتائج الانتخابات النيابية المقبلة إن حصلت، لكنه في المقابل يعطي مؤشرًا سياسيًا سيّئًا جدًا، إذ يقول للمغترب إن من يسيطر على مفاصل الحكم هو «الثنائي الشيعي» وعندها يفقد الثقة بالحكم الجديد والبلد، ومن جهة ثانية يسجّل «الثنائي» انتصارًا على القوى السيادية ليؤكد لجمهوره والمجتمع الدولي أن شيئًا لم يتغير، وما كان يستطيع تحقيقه في زمن الانتصار يحققه في زمن الانكسار، وكل الضغوط لن توصل إلى مكان، لينسحب هذا الأمر على ملف السلاح وهناك الكارثة الكبرى.
آلان سركيس-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|