العديسة... "أميرة قرى الحدود" لم يبق لها أثر
غيّرت الحرب معالم بلدة العديسة الحدودية، لم يبقَ منها أيّ أثر، دمّرتها الغارات ومدفعية الجيش الإسرائيلي ولم تشهد البلدة دماراً مماثلاً في السابق، حتى في خلال الحرب العالمية الثانية لم تصب بهذا الدمار، بحسب تعبير ابن البلدة عارف رمّال الذي حاول تفقّد منزله الواقع في أعالي البلدة والمشرف على مستوطنة مسكاف عام، غير أنه مُنع من الوصول إليه.
كانت العديسة آخر بلدة دخلها الأهالي سيراً على الأقدام، بعد كفركلا، ميس الجبل، مركبا، بليدا وحولا، مارون الراس ويارون، بسبب الكشف الهندسي الذي أجراه الجيش اللبناني المنتشر في البلدة.
كانت العديسة قبل الحرب "أميرة قرى الحدود" وفق ما يقول أبناؤها، حيث حوّلها الجيش الإسرائيلي إلى بلدة منكوبة. والدمار الذي أصاب البلدة تمّ بعد وقف إطلاق النار، حيث واصل الجيش الإسرائيلي عمليات التفجير والتفخيخ داخل منازلها كان آخرها مساء الإثنين الفائت.
تدخل العديسة ضمن نطاق التلال الخمس التي أبقى الإسرائيلي على تواجده فيها، ولا تزال بعض أراضيها محتلّة وتقع ضمن مستوطنة مسكاف عام. يقول عدنان يحيى "يملك أبناء البلدة صكوك ملكية بهذه الأراضي في السجلات العقارية وأرشيف البلدية ولدى كبار السنّ وأضيف إليها اليوم احتلال أراض جديدة".
هذا الواقع، يطرح إشكالية كيفية تحرير الدولة اللبنانية لتلك الأراضي المحتلّة. سؤال يطرحه أبناء بلدة العديسة المصدومون من واقع بلدتهم المدمّر.
على الرغم من فرحة الأهالي بالعودة، خيّم الحزن عليهم، ويقول عارف رمّال، "ما بقي شي، شو بدو يحكي الواحد". أما نمر رمّال فيقول "دفعنا ثمناً غالياً جداً".
أمام محلها المدمّر وقفت كوثر بعلبكي، خسرت منزلين ومحلّها، لم يبقَ في جعبتها سوى "المفتاح"، وتقول "كلّ هذا الدمار ستتمّ إعادة بنائه، ولن نرضى بأن يبقى شبر واحد محتلّاً".
كل مقوّمات الحياة مفقودة، لا مياه لا كهرباء ولا حتى اتصالات، الشبكة مقطوعة، وهذا يحتّم عدم عودة الأهالي قبل دخول أجهزة الدولة لإعادة عناصر الحياة تدريجيّاً للبلدة.
وفي وقت كان أبناء بلدة العديسة يتجوّلون بين الدمار، يشاهدون أشجار الزيتون المحروقة والبساتين المجروفة، كان الطيران التجسّسي والحربي يحلق فوق البلدة كما كل الجنوب، وأغار على أحد أحياء البلدة الشرقية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|