الصحافة

اتفاق بكين وحسابات قوى الداخل اللبناني بين الربح والخسارة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فيما اتفاق بكين ١٠ آذار، وضع الرئيس السوري بشار الأسد في حالة تأهب دفعت به الى زيارة موسكو، حاملا توجساته من تأثيرات الاتفاق الايراني - السعودي عكسيا على دمشق، وضع اتفاق ١٠ آذار قوى ٨ آذار وقوى ما كان يُعرف بـ ١٤ آذار، في لبنان، في حالة تهيُّب، فحملوا "آلاتهم الحاسبة" لعناصر قوتهم من جهة، ومن جهة ثانية "آلياتهم الحسابية" لتقديراتهم على المسار الانتخابي الرئاسي، وبدأ كلٌّ من الفريقين يتمظهر بأن "اللحاف" من جهته هو وليس من جهة الآخر.
فقوى ١٤ آذار او من ينضوي تحت مفاهيم ١٤ آذار، تعتبر: أن مجرد إدراج بند احترام سيادة الدول، وبند حسن الجوار وبما يتلخص بعدم التدخل في شؤون الدول، أي دولة في اتفاق بكين السعودي الايراني، هذا الأمر يعني لقوى ١٤ آذار، أن المملكة العربية السعودية، حصّلت مكسباً انتزعته من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأمنت حقن الأضرار في اليمن - الحديقة الخلفية للمملكة، وضمنت جوارها من باب الأمن والطمأنينة وحسن الجوار المفترض... وهذا يعني لتلك القوى اللبنانية استطرادا أن حزب الله في لبنان وغير لبنان، سيعلّق، ما يسمى نشاطاته المساندة من ايران، والداعمة للقوى المناهضة للسعودية والبحرين والحكومة اليمنية المعترف بها غربيا، كما سيوقف تدريجيا أي نشاط وأي سياسة تخرق بالعمق مفاهيم وركائز واسس الدولة اللبنانية... وتلك القوى ترى أكثر من ذلك، أن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية الذي تصفه، بمرشح الممانعة وحزب الله، بدأت تتراجع حظوظه قياسيا، وأن أي شخصية تراها ١٤ اذار، سيادية، ترتفع حظوظها، وستتقدم في شوط السباق نحو كرسي الرئاسة انطلاقا من الأجواء المريحة للسعودية وللمنطقة ككل، وتباعا بعدما تم توقيع الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية، لعودة العلاقات بين البلدين.

في المقابل، قوى ٨ آذار ترى، أن بمجرد إرساء ظروف مريحة، أو جو من الارتياح الاقليمي وبعض المحلي، غداة اتفاق بكين، فإن ذلك يعني على المسار الرئاسي، ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هو الأكثر تقدما نحو قصر بعبدا، وللأسباب الآتية (من وجهة نظرها):
إن سليمان فرنجية، كان في الـ ٢٠١٥ / ٢٠١٦ مدعوما للرئاسة من الرئيس سعد الحريري، ومن وليد بك جنبلاط، ومن بعض شخصيات ١٤ آذار المناهضة لقوى ٨ آذار ولحزب الله الذين كان مرشحهم أو من يدعمون آنذاك: كان العماد ميشال عون وليس فرنجية. فكيف كان رئيس المردة آنذاك مقبولا من عدد من قوى وازنة في ١٤ اذار، فيما هؤلاء اليوم يحصرونه بـ الممانعة؟
- قوى ٨ اذار تشير في اسباب وجهة نظرها ايضا، الى ان فرنجية من على باب الصرح البطريركي قبل شهر من الآن، أعلن أنه يستطيع أن يأخذ من سوريا للبنان ما لا يستطيعه أي مرشح آخر، ويستطيع ان يأخذ من حزب الله ما لا يستطيعه أي مرشح رئاسي، وأعلن وشدد أنه يسعى ليكون مرشحا توافقيا فعليا، وبالتالي فإن وجهة نظر ٨ آذار، تقول بأن الجو التوافقي لاتفاق بكين، بين ايران والسعودية، يتوازى مع الجو الذي تحرك ويتحرك به فرنجية بثقة وصدقية. ولم تغفل هذه الأوساط التذكير بأنه قبل انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، كان الصرح البطريركي في بكركي، قد بارك مسيحيا ومارونيا ووطنيا الأسماء الأربعة آنذاك لرئاسة الجمهورية: ميشال عون، سمير جعجع، أمين الجميل، وسليمان فرنجية (مارونيا) وزادت ان فرنجية يحظى بمروحة تأييدية اسلامية واسعة.

