الصحافة

بقاء الاحتلال في الجنوب يعني المقاومة و "التوسّع"؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مضى 18 شباط، ولم تنسحب "إسرائيل" من كامل القرى الحدودية التي دخلت اليها أخيراً، بل بقيت في خمس نقاط هي عبارة عن تلال كاشفة تُطلّ على مستوطناتها الشمالية. وحاولت الإيحاء بخلق منطقة عازلة على الحدود داخل الأراضي اللبنانية،  لطمأنة مستوطني الشمال وحثّهم على العودة، التي لا يزال 70 % منهم يرفضها رغم كلّ التطمينات والمغريات المادية. في حين يُمثّل بقاء قوّاتها في عدد من المواقع الحدودية أمر آخر لا علاقة له، على ما ادّعت، لا بخشيتها من قيام حزب الله بأي نشاط جنوب الليطاني، ولا بحماية أمن مستوطني الشمال، بل له أهداف أخرى.

فبقاء "إسرائيل" داخل الأراضي اللبنانية في انتهاك لما جرى التوافق عليه من تمديد مهلة الانسحاب في اتفاق وقف إطلاق النار الى 18 شباط، وفي خرق ما ينصّ عليه القرار 1701، يهدف الى أمور عديدة، على ما تفلت مصادر سياسية مواكبة، لها علاقة بالمرحلة المقبلة، أبرزها:

1- استخدام هذه المواقع الخمس استراتيجياً، كمراكز للإنذار المُبكر في حال قرّرت الولايات المتحدة الأميركية ضرب المنشآت النووية الإيرانية، على ما تقول ، ولم يتم التوصّل الى اتفاق نووي جديد بينها وبين إيران.

2- التمهيد لتوسيع دولة "إسرائيل" الكبرى التي تحلم بها، وينوي رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إقامتها، بدفع وغطاء من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حساب لبنان والدول المجاورة، من خلال تمركزها في هذه النقاط، وخصوصاً أنّه لم يتمّ تحديد أي موعد جديد لتنفيذ الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، خلافاً لما ينصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، لا في 28 شباط الجاري، ولا في آذار المقبل أو ما بعده، بل جرى الحديث عن البقاء لفترة طويلة فيها.

وقد أفادت المعلومات أخيراً عن أنّ 20 "يهودياً" متديّناً قد اخترقوا الخط الأزرق ودخلوا الى الأراضي اللبنانية، وتحديداً الى بلدة حولا حيث قبر "الحاخام" آشي، على ما يدّعون، ويسعون الى ترميم هذا القبر ليُصبح محجّة لهم. كما أنّهم سيعودون اليه في زيارة دينية خاصّة، بالتنسيق مع الجيش في 7 آذار المقبل للاحتفال بعيد ميلاد "الحاخام" المذكور. الأمر الذي يُثير الريبة حول وجود قبر هذا الأخير داخل الأراضي اللبنانية، ويُظهر نيّة اليهود بالسيطرة على موقع القبر الواقع جنوب لبنان، أي طمعهم بالاستيلاء على أجزاء من الأراضي اللبنانية، تحت عنوان ديني هذه المرّة. وقد لا يتوانون عن إيجاد ذرائع إضافية أخرى في الفترة المقبلة.

3- إلغاء الخط الأزرق الحالي وجعل لبنان والمجتمع الدولي ينسيانه، من خلال رسم خط حدودي جديد من خلال الربط بين النقاط الخمس، التي لا يزال العدو متمركزاً فيها وينوي توسيع عددها الى 7 نقاط، كما تعزيزها بعديد أكبر، من خلال استقدام 150 جندياً الى كلّ منها. علماً بأنّ الخط الأزرق ليس خط الحدود الدولية، إنّما هو خط انسحاب القوّات "الإسرائيلية" من جنوب لبنان في العام 2000. وقد طالب لبنان في بيانه الرئاسي الذي جاء بعد إعلان "إسرائيل" عن بقائها في خمس نقاط حدودية "مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لإلزام "إسرائيل" بالإنسحاب الفوري حتى الحدود الدولية"، أي الى ما جرى الاتفاق عليه في اتفاقية الهدنة في العام 1949.

4- اختارت "إسرائيل" مواقع بعيدة عن التجمّعات السكنية تلافياً لحصول أي تماس أو مواجهة مع السكّان الجنوبيين. لهذا قرّرت الانسحاب من القرى الحدودية، وقد نفّذت أخيراً انسحابها من 9 قرى حدودية وبقيت عند أطراف بعض منها، وقام الجيش اللبناني بالانتشار في 11 بلدة. وتشير المعلومات الى أنّ جنودها سيبقون مقابل 24 بلدة حدودية، تحسبّاً من حصول أي ردّة فعل من قبل حزب الله.

وحزب الله المنشغل حالياً في مراسم تشييع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وخلفه الأمين العام هاشم صفي الدين يوم الأحد المقبل في 23 شباط الجاري، على ما أكّدت المصادر، سيلتزم الصمت بهدف تمرير التشييع على خير، ولكن سيكون له كلام آخر بعد هذا التاريخ. فالأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال في خطابه الأخير، إنّ "بقاء الاحتلال في أي نقطة يعني مقاومة". وهذا الأمر يمكن تفسيره على أنّ الحزب لن يسكت عن هذا الاحتلال بل سيعود الى المواجهات العسكرية، ولن يُلام عندئذ لأنّ من حقّه تحرير أرضه المحتلّة من قبل العدو. فالمادة الخامسة من ميثاق الأمم المتحدة تنصّ على أنّه "يحقّ لأي بلد تحرير أرضه المحتلّة". وهذا الأمر ورد في البيان الوزاري، الذي على أساسه ستنال حكومة الرئيس نوّاف سلام الثقة في مجلس النوّاب، لجهة "التزام الحكومة وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقرّة في الطائف، باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال "الإسرائيلي"، ولجهة التأكيد أيضاً على "حقّ لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء".

كما أنّ "إسرائيل" قد تكون تهدف في المقابل، وفق المصادر المطّلعة، الى استفزاز الحزب للعودة الى الحرب، سيما أنّ وجودها على الأراضي اللبنانية يُكرّس قواعد اللعبة الجديدة في المنطقة. ف "إسرائيل" تقوم بالعمليات العسكرية في الداخل والعمق اللبناني، وكان آخرها عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمد شاهين في سيارته في صيدا، بحجّة أنّها أعطيت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، ومن دون أي رادع لها من قبل لجنة المراقبة التي ترى أنّ الخروقات "منصوص عليها في الاتفاق الجانبي بين "إسرائيل" وأميركا، الذي أعطاها "حرية الحركة والتنقّل في لبنان". في حين أنّ المجتمع الدولي لا يمكنه إرغام "إسرائيل" على أي شيء، ما دام بإمكان حليفتها أن ترفع "الفيتو" في وجه أي قرار، يمكن أن يدينها في مجلس الأمن. الأمر الذي من شأنه تعزيز المقاومة الشعبية ضدّ بقاء قوّاتها على الأراضي اللبنانية من دون أي وجه حقّ، بدلاً من تنفيذ انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، وفق ما تنصّ عليه القرارات الدولية ذات الصلة.

دوللي بشعلاني-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا