ترامب لا يقبل بتقسيم سوريا والسيسي يخاطب شعب إسرائيل... ماذا بعد ذلك؟
في خطوة نادرة جداً، وبُعَيْد توقيع وثيقة بشأن اتفاق غزة لإنهاء الحرب، ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة، تحدث خلالها عن أمور كثيرة، وتوجّه في نهايتها تقريباً بنداء الى شعب إسرائيل، قائلاً:"فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي". وأضاف:"دعونا نتطلّع سويّاً لمستقبل أفضل لأبناء بلادنا معاً، مدّوا أيديكم لنتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة".
ولا حتى من أجل السياحة...
فهذا الجزء تحديداً من كلمة السيسي قد يحمل معاني كلمته كلّها، التي أكد فيها (الرئيس المصري) أن بلاده ستعمل مع الولايات المتحدة الأميركية وكافة الشركاء خلال الأيام القادمة على وضع الأُسُس المشتركة للمضي قُدُماً في إعادة إعمار قطاع غزة، واستضافة مؤتمر للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية.
فقد اعتاد الشرق الأوسط والعالم على أن السلام المصري مع إسرائيل، و(السلام) الأردني مع تل أبيب، نجحا في صياغة حالة من الهدوء على الحدود، ومن التعاون الاستخباراتي والتنسيق السياسي، ومن بعض أنواع العلاقات الاقتصادية والتجارية، وذلك من دون أن يتطور الى سلام شعوب، لدرجة أنه لا يمكن لمصري أو لأردني أن يفكّرا بالسفر الى إسرائيل في شكل متكرّر، ومن أجل السياحة مثلاً.
رفض تامّ
وحتى إن الأمور تتجاوز ذلك، لتصل الى واقع أن نسبة لا بأس بها من الشعبَيْن المصري والأردني ترفض أي شكل من أشكال التلاقي مع الإسرائيليين، رغم تبادل السفراء، وإقامة علاقات ديبلوماسية رسمية بين إسرائيل من جهة، ومصر والأردن، من جهة أخرى، و(رغم) رؤية مسؤولين مصريين وأردنيين يزورون تل أبيب أحياناً، أو يلتقون ويتّصلون بمسؤولين إسرائيليين، ويصافحونهم، في مناسبات عدة، وخلال ظروف معيّنة.
مرحلة جديدة؟
فهل يشكل نداء السيسي لشعب إسرائيل إشارة الى افتتاح مرحلة جديدة تعمل بعض الدول العربية الآن عليها؟ مرحلة قد تتحوّل اتفاقيات التطبيع خلالها الى تلاقٍ بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة، وبين شعب إسرائيل من جهة أخرى؟ وهل يمكن لذلك أن يحصل بالفعل؟
التقسيم والسلام...
أوضح مصدر خبير في الشؤون الخارجية أن "سرّ عدم قبول (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بتقسيم سوريا أو غيرها من دول المنطقة، هو أن التقسيم يجعل السلام بعيد المنال. فالحفاظ على الكيانات الوطنية الحالية، وخلق السلام الفعلي في ما بينها، هو الهدف الأساسي لدى ترامب بعد بَدْء مسار اتفاقيات أبراهام خلال ولايته الأولى، وإطلاق ولايته الثانية بالعمل على إنهاء حرب غزة، وعلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط بشكل مُستدام وثابت".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بعد الخطوات التي قامت بها الإمارات، والنوايا التي أظهرتها السعودية، يظهر شبه تطبيع في العلاقات الاجتماعية والشعبية بين الإماراتيين والزوّار الإسرائيليين. وهذا مُختَلِف عن حقبة مرحلة ما بعد التوقيع على اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن".
وختم:"يبدو أن هذا هو هدف المرحلة القادمة. فالسيسي توجّه بنداء الى الشعب الإسرائيلي من أجل تطبيع العلاقات الشعبية والبشرية بين بلدان الشرق الأوسط عموماً. وهذا يعني أنه من الممكن إحراز انتقال في المرحلة اللاحقة، من سلام الاستخبارات والأمن والتجارة، الى آخر يجعل العالم يتفرّج على مصريين وأردنيين مثلاً يسافرون الى إسرائيل، وذلك تماماً كما يزور الإسرائيليون الإمارات. فهذا هو نموذج التطبيع الجديد الذي أتى به المسار الإبراهيمي، والذي يختلف عن نماذج السلام المصري والأردني مع تل أبيب خلال العقود الماضية".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|