هناك اسباب أخرى سردتها، وهي أن اللقاء الباريسي الخماسي، الذي كان فيه لفرنسا ولقطر، هامش من الحراك التفاوضي، في شكل أنه في حال حصلت نتائج ملموسة فإن فرنسا لها لسان حال مع حزب الله، كما يمكن لقطر ان يكون لها لسان حال مع ايران، فبعد التفاهم الايراني-السعودي، انضمت السعودية الى هذا الهامش، وبطبيعة الحال فإن مصر لن تكون إلا داعمة لأي جو تسهيلي. ويبقى الفريق الخامس، أو بالأحرى الأول، في هذا اللقاء الخماسي، وهو الولايات المتحدة الأميركية التي ستوفد مساعدة وزيرة الخارجية باربارا ليف الى لبنان قبيل نهاية هذا الشهر. وهنا تلفت اوساط سياسية الى براغماتية المواقف الأميركية في محطات ومحطات عدة غنية عن السرد. كما لفتت في الوقت نفسه الى اهمية اللقاء الفرنسي - السعودي في باريس مساء أمس (عندما كنا ننهي كتابة هذا المقال).
لكن القاسم المشترك في نظرة المحورين، هو ان كلا منهما، يعتبر ان الليونة السعودية المفترضة (بعد اتفاق بكين) ستكون من مصلحة مرشحه.
أما بالنسبة الى فرنسا، فإن "صقور ١٤ آذار" ترى أن موقف الرئيس ايمانويل ماكرون وإن كان يؤيد فرنجية وضمن فكرة رئاسة الجمهورية لرئيس المردة ورئاسة الحكومة القريب من 1٤ آذار، ترى هذا الموقف الماكروني، يمكن ألا يكون ثابتا في ظرفٍ- ما... في حين تقول اوساط قريبة من مكون الثنائي، ان الرئيس ماكرون، أجرى اتصالا منذ ثلاثة ايام بالرئيس نبيه بري، وأن جو المحادثة كان ايجابيا.
وفي خضم هذه المعطيات، لا بد من الحديث عن حركة رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط الذي زار الكويت حيث لمس كل دعم من القيادة الكويتية للبنان دولة وشعبا، ولأي تسوية لبنانية تحصل من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة والنهوض بلبنان. فبالنسبة الى مبادرة جنبلاط ، أكد الحزب التقدمي الاشتراكي انها مستمرة وبزخمها، ولا يزال وليد بك حتى الآن، عند طرحه للرئاسة أسماء:

قائد الجيش العماد جوزاف عون، الدكتور صلاح حنين، الوزير السابق الدكتور جهاد ازعور، الدكتور شبلي الملاط، مي ريحاني، وزلفا شمعون.. وللبحث صلة ولا شيء جامدا في المشاورات.
في أي حال، ما بعد ١٠ آذار ٢0٢٣ تاريخ توقيع الاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين، لن يكون كما قبله في المنطقة، والثابت الوحيد او الأكيد، بالنسبة الى لبنان، هو، وجوب تلقف هذه الأجواء، بأقل فترة زمنية، وعدم انتظار حدث سلبي او دموي، كي ينفتح الأفرقاء اللبنانيون على التلاقي والحوار فيما بينهم أو على التفتيش عن أي طريقة للوصول أولا الى انتخاب رئيس للجمهورية، على ان ملء سدة الرئاسة هو أول مفتاح للدخول في مسارات الحلول، في وقت يرزح غالبية اللبنانيين تحت معاناة معيشية مذلة، ودولار بـ ١١٠ آلاف ليرة لبنانية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا