محليات

البحث عن لبنان لا يمرّ بالسلطات نفسها ولا بأخرى صالِحَة ليست موجودة تحت السماء...!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إشارات سوداوية كثيرة، ومُقلِقَة بدرجات مرتفعة جداً، تؤكد أن لبنان لا يسير في الطريق القويم، أي طريق تكبير حجم اقتصاده وزيادة موارده من خارج النظر الى الداخل، وتحديداً الى جيوب أبناء شعبه.

علامة سيّئة
ففي العادة، تتسابق الدول "الفعّالة" لتأمين موارد إضافية، ولتكبير حجم اقتصاداتها من أجل شعبها، وليس من خلال نهشه. ولتسهيل ذلك، قد تسرّع تلك الدول في إقرار بعض التشريعات والإصلاحات، أو في تحسين ظروف وشروط وبيئة العمل لديها بوسائل مختلفة، وصولاً الى حدّ انخراطها في صراعات وحروب ربما، بحثاً عن موارد وحصص إضافية.
طبعاً، نحن لا نطالب الدولة اللبنانية بالانخراط في مشاكل وحروب، وهو ما شبع منه لبنان على مدى عقود وسنوات، وأدى الى زيادة نِسَب الفقر والمشاكل الاجتماعية فيه. ولكن ما نطلبه من دولتنا هو التوقّف عن اعتماد وسائل غير سليمة لتمويل نفسها، وعلى رأسها البحث بكيفية زيادة الضرائب، و"ابتداع" كل الوسائل لتحقيق ذلك.
فهذه علامة سيّئة جداً للدولة، تُفيد بأنها لن تتمكن من التقدّم، أو من إحراز أي تحسُّن جوهري وبنيوي.

ليست جدية
فلو كانت السلطات اللبنانية جدية بالمبدأ ومن حيث النيّة بعيدة المدى في العمل على حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده، ولو كانت جدية فعلاً بالسّعي الى بسط سلطتها وحدها على كامل الأراضي اللبنانية، ولتوحيد القرار السياسي والاقتصادي والأمني، لكنّا بدأنا نرى منذ أشهر على الأقلّ، بعض الإشارات التي تُفيد بأن لبنان قد يُصبح وجهة لشركات أو مصانع أجنبية جديدة يتمّ تأسيسها فيه ربما، أو (وجهة) لشركات ومصانع أجنبية موجودة، وترغب بافتتاح فروع أخرى لها مثلاً، على أرض لبنان.
ولو كانت السلطات اللبنانية جدية بالعمل على الإصلاحات، لكنّا بدأنا نرى منذ أشهر على الأقلّ أيضاً، بعض الإشارات حول إعادة هيكلة القطاع العام والمؤسسات والإدارات العامة، بما يمكنه توفير مبالغ لا بأس بها للقيام بالكثير من الأمور على المستوى الداخلي، وذلك بدلاً من توفير الموارد اللازمة لها من خلال مدّ اليد الى جيوب الناس بضرائب إضافية.

المشكلة الأكبر
وانطلاقاً مما سبق، تُظهر أدلّة صغيرة وبسيطة أن الدولة اللبنانية لا تتقدّم، لا بالعمل، ولا بالنيّة والرغبة والإرادة، وهنا المشكلة الأكبر.
وأمام هذا الواقع، أي دولة لبنانية هي تلك التي يمكننا أن نحلم بها الآن؟ والى متى ستستمرّ أحلامنا بلبنان جديد، في عالم بات أكثر استيقاظاً من السابق، ولا يرغب بالنائمين الحالمين بوطن الـ 10452 كيلومتراً مربّعاً، بعدما فقد كل مميّزاته القديمة؟ ومتى يصحو العالم، لا الداخل اللبناني فقط، الى أن البحث عن لبنان لا يمرّ بالسلطات اللبنانية نفسها، فيما لا وجود لأخرى بديلة صالِحَة تحت سماء لبنان...!

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا