أين إيران في الرئاسة؟
لا تبدي إيران، في الشأن اللبناني، الاهتمام الذي أبدته سابقاً عشية انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. يغيب هذا الاهتمام أو يكاد عن تصريحات مسؤوليها، ولا تكاد صحفها تشير إلى الأزمة المتمادية في لبنان الذي صنفته يوماً احد أضلاع مربع نفوذها في العالم العربي.
قد تكون أوضاع إيران الداخلية أحد أسباب هذا الغياب، من مصرع قاسم سليماني إلى الانتفاضات والعقوبات، كلها عوامل تجعل القيادة الإيرانية حذرة، وهي دوافع مهمة اذا قارناها بالراحة التي استشعرتها إيران إثر توقيع الاتفاق النووي في تموز قبل 8 سنوات.
يمكن لدى مراجعة تلك الشهور التي أعقبت الاتفاق تقدير مستوى التفرغ الإيراني المباشر للمعركة الرئاسية اللبنانية والتي انتهت إلى ما أرادته طهران تحديداً. فخلاص شهور الفراغ التي سبقت فوز العماد ميشال عون بالرئاسة تدفق الايرانيين على لبنان «الشقيق» كما لم يتحرك مسؤول لبناني في أنحاء وطنه. حضر إلى بيروت وزير الخارجية جواد الظريف، ومساعداه حسين أمير عبد اللهيان ومرتضى سرمدي، وعلي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي، ورئيس مجلس الشورى علاء بروجردي، ومستشار رئيس الجمهورية لاحقاً، علي ولايتي، ومساعد رئيس الجمهورية محمد علي شهيدي، بينما كان قائد فيلق القدس قاسم سليماني داخلاً وخارجاً من دون استئذان، والسفير غضنفر ركن أبادي يتابع الشاردة والواردة.
مع كل هؤلاء طرحت مسألة الرئاسة. رئيس الحكومة في حينه سألهم المساعدة «مثلما ساعدوا في تشكيل حكومته»، وكان جوابهم شبه موحد مع بعض التلوينات. جواب ظريف مثلاً جاء فيه «ندعم أي رئيس يُتفق عليه، أي شخص يحصل إجماع حوله خصوصاً بين المسيحيين نحن نرحب به...». كان كلاماً دبلوماسياً يشتهر الايرانيون في تنميقه. فهم كانوا يريدون رئيساً محدداً وقد فازوا به.
عندما انتخب عون كتبت صحيفة المرشد « كيهان» في صدر صفحتها الأولى «نصر حزب الله التاريخي في لبنان» (31 تشرين الأول 2016). وجاء في افتتاحية الصحيفة :» أظهر انتخاب عون أنّ تيار المقاومة بقيادة السيد حسن نصرالله هو التيار المؤثر الأساسي في معالجة المرشد السياسي في لبنان». وقال علي ولايتي إنّ انتخاب عون هو «انتصار لمحور المقاومة» الذي «يؤدي فيه لبنان دوراً اساسياً واستراتيجياً... ومع هذا النصر، من يتمرنون ضد محور المقاومة في العراق وسوريا سيُهزمون أيضاً».
تبدو إيران اليوم وكأنها تبني على انتصاراتها اللبنانية خلال الأعوام الستة الماضية، فلا تشعر بالحاجة إلى كثافة زوار وموفدين، وربما هي اكتفت بزيارة قائد فيلق القدس في نيسان الماضي التي أرست «وحدة ساحات محور المقاومة» واحتفالاً بها أطلقت صواريخ القليلة. إيران في هذه الحالة إما شديدة الوثوق بخياراتها وبأنصارها، أو أنها تنتظر فرصة تفاوض لم تتضح نتائجه بعد، «الساحة» اللبنانية إحدى أوراقه.
مواضيع ذات صلة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|