لبنان يخسر مزارع شبعا؟
ابراهيم حيدر - النهار
توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، في المنطقة العازلة بين الجولان المحتل والمناطق السورية المحررة ودخلت إلى كل القرى والبلدات في القنيطرة، متوغلة إلى مساحات جديدة.
توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، في المنطقة العازلة بين الجولان المحتل والمناطق السورية المحررة ودخلت إلى كل القرى والبلدات في القنيطرة، متوغلة إلى مساحات جديدة. باتت إسرائيل تسيطر على سفوح جبل الشيخ الجنوبية الشرقية وقرى ريف دمشق المشرفة على الحدود بين سوريا ولبنان، وهي بذلك تجاوزت مزارع شبعا المحتلة إلى مساحة تقدر بنحو 280 كيلومتراً مربعاً، تتحكم بمدينة دمشق وحدود لبنان وصولاً إلى المثلث الحدودي السوري- الأردني- الفلسطيني قرب نهر اليرموك.
جاء التوغل الإسرائيلي بعد حربه على لبنان التي توقفت في 27 تشرين الثاني الماضي بإعلان وقف النار، حيث كانت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ساحة اشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل، وهي التي تشرف عليها مع المنطقة العازلة قوة "الإندوف" لمراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة، وفقاً لاتفاق فصل القوات في أيار 1974. وباحتلال أعلى نقطة في جبل الشيخ بات بإمكان الجيش الإسرائيلي الكشف على داخل دمشق وريفها، إلى جانب قدرته على المراقبة الدقيقة لكل مناطق جنوب لبنان والبقاع، وهو أمر سيمكّن إسرائيل من فرض شروط خلال أي مفاوضات مستقبلية بفعل اختلال موازين القوى، وسيطرح تساؤلات عن مصير مزارع شبعا اللبنانية التي باتت ضمن مناطق الجولان المحتلة وتندرج ضمن القرار 242 والتي اعترف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها خلال ولايته السابقة.
"حزب الله" بدأ معركة إسناد غزة باطلاق صواريخ في 8 تشرين الأول 2023 على المزارع وتلال كفرشوبا، لكنه المعركة تحولت الى الحدود من الناقورة الى الخيام في القطاع الشرقي ولم تحدث مواجهات مباشرة خلال الحرب الإسرائيلية في المزارع باستثناء صواريخ أطلقها الحزب على قواعد عسكرية في الجولان فيما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مناطق كفرشوبا والعرقوب، علماً أن إسرائيل تعتبر مزارع شبعا ضمن نطاق الجولان، ولم يشملها الخط الأزرق الذي وضع بعد التحرير عام 2000. ولذا هناك خطر حقيقي من أن يخسر لبنان مزارع شبعا في ظل التوغل الإسرائيلي الجديد واقتطاعه الجولان مع المزارع التي لم يحرك لبنان ساكناً لاستعادتها أو على الأقل إثبات لبنانيتها حتى مع نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وقبله والده حافظ الأسد.
ينبغي التذكير أيضاً أن مزارع شبعا كانت حتى 25 أيار 2000، غائبة عن قاموس المقاومة، فالتركيز كان منصباً على الشريط الحدودي المحتل في 1982، إذ كان القرار الدولي 425 يلحظ حدود الخط الممتد من الناقورة وصولاً الى تلال كفرشوبا بمساحة تقارب الألف كيلومتر مربع. وهي استخدت كورقة للتوظيف في مراحل عديدة ، فيما حُسم إدراجها تحت القرار 242 من دون بروز اي موقف لبناني يسمح بإبقاء منطقة المزارع في الخريطة اللبنانية، اذ كانت هناك خشية من أن تضع أي مطالبة بذلك لبنان أمام متطلبات الصراع العربي – الإسرائيلي وانعكاساته. وما يضاعف الخطر أن لبنان لا يملك خرائط تثبت لبنانية المزارع بعدما سلم الأمر للنظام السوري السابق. وها نحن اليوم نخسر المزيد بفعل رهانات خاطئة وأوهام وحسابات تتجاوز لبنان؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|