إعادة بناء مسجد الأشرفية: المعارضة من داخل "البيت السني" أيضاً!
قبل أشهر، عادت إلى الواجهة قضية «مسجد الحسنين» المشيَّد عام 1935 على العقار الرقم 913 في حي البرجاوي في الأشرفية، والذي دُمِّر خلال الحرب الأهلية في السبعينيات.
إذ مارست شخصيات بيروتية ضغوطاً على مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وبلدية بيروت لإعادة بناء المسجد، مع استعداد بعض الفاعليات لتغطية نفقات الإعمار.
كما وهب مالكون لعقارات ملاصقة للمسجد أراضيهم للأوقاف، شرط توسعة المسجد عند إعادة بنائه، فيما تخطط دار الفتوى لإلحاق مبنى خدمي به.
وبعد شعور بأن الملف دخل في حالة جمود، بادرت مجموعة من الشخصيات، من بينها الشيخ خالد العثمان ورئيس «نادي النجمة» السابق عمر غندور وحسن يونس وصالح حبال ومحي الدين مجبور، إلى تشكيل لجنة متابعة أهلية للتعاون مع لجنة شكّلها دريان عام 2017 برئاسة هاني الشعار وطوني الرميلة. وسارع أعضاء اللجنة الأهلية إلى تنظيف العقار الذي تحوّل عبر السنوات إلى مكب للنفايات، وقاموا بجولات على المعنيين لتحريك الملف بالتنسيق مع دار الفتوى.
ويقول بعض أعضاء اللجنة إنهم طوال السنوات الماضية اعتقدوا بأن الأحزاب المسيحية وأعضاء المجلس البلدي من المسيحيين يرفضون إعادة بناء المسجد في منطقة بات المسلمون فيها قلّة، رغم أن حي البرجاوي يعدّ تاريخياً حياً إسلامياً. لكنهم فوجئوا بأن المعترضين الفعليين هم من داخل «البيت السني» نفسه!
ويروي أعضاء اللجنة أنهم قاموا قبل نحو شهر بزيارة وُصفت بـ«الإيجابية» إلى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة. وقد لمسوا خلال اللقاء انفتاحه على الموضوع، إذ شدّد على رفضه أن يتحوّل أي وقف ديني، لأي طائفة أو مذهب، إلى مكب للنفايات، من دون أن يُبدِي أي اعتراض جدّي على إعادة تشييد المسجد.
غير أن المفاجأة، جاءت من داخل بلدية بيروت نفسها، برفضها التجاوب مع مطلب ضمّ الفضلات العقارية في العقارين 5577 و5578 (بمساحة 96 متراً مربعاً) إلى العقارات الموهوبة للأوقاف الإسلامية. علماً أن «جمعية البر والإحسان» قدّمت قبل نحو 25 عاماً عقاراً (رقمه 855 بمساحة 224 متراً مربعاً) شرط تخصيصه لتوسعة المسجد. وهكذا، تحوّل العقار 913 (185 متراً مربعاً) الذي شُيِّد عليه المسجد قبل قرن تقريباً إلى العقار 855 باعتباره الأكبر مساحة. كما بادر متبرعون قبل سنوات إلى شراء العقار 859 (330 متراً مربعاً) ووهبوه للأوقاف بهدف توسعة «الحسنين».
كباش مع البلدية
رغم أن المساحة الإجمالية أصبحت تقارب 750 متراً مربعاً، ما يتيح بناء المسجد ومبنى استثماري ملحق يمكن أن يغطي نفقاته، إلا أن البلدية لا تزال تمتنع عن نقل ملكية الفضلات التابعة لها أو بيعها للأوقاف. كما تم إبلاغ أعضاء اللجنة الذين زاروا البلدية أكثر من ثلاث مرات، على حد قولهم، رفض المعنيين إدراج البند على جدول أعمال المجلس البلدي، بحجة عدم رغبة الأعضاء حالياً في التصرف في الفضلات، فيما شهدت الجلسة ما قبل الأخيرة للمجلس تمرير بيع فضلات لثلاثة مالكي عقارات في الأشرفية بموافقة زيدان نفسه!
ويؤكد أعضاء اللجنة أن محافظ بيروت القاضي مروان عبود وجّه كتاباً رسمياً في 9 أيار الماضي إلى المجلس البلدي، طالباً عرض موضوع الفضلات على المجلس البلدي لاتخاذ القرار المناسب، ولكن الطلب لم يُنفذ. كما سبق لمديرية الأوقاف أن قدّمت طلبات مماثلة من دون تجاوب.
ويُسجّل استياء في دار الفتوى بعدما ضمّت البلدية قبل سنوات من 116 متراً مربعاً من عقار المسجد لتوسعة الطريق، رغم أنها تملك عقاراً مجاوراً، ومن دون إعلام مديرية الأوقاف بذلك. وقد ذلك دفع دريان إلى إحالة الملف إلى اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، والتي أصدرت في شباط الماضي قراراً بمقايضة المساحات المقتطعة من أرض المسجد بالفضلات التابعة للعقارات المحاذية المملوكة للبلدية.
غير أن البلدية لم تتعامل بجدية مع قرار دار الفتوى، وامتنع رؤساء البلدية المتعاقبون عن إدراج الملف على جدول أعمال الجلسات، مقترحين مباشرة البناء من دون شراء الفضلات خلافاً للقانون، لأن «أحداً لن يجرؤ على وقف الأشغال»، فيما يتهم بعض أعضاء اللجنة نواباً بيارتة ممن «يمونون» على البلدية بعرقلة بناء المسجد خدمةً لحلفائهم من الأحزاب المسيحية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|